إذا كانت الأم تُعبر عن فرحتها بقدوم طفلها، وبأنها قد أصبحت أمًّا، وتعيش تجربة الأمومة الرائعة، فهي تقوم بتصرفات بسيطة تؤذي شخصية الطفل، وتحوّله إلى إنسان اتكالي غير قادر على مواجهة المشكلات، ولا يعرف كيف يتصرف في الحياة، ويصبح مثل الآلة التي نقوم بتوجيهها عن بُعد.
من الضروري أن تُراعي الأم بعض التصرفات البسيطة التي قد تبدر منها بتلقائية، ولكنها تؤدي إلى وجود طفل اتكالي، بمعنى أنه طفل متعب في البيت، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية مها عبد الله؛ حيث أشارت إلى 7 تصرفات بسيطة تقوم بها الأم، وتؤدي إلى تحويل طفلها إلى طفل اتكالي، ومن بينها القيام بالمهام بدلًا عنه ونقده المستمر وغيرها من التصرفات في الآتي:
1- القيام بكل المهام بدلًا من الطفل يؤدي إلى يصبح اتكاليًّا
اعلمي أنه ليس بدافع الحب يجب أن تقومي بكل المهام التي من المفترض أن يقوم بها الطفل، الطبيعي أن يتعلم الطفل بالتدريج العناية بنفسه والاهتمام بنظافته الشخصية، وكذلك أن يرتدي ملابسه وحذاءه بنفسه مع القليل من المساعدة؛ لأن قيام الأم بكل الأعمال على اعتقاد منها أن طفلها لا زال صغيرًا، يؤدي إلى وجود طفل اتكالي في البيت، ويصبح من الصعب علاجه أو حتى التعامل معه.
2- الحماية الزائدة للطفل تؤدي إلى أن يصبح اتكاليًا
لاحظي أن كل الأمور التي تزيد عن حدها سوف تنقلب إلى الضد؛ ولأن خير الأمور الوسط فيجب أن تتوقفي عن أن تكوني الجندي المدافع عن الطفل، فتتحدثين نيابة عنه وتقومين بالرد نيابة عنه أيضًا؛ حيث إن الطفل الذي يتعرض إلى الحماية الزائدة من الأم سيكون غير قادر على إدارة حياته، وفي أتفه وأبسط الأمور، وفي نفس الوقت يترك كل أمور حياته حتى أبسطها؛ لكي تقومي بها نيابة عنه، والنتيجة أيضًا أنك مع مرور الوقت وتقدم طفلك في العمر سوف تصرخين تعبًا وغضبًا بأن لديك طفلًا معاقًا في البيت على الرغم من سلامته الصحية.
توقفي عن حماية طفلك وإظهار الخوف الزائد عليه، وهذا لا يعني ألا تهتمي بصحته وتقومي بحمايته من التعرض للحوادث وألا يتعرض للتنمر المدرسي مثلًا، ولكن اتركيه لكي يكوّن صداقات؛ ولكي يستطيع أن يحل المشاكل التي تواجهه أي أن يقتلع شوكه بيديه كما يقولون.
3- الانتقاد المستمر للطفل يؤدي إلى أن يصبح اتكاليًا
شجعي طفلك مهما كانت إنجازاته وتوقفي عن انتقاده، ولا تقولي له أن ما يقوم به لا يستحق الثناء بل على العكس يجب أن تكوني الداعمة له، كما يجب ألا تكوني متصيدة للأخطاء لأن الطفل سوف يترك لكِ كل شيء وينتحي جانبًا؛ لأنه سوف يصل إلى مرحلة لا يعرف ما الذي يُرضي الأم وما الذي يُغضبها، ولذلك يجب أن تتقبلي الأخطاء منه فهو إنسان، ومن الطبيعي أن يقع بالخطأ مثل الكبار، ولا تطالبيه بأن يسير في حياته مثل الساعة، فهناك بعض الفوضى المحببة للأطفال التي يحبون أن يشعروا بها وتدفعهم للإنجاز بعد ذلك.
4- الاستجابة الفورية لكل طلبات الطفل تؤدي إلى أن يصبح اتكاليًا
احرصي على ألا تتحولي إلى آلة في نظر طفلك، بمعنى أن تهرعي لتلبية كل طلباته، فأنت سوف تتعبين فعلًا، وسوف تحوّلين طفلك إلى إنسان متسلط واتكالي ولا يقدر مشاعر الآخرين، ويتحول أيضًا وبالتدريج إلى إنسان أناني، ولذلك يجب أن تقومي بمناقشة طفلك وتسأليه عن الأمور التي يمكنه القيام بها وحده، ويمكنك أن تكوني مساعدة له ولا تقومي بكل الأمور من البداية إلى النهاية، ويجب أن يشعر طفلك أن هناك قدرات وميزانية لكل أسرة، وأن الأب ليس مصباح علاء الدين الذي يستطيع أن يوفر له كل طلباته في غمضة عين.
5- التقليل من شأن الطفل يؤدي إلى أن يصبح اتكاليًا
توقفي عن السخرية من طفلك وخصوصًا أمام الآخرين ولا تقللي من شأنه، ويجب أن تهتمي بأن يشعر طفلك بالثقة بالنفس وبأنه قادر على الإنجاز، ويجب ألا تقولي له إنه مخطئ، بل قولي له ما رأيك لو نحاول مرة ثانية؛ لأن الطفل حين يصدم بأنه قد ارتكب خطأ أو أنه لم يحصل على درجات جيدة وأن الآخرين يسخرون منه، فسوف يتوقف عن المحاولة والتجربة وينتحي جانبًا من الحياة ويصبح منعزلًا.
6- غياب القدوة من الوالدين يؤدي إلى أن يصبح اتكاليًا
كوني قدوة للطفل، ويجب أن يكون الأب قدوة كذلك؛ لأن الطفل حين يكتشف أن الكبار يتملصون من المسئولية، فسوف يفعل مثلهم مباشرة ودون نقاش؛ ولأن الطفل يتعلم بالتجربة وبالتقليد ولا يتعلم عن طريق إلقاء الأوامر والوعظ المباشر،فيجب أن تكون الأم قدوة له في أقل الأمور، وأن تراقبي تصرفاتك قولًا وفعلًا؛ لكي تكوني قدوة له ولكي يحذو حذوك، وتذكري أن الطفل يكون مثل لوحة بيضاء من السهل أن تخطي فوقها ما تريدين، ولكن من الصعب أن تُعيديها بيضاء كما كانت.
7- التدليل المفرط للطفل يؤدي إلى أن يصبح اتكاليًا
توقفي عن التدليل المفرط والزائد عن الحد للطفل؛ لأن شعور الطفل بأنه مدلل، وأن حياة الأم تدور كلها في فلكه، وأنها فرِحة به ولا تصدق نفسها أنها قد أصبحت أمًّا يؤدي إلى أن يصبح اتكاليًا؛ لأنه يعرف أنها لن ترفض له طلبًا، وأن تدليلها له سوف يؤدي إلى أن توفر له كل مستلزمات الحياة دون أن يبذل أي جهد.
امسكي العصا من المنتصف كما يقولون؛ لأن الطفل بحاجة للشعور بالدلال من الأبوين ولكن ضمن حدود، ولا تسمحي له بأن يخطئ أو أن يكون مسترخيًا فيما تقومين بكل الأعمال نيابة عنه، ولا تستمري في احتضانه وتحسسه طيلة الوقت، بل افعلي ذلك بحساب فيكفي أن تحتضنيه خمس مرات يوميًا؛ لكي يشعر بحبك وحنانك، وأن يصبح لديه شعور بالأمان يسهم في بناء شخصية الطفل بشكل فعال.
المصدر: موقع سيدتي الإلكتروني
يدعم اللعب المنظم تطوير مسارات عصبية مرتبطة بالوظائف التنفيذية مثل حل المشكلات واتخاذ القرارات،
القانون جاء استجابة لتزايد القلق من تأثير الهواتف الذكية في التحصيل الدراسي
وصف الموقع هذا التعبير بأنه مثال على ما يُعرف بـ"Slang brainrot"، أي العامية العبثية

2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال