كثير من الأمهات يحتفظن بذكرى المرة الأولى التي سمعن فيها طفلهن يقول كلمة "ماما" أو "بابا "، ذلك الصوت الذي يخرج بتلعثم لكنه يهز القلب فرحًا، محققًا حلم كل أم وأب. وهذا ليس بغريب، فلغة الطفل ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي جسر يربط الطفل بالعالم، وهي مؤشر أساسي على تطوره العقلي والاجتماعي، وسؤال كل أم الآن: متى يبدأ طفلي بالكلام... وكيف أساعده ؟وهل هناك علامات تأخر يجب أن أقلق منها؟
في هذا التقرير يوضح لنا الدكتور حازم موافي أستاذ اللغة وعلم الكلام، مراحل تطور اللغة عند الأطفال، والعوامل المؤثرة، مع سرد لبعض النصائح، وأهم الأخطاء التي تقع فيها الأمهات.
متى يبدأ الطفل بالكلام؟
الأطفال يختلفون في سرعاتهم، لكن هناك مراحل أساسية في لغة الطفل:
1. من الولادة إلى 6 أشهر: يبدأ الطفل بالمناغاة، وإصدار أصوات غير مفهومة.
2. من 6 إلى 9 أشهر: يظهر "بابابا" أو "ماماما"، مجرد تكرار للأصوات.
3. من 9 إلى 12 شهرًا: يبدأ الطفل بمحاولة تقليد كلمات بسيطة.
4. من 12 إلى 18 شهرًا: يتكلم أولى كلماته الحقيقية (ماما، بابا، ماء، لا).
5. من 18 إلى 24 شهرًا: يبدأ بتركيب جمل قصيرة من كلمتين.
6. بعد السنتين: ينطلق في تكوين حصيلة لغوية أسرع.
لا تتعجلي، ولكن يمكنك دعم طفلك ليستمتع برحلة الكلمات مبكرًا.
لماذا يختلف الأطفال في سرعة الكلام؟
الأطفال يختلفون في سرعة الكلام
بعض الأطفال يتكلمون في عمر السنة، وآخرون قد ينتظرون حتى العام الثاني. الأسباب كثيرة:
1. العوامل الوراثية: إذا تكلم الأب أو الأم متأخرًا، قد يتأخر الطفل قليلًا.
2. النوع: بعض الدراسات تشير إلى أن البنات أسرع في الكلام من الأولاد.
3. عدد الأطفال في الأسرة: الطفل الثاني أو الثالث قد يتأخر، لأنه يجد من يتكلم بدلًا منه.
4. الطفل الذي يعيش وسط تواصل وحوار نشط يتكلم أسرع من طفل أمام الشاشات.
5. الصحة العامة: مشكلات السمع أو ضعف الانتباه قد تؤثر بشكل مباشر.
دليل عملي لمساعدة طفلك على الكلام مبكرًا
1. اضحكي وغني له الأناشيد
2. تحدثي معه منذ اليوم الأول
3. لا تنتظري أن يفهم الكلمات، فصوتك مألوف له منذ كان جنينًا، قولي له: "صباح الخير يا حبيبي"، "اليوم الجو جميل"، "ماما تحبك" والتكرار هو مفتاح التعلم.
4. غني له الأناشيد البسيطة : الأغاني ذات الإيقاع تساعد على ربط الكلمة باللحن، جربي: "نام يا حبيبي" أو "بسم الله نبدأ يومنا".
5. استخدمي تعابير الوجه : ابتسمي، افتحي فمك عند الكلام، أشيري بيدك، الطفل يقلد أكثر مما يسمع.
6. قللي من وقت الشاشة: التلفزيون والجوال لا يعلمان الكلام، بل يؤخرانه، منظمة الصحة العالمية تنصح: لا شاشات قبل سنتين.
7. اقرئي لطفلك القصص المصورة : حتى لو لم يفهم، الصور والكلمات تعزز الحصيلة اللغوية، اجعلي القراءة عادة يومية قبل النوم.
8. اسأليه أسئلة بسيطة : بدلًا من "عاوز تشرب؟" قولي "تشرب لبن ولا مية؟"، حتى لو أشار بيده، فهو يتعلم أن الكلمات لها دور.
9. امدحي أي محاولة للنطق : عندما يقول "ما" بدلًا من "ماما"، ابتسمي وقولي "شاطر.. قلت ماما"، فالتشجيع يفتح الطريق للمزيد.
10. اجلسي على مستوى نظره : التواصل البصري يعزز الانتباه للكلمات.
11. كرري الكلمات الأساسية يوميًا : "أكل"، "شرب"، "نوم"، "كرة"، "بابا"، واربطي الكلمة بالفعل (أعطيه ماء وأنتِ تقولين "ماء").
12. اجعلي اللعب وسيلة للتعليم: قولي: " عربية، امشي يا عربية"، الطفل يتعلم باللعب أسرع من التعليم المباشر.
متى تقلقين من تأخر الكلام؟
يجب مراجعة الطبيب إذا:
1. لم يناغِ الطفل حتى عمر 6 أشهر.
2. لم يقل أي كلمة حتى عمر سنة ونصف.
3. لا يقلد الأصوات أو الإيماءات.
4. لا يستجيب لاسمه أو للأوامر البسيطة.
5. فقدُ مهارة كان قد تعلمها.
6. الفحص المبكر للسمع واللغة ينقذ الموقف هنا.

الرأي العلمي في طرق تحفيز الكلام
1. دراسات تؤكد أن الأطفال الذين رضعوا طبيعيًا لأوقات أطول لديهم حصيلة لغوية أكبر.
2. التفاعل الاجتماعي : الطفل الذي يشارك في لعب جماعي يتعلم كلمات أكثر.
3. التكرار والنمذجة : عندما يسمع الكلمة نفسها من أشخاص مختلفين، يرسخها أسرع.
4. اللمس والحركة : الطفل الذي يمارس الزحف واللعب الحركي ينشط دماغه، مما يساعد على تطور اللغة.
كيف ينمي اللعب ذكاء طفلك ويحفز مهاراته؟ التفاصيل داخل التقرير؟
1. استخدام لغة "البيبي" طول الوقت مثل: (بعبع، امبو). الأفضل قول الكلمة الحقيقية.
2. التسرع في القلق، بعض الأطفال من الطبيعي أن يتأخروا قليلًا.
3. المقارنة مع الآخرين، كل طفل له إيقاعه الخاص.
4. الإفراط في الشاشات، حيث تحرم الطفل من التفاعل الحي.
5. عدم الإصغاء للطفل، حين يحاول التعبير فلا يجد استجابة.
للأب دوره في تشجيع طفله على الكلام
مشاركة الأب ليست ثانوية. عندما يسمع الطفل أصواتًا مختلفة، ينمو تواصله أسرع، الأب يستطيع عبر اللعب، الغناء، أو حتى الحديث أثناء القيادة أن يفتح أبوابًا لغوية جديدة. كما أن هناك تطبيقات تعليمية مفيدة بعد عمر سنتين، شرط أن تكون بوجود الأم: مثال: ألعاب تفاعلية تكرر الكلمات مع صور وأصوات، القاعدة الذهبية: التكنولوجيا وسيلة، وليست بديلًا عن صوت الأم والأب.
كيف تهيئين بيئة غنية باللغة في المنزل؟
1. اجعلي المنزل مكانًا مليئًا بالكلمات.
2. لاصقي أسماء الأشياء (كرسي – باب – كوب).
3. تحدثي في أثناء الأعمال اليومية: نطبخ رز، نخرج نتفسح.
4. شجعي الأشقاء على الحديث مع الرضيع.
على الآباء والمعلمين عدم منع الأطفال من العد على الأصابع
يدعم اللعب المنظم تطوير مسارات عصبية مرتبطة بالوظائف التنفيذية مثل حل المشكلات واتخاذ القرارات،

2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال