طفلك والمنبه السحري دليل المرح لتعلّم إدارة الوقت

طفلك والمنبه السحري دليل المرح لتعلّم إدارة الوقت

وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ،... هل تعلّم طفلك قيمة الوقت؟

داليا فنيش/ معالجة نفسية

الوقت هو المورد الأكثر قيمة في حياتنا، ولا يمكن تعويضه أو استرجاه.  الأشخاص الذين يتقنون إدارة وقتهم يعيشون حياة أكثر إنتاجية، أقل توترًا، وأكثر رضا عن إنجازاتهم اليومية، بينما الإهمال في استغلال الوقت قد يؤدي إلى شعور دائم بالضغط والفوضى، وفقدان الفرص المهمة.

أهمية الوقت في حياتنا

إن فهم أهمية الوقت وإدارته، بشكل فعّال، أصبح أمرًا ضروريًا لكل أسرة، خاصة عند التعامل مع الأطفال الذين لمّا يتعلّموا بعد مفهوم التنظيم والانضباط، تجد العديد من الأمهات صعوبة في مساعدة أبنائهن على تنظيم وقتهم، ويظهر ذلك في السلوكيات اليومية مثل عدم إكمال الأنشطة وصعوبة التركيز، أو قلة النوم. هذه التحديات قد تولد توترًا داخل الأسرة، وتضع الوالدين تحت ضغط مستمر، ما يجعلهم يسعون لإيجاد حلول فعّالة لتنمية مهارات أطفالهم منذ الصغر.

كيف نعلم الأطفال إدارة الوقت؟

وقد أكد الفلاسفة والحكماء أهمية الوقت عبر التاريخ، كما أشار الدين الإسلامي إلى قيمته الكبيرة، فقد رأى الوقت من النعم التي يجب استغلالها بحكمة لتحقيق النجاح والتوازن في الحياة.؛ مثل قوله تعالى: "وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ".. هذه السورة الكريمة تعلّمنا أن الوقت ثمين وتنظيمه واستثماره في الأعمال المفيدة، إلى جانب التعاون مع الآخرين والتحلي بالصبر، هو الطريق لتحقيق النجاح والتوازن في الحياة.

تعليم الأطفال إدارة وقتهم منذ الصغر يزرع لديهم الانضباط والمسؤولية، ويهيئهم لمستقبل أفضل. إذ إن المسالة ليست مجرد وضع جدول أو تنظيم يومياتهم، هو غرس مهارات أساسية مثل تحديد الأولويات والانضباط وتحمّل المسؤولية، ما يساعدهم في تحقيق التوازن بين الواجبات المدرسية وبين اللعب والنوم والأنشطة الترفيهية. 

 متى نبدأ تعليم الطفل إدارة الوقت؟

1.    العمر المناسب: من عمر 4 سنوات، لكن بأسلوب مبسط جدًا؛ مثل تحديد وقت للعب والنوم.
2.    الأطفال بعمر 9 سنوات يستطيعون فهم الوقت والمواعيد، ويستجيبون بشكل أفضل لروتين واضح ومشجع.

هل إدارة الوقت  مشكلة سلوكية أم مرضية؟ 

تنظيم الوقت عند الأطفال قضية تربوية حساسة تمس شريحة كبيرة من الأسر، خاصة في ظل تحديات العصر الحديث، مثل: التكنولوجيا والانشغال والضغوط اليومية وضعف التفاعل الأسري أحيانًا. وضعف إدارة الوقت غالبًا هو سلوك مكتسب يمكن تصحيحه بالتدريب والممارسة اليومية، لكن إذا ترافق مع مشكلات تتعلق بالتركيز الشديدة أو النشاط المفرط أو القلق المستمر.. فقد يشير إلى وجود مشكلة صحية تستدعي تدخل الطبيب المتخصص. 

من هذه الأسباب:

1.    السلوكية:
•    ضعف إدارة الوقت غالبًا يكون نتيجة غياب التنظيم أو عدم وجود أهداف واضحة.
•    التسويف، عدم الالتزام بالمواعيد، وقلة التركيز تعدّ سلوكيات مكتسبة قد تنتج عن نقص التدريب أو الروتين المنظم للطفل.
•    البيئة الأسرية والدعم التربوي يؤديان دورًا كبيرًا في تعزيز أو إضعاف هذه المهارات.

2.    مرضية: في بعض الحالات، صعوبة تنظيم الوقت قد تكون مرتبطة بمشكلات صحية أو عصبية، مثل:
•    اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).
•    اضطرابات القلق أو التوتر الشديد.

هل تؤثر هذه السلوكيات في شخصية الطفل؟

نعم؛ إذا لم يُتعامل معها بحكمة، فإن:

•    كثرة اللوم والإحباط تجعل الطفل يفقد الثقة بنفسه.
•    يشعر بأنه فاشل أو غير قادر.
•    تنخفض دافعيته.
•    قد يُصاب بالقلق أو الاكتئاب لاحقًا.

 تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في إدارة الوقت عند الأطفال

أصبح التساؤل عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في استغلال الوقت أمرًا ملحًا، خاصة في ظل الانتشار الكبير للعالم الرقمي في حياة الجميع، صغارًا وكبارًا. والأطفال الذين يقضون ساعات طويلة مع هذه المنصات غالبًا ما يواجهون صعوبة في تنظيم أوقاتهم وإدارة أنشطتهم اليومية. كما أن الانغماس المستمر في العالم الافتراضي قد يؤثر سلبًا في سلوكياتهم.

أهمية تعليم إدارة الوقت

تعليم الأطفال مهارة إدارة الوقت يعد أمرًا أساسيًا ومفيدًا على جميع الأصعدة، لتجنب الأخطاء التي قد تنتج عن التأخر في تعليمهم مفهوم الوقت وتنظيمه، وقد أوصى الإمام الصادق (عليه السلام) بالاهتمام بتنظيم الوقت فقال: "اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرّفونكم عيوبكم، ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذّاتكم في غير محرّم."

هذا التقسيم يساعد في تحقيق التوازن بين متطلبات الدنيا والآخرة، مع التركيز على التواصل مع الله والآخرين والاهتمام بالنفس.

من أبرز فوائد تعليم الأطفال إدارة الوقت:

1.    تحديد الأولويات بشكل صحيح.
2.    فهم قيمة الوقت وأهميته.
3.    تقليل توتر الطفل والأهل.
4.    تعزيز المسؤولية والانضباط.
5.    تحسين مهارات التحليل والتخطيط.
6.    القدرة على إنجاز مهام متعددة في مدة قصيرة.

كيف يمكن  مساعدة الأطفال في إدارة وقتهم؟

أهم الخطوات العملية:

1.    زيارة متخصص نفسي أو تربوي لتقييم الوضع أو الأزمة.
2.    الابتعاد عن العبارات السلبية واستبدالها بالتشجيع والتحفيز.
3.    تطبيق روتين ثابت؛ لكن مرن ويمكن تعديله من وقت إلى آخر.
4.    التحدث مع الطفل عن الوقت بلغة مبسطة، واستخدام ساعة أو تقويم مصور.
5.    تقليل وقت الشاشة تدريجيًا واستبداله بأنشطة حركية وتعليمية.
6.    الأهل القدوة مهمة جدًا، فالطفل يقلد لا يسمع فقط.
 

مواضيع مرتبطة

ثلاث سمات في الطفولة تنذر باضطرابات شخصية خطيرة

إحداها: أن الطفل سيركز على تحقيق رغباته الشخصية فقط.

هكذا نسخّر الذكاء الاصطناعي لخدمة التعليم

كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل التعليم من خلال شراكة جديدة بين المعلم والآلة تركز على التفكير النقدي والتقييم الإبداعي، مع ضرورة تعليم الطلاب مهارات "محو الأمية في الذكاء الاصطناعي"

أثر الصراخ على الأطفال لا يتركهم.. وإن كبروا..!

الإساءة اللفظية تترك ندوبا نفسية عميقة ودائمة شبيهة بالإساءة الجسدية..

كلمات مفتاحية

تربوية