كيف تعلّمين طفلك الدفاع عن نفسه في المدرسة؟

كيف تعلّمين طفلك الدفاع عن نفسه في المدرسة؟

عندما يتعرّض طفلك للاعتداء بالضرب أو لإهانات لفظية..لا تعيّيره بضعفه..فهذا يقضي نهائيًا على مستقبله..

تكتشف الأم بعد خروج طفلها إلى العالم الخارجي، أو حين يبدأ باللعب مع الصغار الآخرين، حتى لو كان ذلك في محيط البيت، أن طفلها يتعرض للاعتداء بالضرب أو للتعنيف اللفظي من باقي الأطفال، وهو لا يعرف كيف يدافع عن نفسه، فغالبًا ما يتعارك الصغار مع بعضهم البعض بدافع الغيرة مثلًا، أو يتعاركون لأسباب مختلفة مثل العراك على اللعب والتنافس، وقد يتعدّى الاعتداء بالضرب إلى التسبب بالأذى الشديد.

يسبب تعرض الطفل للاعتداء من الآخرين مشكلات نفسية، تؤثر في مستقبله. كما أن الاعتداء بالشتم والتلفظ بألفاظ بذيئة يؤدي إلى نتائج وآثار على الطفل أكثر من الضرب. لذلك يشدد المرشد التربوي "عارف عبد الله" على أن يعلّم الأهل طفلهم الدفاع عن نفسه في الوسط المحيط به وخاصة المدرسة. 

من أهم الطرائق لتحقيق ذلك :

1.    درّبيه على رفض الاعتداء

دربي طفلك المحافظة على جسمه من أن يلمسه أي شخص بقصد الأذى، مثل أن يضربه أو يمزق ملابسه أو يؤذيه بأي آلة حادّة مثلًا. ويكون التدريب في الحفاظ على الجسم بأن يستخدم الطفل تعبيرات وجهه لصد الهجوم عليه، ولكي يشعر الشخص المقابل له بقوته، فعن طريق ملامح الوجه وعدم البكاء والرضوخ مثلًا؛ يستطيع أن يُظهر للطرف الآخر قوته، وأنه ليس من السهل مهاجمته.

دربي طفلك على أن يستخدم عبارات دفاعية مهمة، مثل أن يقول للطرف الآخر: "أنا لن أسمح لك بضربي". بهذه العبارة هو يظهر قوته ويضع حدودًا للشخص الذي يريد الاعتداء عليه. وبحال اعتدى عليه؛ علميه كيف يردّ الاعتداء من دون أن يلحق الأذى بالآخر.

2.    ابتعدي عن تعنيف طفلك

ابتعدي عن تعنيف طفلك وتوقفي عن ترصد أخطائه؛ لأنّ من يتعرض للعنف في البيت يكون طفلًا مهزوز الشخصية، ومن السهل أن يضربه الأطفال الآخرون في المدرسة أو الحي أو النادي. والعقاب المبالغ فيه يؤدي بالطفل إلى التصديق بأن من حق أي شخص أن يعاقبه، ويتحول إلى شخص يخاف من الأصوات العالية الموجهة نحوه.

توقفي عن استخدام أسلوب التهديد مع الطفل، مثل أن تقولي له إذا فعلت هذا الأمر فسوف أضربك، فسوف ينشأ الطفل على أساس أن هناك أشياءً كبيرة وأكثر من طاقته تهدد حياته أو سوف تلحق به الأذى، وعندما يخرج إلى الحياة خارج البيت مثل المدرسة، فسوف يتقبل ضرب الآخرين له ويصبح شعوره بالتهديد مستمرًا.

3.    عزّزي ثقته بنفسه

عززي ثقة طفلك بنفسه منذ صغره، وهناك طرائق لتقوية ثقة طفلك بنفسه يجب أن تعامليه بها قبل أن يخرج للعالم الخارجي. وعززي ثقته بنفسه بالتشجيع والتربيت على كتفه ومسح رأسه، ولا تتركيه ينزوي في مكان ما وينخرط في البكاء في حال قام أحد الأطفال بضربه، وحاولي دائمًا أن تشعريه بقوته مع التأكيد أن الإنسان يكون قويًا بآرائه وفرضه الاحترام على الآخرين وعدم تجاوز حدوده وليست القوة في قوة وضخامة الأجسام، لأن تخيل الطفل لهذا المفهوم سوف يجعله يشعر بالضآلة دائمًا خاصة لو اصطدم بأطفال في سنه ولكنهم يتفوقون عليه في الطول والحجم مثلًا.

امتدحي طفلك بأخلاقه وصفاته والتزامه، ولا تشكريه على أنه قد قام بضرب طفل آخر مثلًا، بل عليك أن تؤنبيه على ذلك لأنه سوف يتعرض للضرب في المرة القادمة، بل عليك أن تعلميه الأخلاق وتزرعي فيه المثل العليا وامتدحي كونه مؤدبًا ولا يتلفظ بألفاظ سيئة في حال قام أحدهم بشتمه أو شتم الآخرين في محيطه.

4.    ادمجيه مع أطفال يتوافقون معه بالعمر ذاته

اهتمي بدمج طفلك مع أطفال أعمارهم مثل عمره، وألا يكون الأصحاب هم أكبر منه سنًا دائمًا، لأن وجود الطفل مع أصحاب أكبر منه سوف يؤدي، مهما اتخذت من احترازات، إلى أن يتأثر بهم ويكون هو الحلقة الضعيفة بينهم ما يؤثر على شخصيته، فطريقة تعامل الأطفال الكبار مع الأصغر سنًا لا تخلو من الضرب والركل ولو على سبيل إظهار القوة، وعليك ألا تعرّضي طفلك لمثل هذه المواقف.

ادمجي طفلك مع الأطفال الآخرين منذ صغره، وممن هم في سنه، واتركيه لكي يلعب الألعاب المخصصة لسنه معهم ولا يلعب منفردًا، لأن الأم التي تخاف على أطفالها من العالم الخارجي تنشىء طفلًا منطويًا ومدللًا ولا يعتمد على نفسه، ولا يمكن أن يتحمل المسئولية. لذلك يجب إذا خرج الطفل من حضن والديه مبكرًا يتعود على الاختلاط مع الأطفال الآخرين، لأنه بالتدريج سوف يتعود على التعامل مع الكبار وصقل شخصيته بالتجارب الحياتية.

5.    امتدحي مواقفه مع الأطفال الأصغر منه سنًا

امتدحي طفلك الذي تعرض للضرب في المرة الأولى لأنه سوف يتعرض لذلك مرة ثانية، وذلك عندما تمتدحين قدرته على الدفاع عن إخوته الصغار وحمايتهم مثلًا لكي لا يشعر الطفل بالدونية، وبأنه سوف يتعرض للضرب في كل مرة. ويمكن أن تمتدحي قدرته على إنقاذ قطة صغيرة ضالّة أو رعاية حيوان ضعيف، فالمهم أن يشعر الطفل بوجوده وبأهميته ولا يستقر بداخله أنه كائن ضعيف من السهل أن يعتدي عليه الآخرون.

عوّدي طفلك على سماع كلمات الشكر منك، لأن الطفل الذي يرى أنه إنسان فعال في أسرته يصبح شخصًا قويًا ولديه تطلعات وطموحات، لأنه يفيد من حوله خاصة أن الطفل في سن المدرسة المبكرة يكون مغرمًا بسماع الثناء، ولا تهملي أي موقف يقوم به مثل اعتماده الإيثار وتقديم حصته من الحلويات مثلًا لطفل آخر. فهذه الصفات من شأنها أن تشعر الطفل بأنه قادر على العطاء وبأنه سيكون له دوره في المجتمع لا يمكن أن يقبل أن يلغي وجوده أحد أو يهين كرامته بضرب أو شتم.

6.    احتضنيه لو تعرّض للعنف من الآخرين

احتضني طفلك واعتمدي هذا الأسلوب دائمًا في تعاملك معه، حيث إن الفوائد النفسية والجسدية لعناق الأطفال يوميًا لا تعد ولا تحصى، وحين يتعرض للعنف من الآخرين ولا تطلقي عليه لقب "جبان" مثلًا ولا تطلقي عليه ألقاب حيوانات ضعيفة، مثل أن تقولي له " أنت مثل الفأر"، أو أنت مثل الأرنب، فكل هذه التصرفات واستخدام هذه الألفاظ يؤدي لنتائج عكسية وسوف تؤدي لتدمير شخصيته. وفي الوقت نفسه سوف تزيد من خوفه، فالأسد يصدق أنه أسد ويتعامل على أساس ذلك حتى عندما يهرم وتتساقط أنيابه والطفل سوف يصدق أنه ضعيف، مثل الفئران والأرانب ولن يتغير أبدًا .

قومي بتشجيع طفلك بالكلمات الإيجابية وناديه بألقاب جميلة، مثل أن تناديه بلقب يحبه باستمرار وتناديه بأسماء جميلة محببة ولشخصيات قوية تحب الخير من تلك الشخصيات التي يراها الأطفال في الرسوم المتحركة، حيث يقوم البطل بإنقاذ الضعفاء والمظلومين، وبالتالي فسوف يشعر طفلك بالأمان النفسي والاستقرار الروحي.
 

مواضيع مرتبطة

إستراتيجيات لغرس قيم التسامح والاحترام عند الأطفال مبكرًا

اختاري العقاب المنساب للطفل، ولا تبالغي فيه لكي لا يرث الطفل حقدًا دفينًا على المجتمع من حوله وينعكس ذلك على تصرفاته،

التعليم في أوقات الحرب: شريان حياة وسط مخاطر محتملة

يتعرّض الأطفال في أثناء الحروب للصدمة، وقد لا يكونون متحفّزين للتعلّم، لذلك تدمج المدارس والبرامج التعليمية خدمات الدعم النفسي والاجتماعي

لماذا يتصرف الأطفال بشكل أفضل في وجود الأب؟

تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ 

كلمات مفتاحية

تربوية