في ظلّ ثورة الجمال على المنصّات الرقميّة.. كيف تحمين ابنتك من الوقوع في فخ الإغراء؟

في ظلّ ثورة الجمال على المنصّات الرقميّة.. كيف تحمين ابنتك من الوقوع في فخ الإغراء؟

أريد أن أظهر جميلة مثلهن..ولكنّي أخاف على نفسي..!

 

خاص: فاطمة فنيش/ موقع أمان الأطفال

قالت لي إحدى طالباتي ذات يوم: "أستاذة فاطمة؛ لم أعد أشعر أنّني جميلة!... ولكنّني لا أستطيع أن أفعل مثل غيري.. أضع المكياج أو ألبس ملابس ملفتة، أو أغيّر صوتي لأجذب الطرف الآخر. هذا الأمر يؤلمني. وأخشى أن أتأثر."  في المقلب الآخر، صادفت أمّ أحد الطلبة، وقد صرفت على نفسها أضعاف القسط المدرسي لولدها كي تبدو كإحدى "الانفلونسرز"(المؤثرون على المنصّات الرقمية) التي تهوى. وبين تلك وهذه، هالني حجم الخطر المحدق بنا بسبب مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيراتها على إعادة صياغة مفاهيم الجمال والأنوثة. 

تشكّل مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم، عالمًا قائمًا بحد ذاته، مفتوحًا على المجتمعات والسلوكيات والانحرافات كلها. وفي هذا العالم الافتراضي يلتقي الانسان بكل من لا يمكن أن يلتقي فيه في حياته اليومية. 

أثبتت هذه المنصّات أنها منصّة ترويجية لمعايير جمال لا تشبه الطبيعة البشرية الفطرية بشيء، وأنها سباق نحو الشهرة والمظاهر والإغراء والمال. وبالرغم من الهوة الحاصلة بين الواقع والافتراض، نجد أن مواقع التواصل باتت ذات تأثير قوي على بناء الشخصية وزعزعة الثقة بالنفس، وباتت أكثر قدرة على صنع سلوكيات استهلاكية وتنافسية؛ بل وتعزيزها أيضًا.. والضحية الأكبر في هذا العالم؟ هنّ الفتيات. 

 

 

كيف نتعامل مع بناتنا لحمايتهن؟ وما هي الخطوات الواجب اتخاذها للحدّ من الآثار السلبية لمواقع التواصل على زعزعة الثقة بالنفس ولهاث الفتيات حو الجمال والإغراء ؟ 

1.    كثير من الحبّ والكلام الجميل: إشباع الابنة بالعاطفة والحبّ واظهارهما لها بالفعل والقول. ومدح عناصر الجمال في خلقتها، وتكرار عبارات مديح الجمال الطبيعي والطاهر على مسمعها.

2.    امتداح الخلق الحسن والعفة: للحوار والحديث أثر مهم جدًا في بناء الوعي، ولذلك يستحسن التحدث دائما حول جمالية العفة والخلق الحسن وأثرهما على صوغ جمال الانسان الخارجي، ليس بأسلوب المحاضرة بل بأسلوب الحوار والنقاش وتبادل القصص اليومية، ومن خلال امتداح أخلاق الابنة وتشجيعها على التعفّف والتجمّل الطبيعي والخلق الحسن.

3.    عدم استخدام فلتر التصوير: يلجأ بعض الأهل منذ طفولة أبنائهم الى تصويرهم بالفلاتر، ويكبر الطفل من دون أن يكوّن صورة واقعية عن شكله. فمن الأفضل ألّا يُستخدم الفلتر مطلقًا، لا في مرحلة الطفولة، ولا بعدها؛ با تشجيع الأولاد على اعتماد الصورة العادية من دون محسّنات؛ لأنها أكثر جمالًا وصدقًا وعفوية وحيوية.

4.    إحاطة الابنة بنماذج واقعية صالحة: يتعلم الإنسان أولًا من خلال محيطه الاجتماعي، ولذلك ينبغي الالتفات إلى من يعاشر الأبناء ومن نعاشر نحن أيضًا؛ بل ينبغي الالتفات إلى ضرورة تعزيز علاقاتنا الاجتماعية والسرية مع محيط سليم وصالح، كي نتمكّن نحن وأولادنا من الابتعاد عن العوالم الافتراضية وتأثيراتها.  فقد قد نلتقي، في محيطنا الاجتماعي، بأشخاص لا يناسبون تطلعاتنا التربوية، في هذه الحال ينبغي الاقتصار على العلاقة الودية معهم، ونقض ما نراه معيبًا منهم على مسمع أولادنا وإظهار الأصلح والأنسب لهم.

 

 

5.    الالتفات إلى التجمّل: تحب الفتاة بالفطرة أن تبدو جميلة، وقد يهمل الأهل هذه النقطة، لا سيما مع عمر البلوغ والتكليف الشرعي، ولذلك ينبغي الالتفات إلى ضرورة تعزيز الحشمة والعفة عند الفتيات، إنما ليس بالشكل الذي يظهر الأنوثة عيبًا يجب اخفاؤه، ولا بالشكل الذي يسبّب كرهًا للجسد. فالعفة والحشمة السليمة ترتبط ارتباطًا وثيقة بالأناقة والنظافة والاحتشام وهو ما يجب تعزيزه عند الفتيات.

6.    الابتعاد عن اللّباس الفاضح منذ الطفولة: ينبغي الامتناع مطلقًا عن إلباس الفتيات ألبسة فاضحة وغير مناسبة لأعمارهن حتى لو كنّ أطفالا، فذلك له أثر مباشر على تعزيز عقلية الإغراء في مقابل عقلية الحشمة والتعفّف. وهو ما يؤثر سلبًا على بناء مفهوم الجمال عند الفتاة.

7.    الاهتمام بالنظافة والأناقة في المنزل: تعزز النظافة الثقة بالنفس والثقة بالجمال، ولذلك لا ينبغي إهمال نظافة الفتيات وتمشيط شعرهن وإلباسهن لباسًا أنقيَا ومرتبًا في المنزل. ولا بأس لو رغبن بالتبرج قليلا في البيت، مع التشديد على عدمه خارجه. 

8.    تعليم الفتيات الخياطة والحياكة والرسم والفنون والزراعة المنزلية: وذلك؛ لأنّ لها أثرًا مهمًا جدًا في تعزيز حسّ الجمال ومفهومه الحقيقي عند الانسان. فالإنسان الذي يتقن الفنون ويتعلق بالطبيعة يدرك فطريًا مفهوم الجمال الكامل وينبذ التجمّل الاصطناعي والمظاهر الفارغة.

9.    ارتياد المحافل الثقافية والانتساب للكشاف: في هذه الأماكن؛ يشعر الإنسان بالقيمة الحقيقية غير المادية. القيمة الحقيقية التي تكمن في التعلّم وخدمة الناس والإصلاح الاجتماعي، وهو ما يجعل الإنسان قادرًا على التمييز بين الصح والخطأ، ويقلل تأثره بالمفاسد.

10.    تهذيب النفس والسعي إلى أن نكون قدوة صالحة: تشكّل الأم القدوة الأولى لابنتها، فإذا أرادت أن تعزّز ثقة الابنة بنفسها وبجمالها، عليها أولًا أن تعزّزها بنفسها هي، فلا تبالغ بالتصابي والّسعي وراء التجميل والإغراء والماديات، ولتركز على القيمة في كلّ ما يتعلق بالجمال والتثقف والتعلّم. 
 

 

 

مواضيع مرتبطة

تطبيقات حفظ الأرقام.. هل تخرق الخصوصية؟

هل فعلًا يمكن لأي استخبارات التجسّس منه على مكالماتنا؟ وكيف يعمل؟

تطبيقات حفظ الأرقام.. هل تخرق الخصوصية؟

هل فعلًا يمكن لأي استخبارات التجسّس منه على مكالماتنا؟ وكيف يعمل؟

طفلي جبان ..!!

كيف أبني طفلًا مقدامًا؟ 

كلمات مفتاحية

تربوية