عادة ما يكون الآباء سعداء بإنجاب أطفال مطيعين؛ فقد لا يحتاجون إلى المزيد من الوقت والطاقة لجعل الأطفال يتبعون تعليماتهم والقواعد التي يضعونها.
على الجانب الآخر وفقًا لموقع "raisingchildren " يعتقد الكثير من الآباء ان الأطفال المطيعين هم نتيجة للتربية الأبوية الناجحة، ولكن في الواقع إن وجود طفل مطيع أكثر من اللازم وبشكل تلقائي من دون سبب يجعله أكثر عرضة لفقدان شخصيته وهويته، وسيجد أيضًا صعوبة في اتخاذ القرارات والتواجد في مكان من دون والديه، على الجانب الآخر الأطفال المطيعون أكثر من اللازم يميلون إلى عدم القدرة على الدفاع عن أنفسهم، ويمكن استغلالهم بسهولة من الآخرين، كما أنهم يعدون غير قادرين أيضًا على اتباع الأوامر ببساطة، ويميلون إلى أن يكونوا غير مسؤولين ولا يفكرون في الوقت نفسه في عواقب أفعالهم. فيما يلي وفقًا لموقع " webmd" التأثيرات السلبية والنفسية للأطفال المطيعين أكثر من اللازم.
اتخاذ القرارات
لن يتمكن الأطفال المطيعون دائمًا من اتخاذ قرارات بمفردهم وينتابهم أيضًا الشعور بعدم الثقة والقدرة على التعبير عن أنفسهم، لأن آراءهم نادرًا ما يسمعها الآخرون، فعلى الرغم من أنه قد تكون هناك بعض الآراء والمشاعر التي يجب على الطفل التعبير عنها والتي تعتبر في الواقع مهمة لاحتياجاته الشخصية، إلا أن الطفل لا يملك الشجاعة للتعبير عنها.
أكثر اعتمادًا على الوالدين
عندما يعتاد الأطفال على اتباع رغبات والديهم، فسوف يعتمدون بشكل كبير على تعليماتهم للتعامل مع المواقف الصغيرة، كما يميل الأطفال الذين يطيعون دائمًا إلى أن يصبحوا سلبيين عندما يتم وضعهم في بعض المواقف الاجتماعية التي تحتاج إلى ردود فعل سريعة ويبدأون في الشعور بالاكتئاب عند مواجهة بعض المواقف وعدم القدرة على إيجاد حلول لمشاكلهم الخاصة.
ضحية للتنمر
إن الطاعة المفرطة يمكن أن تخلق أيضًا ظروفًا غير صحية للأطفال في علاقاتهم أو بيئتهم الاجتماعية. على سبيل المثال، يكون الأطفال عرضة للتنمر من قبل أصدقائهم في نفس أعمارهم أو أكبر منهم، ويسهل على أصدقائهم دعوتهم لارتكاب جرائم مثل السرقة ولا يستطيعون الرفض، فيعد الأطفال الأكثر مقاومة لضغط الأقران هم أولئك الذين اعتادوا على التعبير عن آرائهم أمام والديهم بحرية.
الحب المشروط
إن بناء علاقة بين الوالدين والأبناء يجب أن تكون مبنية على الحب غير المشروط، لذلك إن إجبار الأطفال على الطاعة دائمًا سيسبب لهم فهمًا خاطئًا أن الطاعة هي الطريقة الوحيدة للحصول على الحب الأبوي، لذلك الآباء الذين يطالبون أبناءهم دائمًا بالطاعة سيشكلون في الواقع علاقة بينهم وبين أبنائهم مبنية على الطاعة فقط وليست المحبة، لأنهم يطيعون خوفًا فقط من العقاب.
خصائص فردية
ينمو الطفل المطيع ليصبح شخصاُ بالغًا مطيعًا بلا شخصية، وتكون وظيفته الوحيدة هي الاستماع أو قبول أوامر الآخرين، أو على النقيض قد تصبح شخصية الطفل متمردة لأن الآباء يفرضون الكثير من القواعد غير المعقولة، أو عقوبات لا يستطيع الطفل قبولها، مما تجعله يشعر بالعبء وعدم استطاعته بالتعبير عن مشاعره.
الطريقة الفعالة والمناسبة لتربية الأبناء المطيعين
غالبًا ما يبدو التدريب على الطاعة متعبًا ومحبطًا للغاية. إليك الطريقة الفعالة والمناسبة لتربية الأبناء المطيعين:
تجنبي الصراخ أو توبيخ طفلك عندما يسئ التصرف أو لا يمتثل لتوقعاتك، وعليك التوقف أيضًا عن صراخ وتوبيخ الطفل باستمرار لكسب احترام طفلك لنفسه، وعليك استخدام نبرة صوت هادئة وشرح تعليماتك بهدوء ووضوح، فعلى سبيل المثال، عندما تطلبين من طفلك أن يرتب ألعابًا سيكون من المفيد أن توضحي أولًا كيفية القيام بذلك ولا تتوقعي من طفلك أن يفعل ذلك بشكل صحيح في المرة الأولى. فإن اتباع القواعد ليس أمرًا يمكن تحقيقه بين عشية وضحاها، بل يتطلب وقتًا.
عند وضع القواعد، تأكدي من أن طفلك يفهم الغرض منها، فبمجرد أن يفهم طفلك أن القواعد وضعت لمصلحته، سيكون من الأسهل عليه التعاون في تنفيذها فعليًا. يوصي أيضًا باختيار الطفل لبعض القواعد التي بها مجال للتفاوض أو اتخاذ خياراتهم الخاصة، فعلى سبيل المثال في يوم الجمعة، امنحي لطفلك حرية اختيار كيفية قضاء عطلته.
عليك تقديم توجيهاتك أو تعليماتك بشكل واضح وسهل الفهم، لأن عادة تكرار التعليمات في نفس الوقت ستجعل طفلك لا يستمع إليك وسوف ينتظر حتى تكرري الطلب قبل أن يفعل ما تريدين. وأخبري طفلك أيضًا بما تريدين منه أن يفعل، فعلى سبيل المثال، إذا كنت ترغبين في منع طفلك من السهر لمشاهدة الرسوم المتحركة المفضلة لديه، فيمكنك منحه يومًا بديلًا يمكنه فيه مشاهدته، وقولي له "إنها فكرة جيدة أن تشاهده ليلة الخميس لأن لديك إجازة في اليوم التالي."
إن إعطاء مساحة لطفلك للتعبير عن رأيه أو قول "لا" لا يعني أنك تعلمينه الجدال، بل تمنحيه مساحة للتعبير عن آرائه وتزوديه بالقدرة على الدفاع عن نفسه ورفض اتباع الأشخاص الذين يحاولون استغلاله .
إذا قلت "لا" لشيء ما، تأكدي من الالتزام به باستمرار حتي يكون تدريب الطفل على الطاعة فعالًا، فإذا لم تكوني متسقة مع قواعدك وتوقعاتك يصبح الأطفال في حيرة من أمرهم بشأن ما إذا كان من الممكن كسر هذه القاعدة بالفعل أم لا.
سيدتي - لمياء جمال
ظرية داروين "خاطئة"، وتسهم في "الانحلال الروحي للأطفال"
يتيح الذكاء الاصطناعي الفرص أمام الأطفال لاستكشاف مواضيع جديدة
يجب أن تضعي نصب عينيك أن التوقعات الثقافية تؤدي دورًا في قدرة الطفل على الاختلاط بالآخرين،
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال