اكتشفتَ أن ابنك يدخن؟.. هذا ما عليك فعله فورًا

اكتشفتَ أن ابنك يدخن؟.. هذا ما عليك فعله فورًا

تصرفك الأول حيال هذا الأمر سيكون مفتاح نجاح علاجك للمشكلة أو فشلك..

يمثل اكتشاف الوالدان لحقيقة أن ابنهما يدخن كارثة بكل المقاييس، خاصة إذا ما وضعنا في الحسبان القصص المأساوية لأطفال مماثلين كان التدخين بداية لانحراف سلوكهم، أو حتى أولئك الذين تعرّضوا لمخاطر صحية جسيمة نتيجة هذه العادة السيئة.  لكن على عكس هذه الصورة القاتمة، هناك حالات كثيرة نجحت في وقف أبنائهم عن التدخين، وإعادتهم إلى الطريق الصحيح، وذلك باستخدام خطة بسيطة لكنها تتميز بالحكمة.

إن العثور على أعقاب السجائر في حجرة ابنك أو ابنتك، أو مشاهدتك بالصدفة لرسالة نصية أو منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي يؤكد تعاطيه السجائر، أو إخبار أحد الأصدقاء بأنه شاهد صغيرك يدخن، ليست نهاية الكون، بحسب، موقع «جلفورد فاميلي كونسلينج»، المهتم بشؤون صحة الأسرة، مشيرًا إلى أن تصرفك الأول حيال هذا الأمر سيكون مفتاح نجاح علاجك للمشكلة او فشلك، لذلك عليك تنفيذ هذه الخطوات بالترتيب:

1. تحدث مع زوجك أو زوجتك في خطة العلاج:  بالتأكيد سيكون لديك بعض ردود الفعل العاطفية المفهومة، وربما يسيطر عليك الغضب الشديد، لكن اتخاذ خطوات مدروسة سيمنع ابنك من اتخاذ رد فعل سلبي حول المشكلة. لذلك؛ الحديث مع زوجتك أو زوجك أو حتى متخصص في مجال الصحة العقلية سيكون مفيدًا جدًا في هذه المرحلة، حتى تتمكّن من التفكير في جميع زوايا المشكلة، وإيجاد طرائق مثمرة للتعامل معها. بعد ذلك عليك إجراء فحص شامل لغرفة صغيرك، لمحاولة معرفة المرحلة التي وصل إليها، وهل يتعاطى المخدرات كذلك أم أن الأمر يقتصر على التدخين وحده، وإذا تمكّنت من عمل تحليل دم له من دون إخباره بحقيقية ما يجري، سيكون ذلك أفضل بكثير.

2. حاول معرفة الأسباب التي جعلت ابنك مدخنًا: تنحصر غالبية أسباب تدخين الصغار بفضول قديم عادي وشعوره بالملل، أو أن التدخين يجعل الحياة أكثر «إثارة»، أو تقليد الأصدقاء، أو الاستجابة لضغوطهم، أو الهروب من التوتر، أو القلق، أو الاكتئاب، أو محاولة التغلب على الأرق، أو سوء فهم أن التدخين لا يضرّ صحته. تقول الطبيبة كاثرين ستريكلر ماكلويد، في مدونة «مستشفى الأطفال» في جورجيا، إن هذه المشكلة تؤثر على الأطفال منذ سن 11 عامًا، مشيرة إلى أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أكدت أن 1 من كل 10 تلاميذ في المرحلة المتوسطة يدخن شكلًا من أشكال التبغ. وفي المدرسة الثانوية، يرتفع هذا العدد إلى واحد من كل 5 طلاب، والأكثر إثارة للقلق أن90 % من المدخنين الكبار بدأوا هذه العادة السيئة في أعمار أقل من 18 عامًا.

تضيف ماكلويد، إن هناك العديد من المسوّغات غير المتوقعة التي قد يسوقها الصغير منها أنه يريد انقاص وزنه، وهنا يجب الرد: دعنا نجد طريقة أكثر صحة للقيام بذلك (إذا كان طفلك يعاني زيادة الوزن)، وأحيانًا يسوّغ الصغير التدخين  بأن أصدقائه يدخنون، ويريدونه أن يدخن أيضًا، وهنا الإجابة: إذا كنت لا ترغب في التدخين ، فلنكتشف كيف يمكنك أن تقول لا. وتتابع ماكلويد قولها، إنه قد يكون رد طفلك: ماذا؟! أنا لا أدخن.. وهنا يجب الرد بصراحة أنك تعرف كل ما يدور من حولك، وأنك على يقين بأن طفلك يدخن، وأن هناك قواعد مثلا ستتخذ، مثل وقف الأموال حتى لا يتمكّن من شراء السجائر، أوا لعودة مباشرة إلى المنزل من المدرسة، أو شمّ رائحة أنفاس الطفل عند الوصول، وأيضا قد يقول الطفل: لقد حددت موعدًا للإقلاع عن التدخين، فيجب الرد بأنك فخور به.\

3. قدم الحقائق المجردة لصغيرك من دون اتهام أو افتراض : من المهم أن تكون صادقًا ومباشرًا مع صغيرك في هذا الموقف، وقدم له الحقائق التي عرفتها من دون أي اتهام أو افتراض. وما الذي يخاطر به إذا استمر في التدخين، واجعل أسلوب علاجك للمشكلة يتسم بأكبر قدر ممكن من الحبّ، فمن المحتمل أن يستجيب ابنك بعد علمه بالمخاطر الشديدة، ويقرر تغيير مساره، فربما كان يجرب فقط.

إن بداية الحوار مع طفلك بلا لوم شديد، بل وإبداء تفهمك للأسباب التي جعلته يدخن، ستجعل هناك فرصًا أفضل للنجاح في علاجه، لأن التعامل بقسوة معه سيتسبب في شعوره بالحاجة لإثبات أنك مخطئ، فلن يستمع إليك، أو على الأقل سيتجاهل نصيحتك بعد أن يبدى ندمًا كاذبًا على فعلته.

4- قدم له المثال الجيد : إن التدخين في سن المراهقة أكثر شيوعًا بين المراهقين الذين يدخن آباؤهم، بحسب موقع «مايو كلينيك» الأميركي، فإذا كنت تدخن حاول التوقف عن التدخين، أو في الحد الأدنى توقف عن التدخين أمام ابنك المراهق، ولا تترك أدوات التبغ في منزلك، وأخبره أنك غير سعيد بتدخينك، وبصعوبة إقلاعك عن التدخين، وأنك ستستمر في المحاولة حتى تتوقف عن التدخين للأبد.

5- قدم له فهمًا واقعيًا لهذا العالم : يمكن أن يكون تدخين المراهقين شكلًا من أشكال التمرد، أو لمجرد الشعور بالاستقلال، لذلك اسأل صغيرك عما يعرفه عن التدخين، وإذا كان أي من أصدقائه المراهقين يدخن، أو حتى يستخدم السجائر الإلكترونية أوالـ«vape»، وتحدث معه عن محاولة شركات التبغ التأثير على أفكاره المتعلقة بالتدخين، فعلى سبيل المثال من خلال الأفلام التي ترسم صورة براقة وجذابة وناضجة للمدخن.

6- استغل رغبة المراهقين في العلاقة الجيدة مع الآخرين : ذكّر صغيرك أن التدخين يجعل رائحة الفم كريهة، كذلك رائحة الملابس والشعر، ويحول الأصابع والأسنان إلى اللون الأصفر، ويمكن أن يترك سعالًا مزمنًا.

7. التكاليف المالية: أخبر صغيرك أن التدخين باهظ الثمن، واحسب له التكلفة الأسبوعية أو الشهرية أو السنوية للتدخين، وقارن كل ذلك مع تكلفة اقتناء هاتف ذكي يريده أو الملابس أو غيرها من الضروريات في سن المراهقة.

8. احمه من ضغط الأصدقاء: امنح ابنك المراهق الأدوات التي يحتاجها لرفض السجائر، ودربه على كيفية قول: لا شكرًا، لا أدخن، وامنحه الثقة في أن الأمر بسيط جدًا.

9- أخبره أن التدخين أحد أنواع الإدمان: يعتقد معظم المراهقين أن التدخين لن يسبب لهم الإدمان، وإذا أصبحوا مدخنين بشكل منتظم، فيمكنهم التوقف عن التدخين في أي وقت يريدون، لكن الواقع لا يقول ذلك خاصة ممن بدأو التدخين في سن مبكرة.

10- أشرك صغيرك في حملة ضد التدخين: ما رأيك في شراء ملابس مطبوع عليها لا للتدخين، وأن ينخرط الصغير في المدرسة أو النادي أو الحي الذي يسكن به في حملة لمناهضة التدخين؟ يشرح خلالها المخاطر التي تعلمها، وما يجب على أقرانه فعله لرفض هذه العادة السيئة، بالتأكيد سيكون ذلك فعالًا.

المصدر: مجلة القبس
 

مواضيع مرتبطة

علامات تؤكد تعرّض طفلك للعنف في الحضانة أو المدرسة

تعرض الأطفال للعنف يمكن أن تكون له آثار كارثية وخطيرة على صحتهم الجسدية والعقلية والعاطفية.

دورة تعليمية في اللغة الفارسية للأطفال..انضموا إليها

تهدف إلى إياد فرص نادرة للأطفال لتعلّم لغة أخرى؛ إضافة إلى لغتهم الأمّ.

كلمات مفتاحية

إرشادات_اجتماعية