الفايسبوك أداة طيّعة للتجسّس الإسرائيلي على تفاصيل حياتنا

الفايسبوك أداة طيّعة للتجسّس الإسرائيلي على تفاصيل حياتنا

هكذا نساعد "الفايسبوك" ليفتك بنا..!

 

خاص "موقع أمان الأطفال"/ لقاء مع د. طه مزرعاني

أجرى اللقاء/ د. زينب الطّحان

"في وقتنا الراهن لا يمكن الاستغناء عن وسائل التّواصل الاجتماعي؛ فقد أصبح تصفّحها جزءًا من عاداتنا اليوميّة، ونحن لا نعي مخاطرها وطريقة عملها الأساسيّة. هذا ما يجعلنا عرضة لعدد من المخاطر المختلفة؛ والتي تنعكس على حياتنا الخاصة، وعلى بيئتنا الاجتماعية والأمنيّة".

هذا ما يطالعنا به الخبير والباحث في الذكاء الاصطناعي والأستاذ الجامعي الدكتور "طه مزرعاني"، في مقابلة لموقعنا؛ والذي يجيب عن كيفية إفادة العدوّ الصهيوني من الثغرات الأمنية في موقع التواصل الاجتماعي الشهير المعروف "ألفايسبوك" (Facebook)؛ والذي تستخدمه أغلب الشرائح الاجتماعية والثقافية والعلمية في العالم العربي، وعلى وجه الخصوص في لبنان.

 

 

قد يستغرب كثيرون كيف يمكن لهذا الموقع الشعبي الافتراضي أن يسجّل لحظات حياتنا، سواء سمحنا له بذلك أم لا؟! بعضنا صار حريصًا على ألّا ينقل أي معلومة عن وضعه الاجتماعي والأسري الخاص، وحتى عدم نشر أي صورة. ومع ذلك؛ ما يزال العدد الأكبر يفعل ذلك؛ وهو لا يدري أنّه قد يعرّض أمنه الشخصي ومعه أفراد أسرته أو أحد أصحابه لخطر الابتزاز أو الاستغلال أيًا كان نوعه أو مستواه.

هذا الأمر- يقول الدكتور "مزرعاني"- متعلّق بغياب المعرفة والتوعية:" فهذه واحدة من أهمّ المشكلات التي يجب تسليط الضوء عليها وتناولها بشكلٍ دقيق، بسبب ربطها المباشر بالحرب الّتي يقوم بها الكيان الصّهيوني علينا، إضافة إلى الشّكل الجديد الّذي اتّخذته هذه الحرب في هذه المرحلة. نحن نتكلّم عن العام الحالي "2024"... هناك سلاح جديد يُسمّى "سلاح الذّكاء الاصطناعي"، قد يصبح سلاحًا خطيرًا وفتّاكًا وقاتلًا في الوقت نفسه، مثله مثل السّلاح العسكري التّقليدي".

 

كيف إذًا يمكن ألّا يكون الفايسبوك سلاحًا قاتلاً عند استخدامه، وألّا نفيد عدّونا؟

يجيب الدكتور مزرعاني:"أوّلًا؛ يجب أن نميّز بين الاستخدام الحميد لوسائل التّواصل الاجتماعي، وهو الذي ظهر مع بداية ظهور هذه الوسائل. يعني منذ العام 2004 وصاعدًا إلى حين ظهور الهاتف الذّكي. إذ إنّ معظم وسائل التواصل الاجتماعي نشأت بعد ظهورFacebook   في العام 2004. وكانت النّاس تتعامل مع التطبيق  بواسطة جهاز الحاسوب التّقليدي أو النّمطي، والّذي يعرف بالــــــ"desktop  " جهاز الحاسوب. ومثلما نعرف جميعنا، هو جهاز غير ذكي  بدليل أنّ اسمهcomputer  أوDesktop  أو laptop  غير ذكي، يعني أنّه جهاز لا يوفر مهمّة التجسّس، والّتي تتمّ بأجهزة استشعار sensors ، وموجودة داخل الهواتف الذّكيّة "smartphones  ". 

أجهزة الاستشعار متنوّعة وذكيّة وخطيرة في الوقت نفسه؛ هكذا يصفها الخبير؛ فهي: "الأجهزة الّتي كانت موجودة حتى حلول العام 2012 قبل أن تظهر أجهزة الــــsmartphones  " في العالم. لقد بدأ التحول بالــــhardware  يعني بالـــــــsensors  " الــــــــ"smartphones " حصلت ثورة حقيقيّة كان قائدها شركتي "Apple”  و "Samsung”  واللتين غزتا السّوق بأحدث أجهزة الهاتف الذّكيّة، وصرنا نلاحظ أنّ كلّ سنة يُعرض جهاز جديد". 

 

 

مواصفات "ذكية" لا بد من معرفتها

نتعرّف إلى أهمّ أشكال الخطورة في استخدام هذا الموقع الافتراضي. إذ هناك مواصفات لأي جهاز ذكي؛ يجب التعرّف إليها قبل شرائه. فهي أجهزة لديها قدرة خطيرة جدًّا في المراقبة التّامّة والشّاملة بشكل دائم طالما هي صالحة للعمل. فماذا يحصل مع وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها تطبيق Facebook المحمّل على هذا الهاتف الذّكي بالتّحديد- الخطورة على جهاز الحاسوب التّقليدي أقل بكثير من الهاتف الذّكي- يصبح لديهaccess”...  " أي أنّه يستخدم في الهاتف كلّ أجهزة الاستشعار من صوت وصورة accelerometer  " يعني من خلال التّوازن، و  الــــــ"GPS   وهي الإحداثيّات الّتي تكشف مكان الشّخص وغيرها الكثير. 

هناك شيء آخر يجب أن يعرفه النّاس، وهو أنّك لست بمأمن حتى لو أطفئت الفايسبوك أو أغلقته. فتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي تبقى مفعّلة دومًا لتقوم بمهام المراقبة والتّجسّس".

في هذا السياق؛ يلفت الخبير "مزرعاني" إلى أنّ مهام هذه التطبيقات في المراقبة والتجسس تصبح أدق وأوسع في نطاق البيئات الاجتماعية المخالفة للسياسة الأميركيّة ومعه العدو الصهيوني. وذلك؛ خصوصًا إننا مع علمنا أنّ"Facebook  " هو تطبيق مخترعه أميركي وتابع للسياسة الأميركيّة. هذا يعني أن التطبيق يفهم ولا يسمع فقط، هو يفهم ما نقوله من خلال الصّورة والأماكن الّتي نتنقّل فيها، ومن خلال الأشخاص الّذين نلتقي بهم.. مثلًا: إن كنتُ أقف بجانب شخص لديه هاتف ذكي محمّلًا بــــــ "Facebook  " سيستطيع التطبيق معرفة بمن التقيت. فــــــــ"Facebook  " يكوّن شبكة علاقات اجتماعيّة، لكلٍ منا، أي ملف شامل عن الأمكنة التي نرتادها ومكان العمل والأصدقاء، مع من نتحدّث وعن ماذا نتحدث مع أنّنا لم نتدخّل لنعطيه هذه المعلومات. هو قام بتحليلها وجمعها بشكل غير مباشر ومن دون إذن منّا".

 

 

أسلوب وقائي يحدّ من عمليات المراقبة

هذا يقودنا إلى سؤال آخر: بهذه الحال يفترض التوقف عن استخدام الفايسبوك، يعني بعيدًا عن مواكبة العصر ونبقى على هامش تطور الذكاء الاصطناعي؟ 
"بالطبع لا- بحسب ما يؤكده الخبير- نحن نستطيع استخدم جهاز حاسوب من نوع الـــــdesktop  " غير المحمول المثّبت في المنزل نحمّل عليه تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضًا ممكن نفتح صفحات لعملنا الخاص من خلال الـــــــ"Facebook  " وغيره؛ ولكن التوقف عن تنزيل هذه التطبيقات على هاتفنا الذكي. شخصيًا أطبّق هذا الأمر، وهذا مطمئن إلى حدّ كبير". 

تاليًا؛ يوصي الخبير "طه مزرعاني" المستخدمين للتطبيق بالآتي :

1.    حذف تطبيقFacebook  عن جهازنا الذّكي، فهو المرض الخبيث.
2.     الإحداثيّات، مثل الــــــ"GPS  " لنؤمّن الحماية منها تحميل تطبيقantivirus  

في الختام؛ لا يرى الخبير "طه مزرعاني" فوائد مهمّة لهذا التطبيق كي نضطر لاستخدامه على هواتفنا الذكية؛ والبديل الآمن كي لا نكشف للعدو المستغل لهذا التطبيق لتعقّب تحركاتنا- كون معظمنا أهدافًا محتملة بالنسبة إليه- هو جهاز الحاسوب التّقليدي المثّبت. 

كما على المستخدم في مجتمعنا أن يعرف، اليوم، هو أنّ ما يحصل في أوروبا وأميركا نفسها- وهي الّتي تمتلك حقوق هذا التطبيق والمتصرّفة به وشركة meta  - أن شعوبهما لا تتلهّف لشراء منتجات غير الــــــ"hardware    و الـــــــsoftware  مثلما نفعل نحن، نحن نستهلك،  اليوم مثلا الــــــ" ” metaverse أو الــــــ"virtual  reality”؛ وهذا أمر خاطىء، فمن المفترض التعرّف إلى هذا المنتج على الأقل لنعرف سلبيّاته وإيجابيّاته، هنا مكامن الوعي والإدراك حول كل ما يحيط بنا من تهديدات وتحديات تأخذنا إلى مخاطر كبيرة.

كذلك؛ يؤكد "مزرعاني" على ضرورة عدم التطرّق إلى أي أمر متعلق بحياتنا الشخصيّة والعملية على هذا التطبيق، حتى لو كان محمّلًا فقط على الجهاز القديم؛ أو ذكر أراء أو تعليقات أو ردود ذات صلة بالعمل المقاوم الميداني. "إذ إنّ أبسط تعليق يستغله العدوّ ليشكّل لاحقًا من مجموعة تعليقات رؤية تفيده عن مجتمعنا وعن المقاومة. كما علينا أن نعرف الطريقة الأمثل لعدم السّماح لمثل هذه التطبيقات سرقة معلوماتنا الشّخصية وتحويلها لأداة يمكن أن تؤذينا ومجتمعنا بها".
 

مواضيع مرتبطة

حكاية أطفالنا في هذا الفيديو.. ساعدوني لتحريرهم

حين شاهدت هذا الفيديو؛ أدركت أي استعباد هو كانت تعيشه تلك الطالبات..!

تطبيقات حفظ الأرقام.. هل تخرق الخصوصية؟

هل فعلًا يمكن لأي استخبارات التجسّس منه على مكالماتنا؟ وكيف يعمل؟

طفلي جبان ..!!

كيف أبني طفلًا مقدامًا؟