مصروف الطفل.. نعمة أم نقمة في أيد الأبناء؟!

مصروف الطفل.. نعمة أم نقمة في أيد الأبناء؟!

عندما يكون مصروف الطفل غير مدروس بعناية؛ سيؤدي هذا لحدوث خلل ما في شخصية الابن أو في تربيته.

مصروف الطفل من الموضوعات الأكثر أهمية والأعلى حساسية في الأسر، وهو قضية شائكة تدور برأس الآباء الذين يبالغون في إعطاء المصروف لأطفالهم صغيرهم وكبيرهم، وكذلك الذين يحدّون منه. ولهذا، فهو موضوع مطروح في ذهن التربويين والباحثين عما وراء سلوكيات الأبناء أمام المصروف. في النهاية الأمر يحتاج إلى حكمة ونظرة بعيدة في التعامل مع الأبناء.

لكنّ السؤال الأهم: هل يراعي الأبوان الشروط التربوية والنفسية؛ لكي يؤدي المصروف الغاية المنشودة منه؟ وماذا يحدث بحال إغداق المصروف على الطفل من دون حساب.. أو عند إعطائه مصروفًا محدودًا؟ وما هو رد فعل الابن تجاه الموقفين؟!

مستشار طب النفس وتعديل السلوك الدكتور محمود السيد فايد يشرح ماهية مصروف الطفل ومدى تأثيره على شخصيه وقواعد تحديده والتأثير السلبي للمصروف أحيانًا.. مع توضيح لبعض النصائح والإرشادات.

مصروف الطفل حاجة ضرورية بعد عمر السادسة

يرى بعض الآباء أنّ منح الأبناء مصروفًا كبيرًا يحفزهم على المذاكرة والاجتهاد في مدارسهم، ويمنعهم من التعرض لمواقف محرجة أمام زملائهن بجانب أن الظروف تسمح بهذا. وفي المقابل يعتقد بعض الآباء أنّ منح الأبناء مصروفًا محدودًا قد يحميهم من الأخطار، وفي الوقت نفسه يخشون أن يشعر الصغار بنوع من الحرمان؛ لقلة المصروف مقارنة بغيرهم من الطلاب.


لهذا يعدّ المصروف في أيدي الأبناء نعمة ونقمة في آن واحد!؛ فبعضهم يدخره وربما يستثمره بطريقة تجعله يشعر بلذة هذا المال الذي بيده، خلافًا عن غيره الذي يصرف كل ما لديه. إذ يؤثر مصروف الأبناء سلبًا وإيجابًا على الطفل؛ فقد يجعله شخصية مترفة ومبذرة، غير مبالية بما تملك، أو أن تتكوّن في شخصيته الحكمة والقدرة على تدبير الأمور والتصرف بحنكة وتروٍّ؛ ما ينعكس على مستقبل الابن.لهذا؛ فإنّ قرار منح الأطفال مصروفًا ليس دائمًا قرارًا سهلًا، في حين يمكن للمصروف أن يكون وسيلة قوية لتعليم الابن مهارات المال، وهذا يحتاج إلى وقت طويل من الآباء في الرعاية والتواصل والمتابعة.

المصروف يساعد الطفل في تعلم مفهوم الملكية والحقوق:

إنّ هذا المصروف ملكيته الخاصة، ومن حقه التصرف فيه كما يحلو له من دون قيود، وهذا يجعل الطفل يتعلم معنى الملكية، وكيف يفرق بين أملاكه وأملاك الآخرين وحقوقه وحقوقهم.

يتعلم الطفل مفهوم التوفير والإدخار:

قد يرغب الطفل في الحصول على لعبة معينة أو أي شيء آخر، وقد لا يكفيه مصروف يوم واحد، وهنا يجد نفسه مضطرًا لادخار مصروفه لعدة أيام، حتى يجمع المبلغ المطلوب، وهكذا يتعلم فكرة التوفير والادخار.

يسهم المصروف في تعليم الطفل مدى حدوده وقدراته:

يتعلم كيف يقوم بحسابات معينة لتحديد أولوياته، وكيف يقسم احتياجاته ويوزّع عليها مصروفه، ليحقق بعض ضرورياته، ولا يبذل مصروفه على أشياء كمالية لا حاجة فعلية له فيها.

يتعلم الطفل من خلال مصروفه مفهوم القناعة والرضا:

يتعلم بأنّ عليه الاستغناء عن بعض كمالياته لهذا السبب، وعندما يصبح لديه مصروف محدد يجب أن يكفيه لجميع حاجاته، يبدأ بإدراك هذه الفكرة وفهم أبعادها، فيتكون لديه أولى بذور القناعة.

التعامل مع الآخرين:

المصروف يسمح للابن بأن يتعامل مع أشخاص خارج الأسرة، وهذه الخطوة مهمة في النمو والاجتماعي يجب تشجيعها.

عزة النفس والاستغناء عن الناس:

توفير حاجات الطفل وتلبية طلباته المعقولة، ومنحه مصروفًا خاصًا به، يتيح له حرية التصرف في إنفاقه، ما يساعد في تنشئته عزة النفس ومناعة الطبع والاستغناء عن الناس.

دور المصروف في استقلال شخصية الطفل

إعطاء الطفل المصروف يعطيه إحساسًا باستقلال شخصيته عن الآخرين، وتقديره لاحتياجاته الفعلية من دون النظر للآخرين، ومحاولة إدارة احتياجاته المادية الفعلية مستقلًا عن الآخرين، وعن نظرتهم وأرائهم المختلفة.

قواعد تحديد مصروف الأطفال

طفل يعرف معنى الادخار لشراء لعبة قبل أن يعرف قيمة المصروف

المرحلة العمرية للطفل: كل مرحلة من عمر الطفل ونموه تفرض حاجات جديدة وأولويات جديدة، يجب أخذها بالحسبان عند تحديد مصروفه، ففي المرحلة المبكرة مثلا لا يقدّر الطفل قيمة النقود، ولكنه يفهم معنى الادخار لشراء اللعبة.. ولهذا لا يحتاج إلى المصروف بيده أساسًا. في المرحلة التالية؛ تظهر لديه رغبة في شراء بعض المأكولات بنفسه؛ وهنا يجب أن يكون مصروفه مناسبًا لثمن هذه الأشياء.. وإذا زاد المصروف عن حاجات الابن الطبيعية والفعلية لدرجة كبيرة، فقد يستخدمه في شراء بعض الأشياء الضارة به. أو يستخدمه في ما يضره مثل: ارتياد بعض مراكز الألعاب أو الهروب من المدرسة للاستمتاع بهذا المصروف بعيدًا عن أي رقابة.. كما يتوقف تحديد المصروف على الطبيعة النفسية والشخصية للطفل؛ فبعض الأطفال لديهم القدرة على توجيه مصروفهم.. وآخرون لا يتقنون هذا.

متى يصبح مصروف الطفل نقمة؟

1-    عندما يكون مصروف الطفل غير مدروس بعناية؛ سيؤدي هذا لحدوث خلل ما في شخصية الابن أو في تربيته.
2-    المصروف الكبير- فوق حاجة الطفل- قد يكون سببًا في قلة تقدير الطفل للعلم الذي يتلقاه بالمدرسة، بينما النقود بيده تفوق الكثير.
3-    كما أن مصروف الطفل الكبير.. يعلمه التبذير، ويسهم في عدم تقديره لقيمة النقود وكيفية الحفاظ عليها.
4-    لا بد أن يترافق حصول الطفل على المصروف مع تعليمه القيم الأخلاقية الجيدة في المجتمع.. تقديم المساعدة للغير، والبعد عن البخل.
5-    بحال كان مصروف الطفل أقل بكثير من حاجاته الفعلية، أو عندما ينحرم منه..فقد ينظر لما في يد الغير، وقد يضطر إلى السرقة.
6-    مصروف الطفل بحاليه القليل أو الكبير- ووفقًا للظروف- على الآباء المراقبة العملية لتصرف الطفل بالمصروف.

نصائح عند منح الأطفال مصروفًا:
1-    يمكنك البدء بإعطاء المصروف.. عندما يكون الطفل عمره 6 سنوات.. في شكل مكافأة.
2-    أن يكون الطفل قادرًا على إدراك مفهوم المال والحساب والطرح والجمع.
3-    لا بد من تطوير عادات مفيدة همد الطفل؛ مثل الادخار والإنفاق بطريقة مسؤولة.
4-    تحدث مع طفلك عن المال وعدم التسرع في الإنفاق.
5-    يكون المصروف للطفل مقننًا بحسب احتياجاته لا بحسب رغباته.
6-    على الوالدين أن يتفقا على أرقام محددة لكل ابن من أبنائهما على حدة.
7-    إعطاء المصروف بانتظام؛ حتى يتعلم الابن الالتزام واحترام المواعيد.
8-    الحرص على وجود الطفل في محيط طلابي قريب من مستواه.
9-    ضرورة متابعة الوالدين لأبنائهما في كيفية تصرفهم في مصروفهم.
10-    استخدام الحرمان الجزئي لا الكلي من المصروف في حال الخطأ.

نقلا عن موقع سيدتي الإلكتروني

مواضيع مرتبطة

دورة تعليمية في اللغة الفارسية للأطفال..انضموا إليها

تهدف إلى إياد فرص نادرة للأطفال لتعلّم لغة أخرى؛ إضافة إلى لغتهم الأمّ.

كيف تجعلين طفلك يحبّ شهر رمضان ويرغب بالصوم؟

الطفل يحبّ كل ما هو جميل ومدهش، خصوصًا عندما يتغيّر الروتين اليومي للعائلة.

عادات لا تنقليها إلى أطفالك في شهر رمضان المبارك

يفرح الأطفال بشهر رمضان المبارك فرحة كبيرة، بسبب تغيير روتينهم اليومي ومشاركتهم أهلهم الإفطار وحتى محاولة الصيام مثلهم..