الدكتورة حنان مرجي تشرح لـــ«أمان الأطفال» : كيف نحمي أطفالنا إزاء مشاهد الحرب

الدكتورة حنان مرجي تشرح لـــ«أمان الأطفال» : كيف نحمي أطفالنا إزاء مشاهد الحرب

إزاء صور الحرب المروّعة التي نشهدها في قطاع غزة الفلسطيني المظلوم يتعرّض أطفالنا لموجات كبيرة من مشاهدة الدم والعنف والدمار..فكيف يمكن التخفيف من أثرها النفسي عليهم؟

 

نشر موقع كليّة الطّب، في جامعة "هارفارد"، تقريرًا لاستشاري الطب النّفسي "ستيفاني كولير" حول الأثر النفسي لمتابعة أخبار الحرب. وعرّفت "كولير" مصطلح "قلق الحرب" بأنّه ردّ فعل شائع على الأخبار والصور المتعلّقة بالصراع، وقد يرتبط بمستويات عالية من الإرهاق والقلق والشّعور بالهشاشة وانعدام السيطرة على الوضع. هذا في ما يتعلّق بالكبار؛ إنّما ماذا بخصوص الصّغار والأطفال؟

تقول الدكتورة حنان مرجي، في لقاء خاص مع "موقع أمان الأطفال"، وهي الاختصاصيّة في علم النفس عيادي- توافقي، إنّه من الخطورة الكذب على الطفل حيال ما يجري من حوله من حرب ودمار وقتل، فلا يجب أبدًا أن نستخفّ بذكائه؛ فهو حتى وإن لم يكن لديه الفهم الكافي والمعلومة الكاملة، لكنّه يشعر بما يدور حوله. والكذب على الطفل أو تضليله أو إعطاؤه الأمان المزيف، يجعله يفقد ثقته بالرّاشدين من حوله، وقد يسبّب له نوبات أكبر من القلق والخوف..

 

 

إذًا كيف يجب أن نتعامل مع الطفل إزاء الواقع الصّعب الذي يحيط بنا؛ حيث نرى يوميًا مشاهد الدّمار والموت وقتل الأطفال والأشلاء المقطّعة في قطاع غزة على شاشات التّلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي؟ 

تجيب الدّكتورة "مرجي"، في شرح مفصّل للعديد من الخطوات، يُفترض بالأهل اتّباعها في هذا الوضع: 

1-    من المهم أن يكون الأهل متنبّهين، وهم يشاهدون الأخبار ويتابعون أحداث العدوان الصهيوني على أهلنا في قطاع غزة، حيث صور العنف المروّعة، فيجب ألا يسمحوا لأبناءهم الأطفال بمشاهدتها، بشكل مستدام في اللّيل والنّهار .. 

2-    طالما نحن نتابع الأخبار ساعة بساعة، علينا تشجيع الطفل على البقاء في غرفته أو في غرفة مستقلّة، يتلّهى بألعابه أو دروسه أو أكله.. أو مشاهدته لأفلام الكرتون أو الأفلام والبرامج الملائمة لعمره .. فمن المهم إشغاله كي نخفّف إلى حدّ كبير من حجم اطلاعه على تلك المشاهد.. وذلك؛ لأنّ الطفل يتفاعل مع خوف الأطفال الذين يراهم على الشاشات، فقد يحدث له صدمة نقسيّة- خصوصًا مع تكرار المشاهدة- تتحول مع الساعات والأيام إلى فقدانه التركيز  في دروسه... أو يقوم بسلوكيّات مزعجة، يصرخ مثلاّ أو يكسّر، يخرّب، يقوم بردود فعل غريبة... هذا يكون نتيجة شعوره بالخوف والقلق والتوتّر .. لذلك؛ قد يتوجّب علينا مشاركته اللّعب والدرس في غرفته، من حين إلى أخر، فهذا يكون أمرًا جيدًا للغاية كي نشتّت انتباهه عن حضور تلك المشاهد، فهذا الأمر يعطيه إحساسًا بالأمان.

3-    مهما كانت الأحداث الّتي تحدث، والحوارات والنقاشات واللّغة التي يستعملها الأهل أو المحيط، يجب أن تكون بعيدة، قدر الإمكان، عن مسامع الأطفال. بمعنى أن نعرف بأنّ الطفل، حتى ولو كان في زاوية معيّنة من الغرفة، ومهما كانت كبيرة ، فهو يسمع ويتأثّر. 

4-     بحال رؤية الطفل لتلك المشاهد سوف يطرح العديد من الأسئلة، هنا من المهمّ جدّا توضيح الأمر له بأقل قدر ممكن من المعلومات من دون إرهاقه بالتفاصيل التي قد تثير لديه الخوف. 

5-    هو عندما يشارك أو يسمع ويسأل، علينا أن نجيبه ونعطيه الوقت ليعبّر عن مشاعره، أي بماذا يشعر... فإن كان منزعجًا نفتح له المجال ليعبّر عن إنزعاجه ومخاوفه، وأن نحاول تفسير ما يحدث، بحسب عمره، وبكلمات بسيطة لكي نخفف من قلقه لا أن نزيده. 

6-     من المحتمل جدًا أن يرى الطفل أهله يوضّبون أغراضهم في الحقائب هربًا من وقوع الحرب.. في هذه الحال من المهم أن نكون هادئين قدر المستطاع، وضبط  ردود أفعالنا أمامه، حيث نساعده في فهم ما يحدث، كي لا يًصاب بالذعر من مجرد فكرة الهروب، إذا نبسّط له الفكرة ونظهر أمامه متماسكين وشجعانًا.. وهذا ليس بالأمر البسيط .. الشّجاعة منظومة فكريّة كبرى تنتظم معها المشاعر والسّيطرة على الانفعالات، فهي تحتاج لكثير من النضج والوعي وللاستعدادات النفسيّة الّتي حتّى يمكن أن تختلّ عند أشجع الشجعان في لحظات، فما بالنا بالأطفال!!.

7-    أمر أخر، في منتهى الأهميّة؛ وهو من الضروري عدم تقبّل أي خبر يثير الذعر والرعب على مسمع الطفل، في ظل واقع تكثر فيه الأخبار المزيفة والمفبركة..إذ لا يحتمل الطفل أن يُصاب بالخوف من خبر ما ثم تطمئنه بعد ساعة من الوقت بعدم صحتّه. وبحال بتكرار الأمر، أنت تخلق لديه المزيد من القلق والتوتر، فيصبح عصبيًا، مع اضطراب نفسي شديد..

 

في الختام، تؤكد الدكتورة "مرجي" أنّ الأطفال- عمومًا- يملكون قوّة داخلية تساعدهم في التكييف مع ظروف صعبة محيطة بهم، لكن بالرغم من هذه الحقيقة من الضروري مدّهم بالتشجيع والدعم، خصوصًا بحال كانت مناعة الطفل ودفاعاته الخاصة ضعيفة. في هذه السيّاق، ركّزت "مرجي" على ضرورة القيام بنشاطات بدنية وذهنية وفكرية مختلفة تساعد بشكل فعّال في إعادة السيطرة على الواقع والمحافظة على التّوازن النفسي.

 

 

خاص موقع أمان الأطفال/ د. زينب الطحان

مواضيع مرتبطة

تطبيقات حفظ الأرقام.. هل تخرق الخصوصية؟

هل فعلًا يمكن لأي استخبارات التجسّس منه على مكالماتنا؟ وكيف يعمل؟

تطبيقات حفظ الأرقام.. هل تخرق الخصوصية؟

هل فعلًا يمكن لأي استخبارات التجسّس منه على مكالماتنا؟ وكيف يعمل؟

طفلي جبان ..!!

كيف أبني طفلًا مقدامًا؟ 

كلمات مفتاحية

نصائح سلامة_نفسية