علّمي طفلك كيف يواجه المتنمّرين

علّمي طفلك كيف يواجه المتنمّرين

الأطفال الذين يتعرّضون للمضايقات والتنمّر يعانون الحساسيّة المفرطة، على الأقل لمدة من الزمن ..وبحال لم يحصلوا على مساعدة قد تصبح خطيرة...

التنمّر مشكلة جديّة، إذ تجعل الطفل الضحيّة يشعر بالأذى النفسي والخوف والمرض والوحدة والإحراج والحزن؛ فقد يقوم المتنمّر بضرب الطفل أو دفعه أو مناداته بالألقاب المحرجة، أو جرحه لفظيّا، أو تخويفه.

التنمّر ظاهرة اجتماعيّة، إذ إنّ أغلب الأطفال يتعرّضون للتنمّر أو المضايقة؛ ما يجعلهم يشعرون بالتوتر النفسي لخوفهم من مواجهة المتنمّر، ويرفضون اللّعب خارج المنزل أو حتى الذهاب إلى المدرسة.

تشكّل هذه الظاهرة خطرًا محدقًا على أي شخص، لما لها من أثر سلبي بليغ في نفس الضحيّة، لا سيما الأطفال. إذ يظلّ الطفل يعاني منها مدة طويلة، إذا لم يتدخّل أحد الأبوين أو المتخصّصين لوضع حدّ للمشكلة. فالطفل يحتاج إلى التمكين والاهتمام المتواصل، ومن الضروري إيجاد بيئة آمنة له، حتى يمكنه التحدّث عن أي شيء بلا قلق من لومه أو السّخرية منه أو الشعور بأنّ لا أحد سيفهمه.

كيفيّة مواجهة التنمّر

تنصح المدربّة على الحياة "ألين داود" الأمهات بضرورة تعليم الطفل كيفيّة عدم التعرّض للتنمّر، وابتكار أفكار ووسائل تساعده في حماية نفسه، مثل:

1-    شجعيه على التحدّث معك، مع الحرص على أن تبقي هادئة، وأن تستمعي إلى طفلك بكلّ حبّ وإنصات.
2-    عَوّدي طفلك على مشاركة مخاوفه معك.
3-    اجعلي بيئة طفلك صحيّة ومناسبة ليشعر بالأمان والطمأنينة؛ لأن ذلك يؤدي دورًا كبيرًا في تعزيز ثقته بنفسه بطريقة غير مباشرة.
4-    عزّزي ثقة طفلك في نفسه بطريقة مباشرة، عن طريق إخباره بنقاط قوته وتميّزه، ومساعدته في تكوين صداقات، والمشاركة في الأنشطة المختلفة، وإخباره بأنك تحبينه؛ فكلّ ذلك يجعل الطفل واثقا بنفسه ومحبًّا لها.
5-    دعي طفلك يتعلّم بعض رياضات الدفاع عن النفس، ما يُكسبه شجاعة وقوة شخصيّة، فسيصبح قادرًا على صدّ أي شخص يريد أن يؤذيه جسديًا.
6-    علّمي طفلك ضرورة تكوين صداقات لتضمني عدم تركه بمفرده في أثناء وجوده في المدرسة. 
7-    علّميه كيف يستجيب ويتعامل في مثل تلك المواقف؛ فلا تقولي له -مثلا- إنّ عليه التصرّف بعنف أو أن يتشاجر؛ بل قولي إنّه يمكنه الطلب ممن يضايقه أن يتركه بمفرده، أو يمكنه أن يمشي ويتجاهله تماما. المهم ألا تصفي طفلك بأي شيء سلبي، مثل إنك جبان وغير قادر على حماية نفسك؛ فهذا سيترك أثرًا بالغا في نفسيته، ولن يكرّر الحديث معك عن أي مشكلة تواجهه مرة أخرى.
8-    علمي طفلك تكوين صداقات لتضمني عدم تركه بمفرده في أثناء وجوده في المدرسة، إذ عادة ما يختار المتنمّرون الأطفال الذين يجلسون بمفردهم.
9-    كوني متعاطفة مع طفلك، حتى في أيامك السّيئة؛ فالأطفال الذين يتعرّضون للمضايقات والتنمّر يعانون الحساسيّة المفرطة على الأقل لمدة من الزمن.
تقول المستشارة "داود" إنّه : "إذا شعرت بأن الوضع محفوف بالأخطار، استخدمي حكمتك واتصلي بالمدرسة والسّلطات اللازمة لإيقاف هذا المتنمّر، وافهمي الوضع جيدًا، واتخذي قرارًا مدروسًا، ويكون سريعًا من أجل سلامة طفلك".

كما تشير "ألين داود" إلى ضرورة تزويد الطفل بقائمة من الردود المناسبة في حال تعرضه للتنمّر اللّفظي، على أن يكون الردّ بسيطًا، ولا يُغضب المتنمّر، مثل "هل تشعر بالتحسّن؟" و"أخيرًا، وجدت شيئا طريفًا لتقوله"، و"أنا لا أهتم"، و"لماذا تتحدّث إلي؟" و"اعذرني، و"لكن يبدو أنك تظن أني أهتمّ"، و"هذا ممّل للغاية".

نصائح لمواجهة المتنمّرين

وفاقًا لموقع "كيدز هيلث" (kidshealth)، فإنّ للأهل دورا أساسيًا في تعليم أولادهم الدفاع عن أنفسهم في وجه المتنمّرين، بعيدًا عن الغضب والعنف والقتال أوالردّ بطريقة هجوميّة، وحثّ الطفل على الابتعاد عن الموقف والحرص على إخبار شخص بالغ بهذا الأمر.

من أهم الإرشادات والنصائح التي يمكن تقديمها لإنهاء هذه المشكلة، بحسب الموقع، ما يلي:

1-    إخبار المتخصّصين والمرشدين، سواء في المدرسة أو أي مكان، والتواصل معهم لحلّ هذه المسألة.
2-    التأكّد من وجود الطفل مع أصدقاء له، وألا يكون وحيدًا، مع تجاهل المتنمّر إن استطاع.
3-    التدرّب على البقاء هادئا، وإظهار الثقة في النفس وإظهار الوجه الجاد والبارد.
4-    إن اضطررت إلى التعامل مع المتنمّر، حاول التحدث بصوت حازم وقوي، لتُظهر أنك لا تهتم بالتعليقات التي يقولها، وانظر إلى عينيه وقف مستقيما لتدعم ثقتك في نفسك أنت تتحدث معه. وهذا يجعل المتنمر يتوقّف عن مضايقتك بعد عدة مواقف؛ لأنّك لا تتأثر بأفعاله.
5-    التعامل مع المتنمّر من دون خوف.
6-    تجنّب الصراخ أو رفع الصوت حتى لا يشعر المتنمّر بسلطته.
7-    إذا استمر المتنمّر في المضايقة، يمكن الردّ عليه بحزم، مثل: "توقف عن فعل ذلك"، والابتعاد عنه فورًا حتى لا تمنحه فرصة للردّ.

نقلا عن الجزيرة نت: لاريسا معصراني

مواضيع مرتبطة

اكتشفتَ أن ابنك يدخن؟.. هذا ما عليك فعله فورًا

تصرفك الأول حيال هذا الأمر سيكون مفتاح نجاح علاجك للمشكلة أو فشلك..

دورة تعليمية في اللغة الفارسية للأطفال..انضموا إليها

تهدف إلى إياد فرص نادرة للأطفال لتعلّم لغة أخرى؛ إضافة إلى لغتهم الأمّ.

كيف تجعلين طفلك يحبّ شهر رمضان ويرغب بالصوم؟

الطفل يحبّ كل ما هو جميل ومدهش، خصوصًا عندما يتغيّر الروتين اليومي للعائلة.