انتبهوا لأولادكم عند استخدام الــــ"تيك توك".. منافسات خطرة من أجل جني الربح السّريع!

انتبهوا لأولادكم عند استخدام الــــ

الخطورة الأكبر  الدّخول إلى بيوت روّاد المواقع والتطبيقات الخاصّة ومشاركتهم تفاصيل أيّامهم عبر مقاطع فيديو مصوّرة أو تقنيات البثّ المباشر...!!

 تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي عالمنا بشكل يجبرنا على دقّ ناقوس الخطر الآن وفورًا، إذ بتنا نستطيع الدّخول إلى بيوت روّاد المواقع والتطبيقات الخاصّة ومشاركتهم تفاصيل أيّامهم عبر مقاطع فيديو مصوّرة أو تقنيات البثّ المباشر، والتي تُتيح للمشاهد متابعة صاحب الحساب بكلّ تفاصيل يومه ومراقبته.

في المشهد المعاصر، أصبح تطبيق "تيك تيوك" هو الأوّل بين التطبيقات، اليوم، بسبب المردود المالي الضخم الذي يعيده على روّاده، إذ تحوّل من منصّة تواصل اجتماعيّ إلى منصّة تجاريّة، يتاجر من خلالها كلّ شخص بنفسه بإرادته الكاملة لقاءَ مبالغ ماليّة مرقومة في جولة تنافسيّة تحت شعار "كبسوا وشدّوا"، و"ضيفوا الداعمين"، عبر تقنيّة البثّ المباشر.

"تيك توك" تطبيق من التطبيقات التي حقّقت نموًّا سريعًا في وقت قصير، ويستخدمه الملايين من البشر، ومُتاح في أكثر من 153 دولة حول العالم بـ75 لغة مختلفة، حتى أصبح وسيلة لجني ملايين الدولارات، وواحدًا من أكبر الشّبكات الاجتماعيّة على مستوى العالم الأكثر منافسة لمواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة.  وضجّت مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيّام بجولة رسميّة أقامتها شركة "تيك توك" بين الشّاب "قعيّد المجد" من السعودية والشاب "يوسف" من باكستان سُمّيت بـ"الجولة الأقوى في تاريخ تيك توك"، في بث شاهده نحو مليون شخص. 

حصدت الجولة على نحو 4 ملايين ريال سعودي أي ما يقارب المليون وستّة وستّين ألف وأربعمئة وستّة وخمسين دولارًا أميركيًا، ووزّع المبلغ  "تيك توك" 2.6 مليونا ريال، قعيد 700 ألف ريال ويوسف 500 ألف ريال.

كيف يجني روّاد "تيك توك" الأموال؟

يمكن لأي شخص بعمر الـ18 وما فوق إنشاء حساب على التطبيق، وتحميل مقاطع الفيديو الطريفة أو التوعويّة من خلال أصوات من حملات توعويّة أو مقاطع من أغانٍ أو مسلسلات وغيرها. وفور تحقيق هذا المقطع مشاهدات عالية، تدفع الشركة ما يتراوح بين 2 – 4 دولارات لكلّ 1000 مشاهدة حقيقية. إلّا أنّ هذه الميزة غير متوفّرة في لبنان.

وفور وصول حساب العميل إلى 1000 متابع حقيقي، يمكنه فتح بثّ مباشر، وخوض منافسات بين "تيك توكرز" آخرين وفق مستوى كلّ منهم. تتراوح مدّة الجولة الواحدة من ثلاث إلى أربع دقائق يتنافس خلالها لاعبان، بوجود متابعي وداعمي كلّ منهم؛ حيث يبدأ الداعمون بالضّغط على الشاشة بطريقة سريعة ومتواصلة في خطوة لزيادة عدد الإعجابات بالبثّ ومستوى اللّاعب مجانًا، أو شراء نقاط وعملات "تيك توك" لإرسال الهدايا ودعم طرفهم المنافس.

وتُرسل الأموال على شكل هدايا كالوردة والأسد والطائرة والسفينة وغيرها، وتصبّ في حساب اللّاعب ليتقاضاها بالعملة الصّعبة. وبعد أن تنتهي الجولة، يشكر اللّاعب الداعمين، ويطلب من متابعيه إضافتهم في خطوة لتقدير كرم الداعم وزيادة متابعيه. ويعطي منافسه الخاسر 3 أحكام، يختار الأخير واحدًا منها لينفّذها علنًا أمام الجميع في البثّ. وتتراوح الأحكام بين الرقص ووضع الماكياج والاستحمام بالملابس ووضع معجون الأسنان تحت العيون، والوقوف بوضعيّات يختارها الحاكم أو وضع البيض والطحين والبودرة على الرأس والوجه مدّة جولة ثانية.

كما يمكن جني الأموال من "تيك توك" عن طريق خلق محتوى خاصّ بك. فنرى كثير من الأشخاص محتواهم تذوّق الطّعام في المطاعم، مقارنة الطعام، الطبخ، تعليم اللّغات، عرض ثياب، تعليم حرف وعقد، تحميل مقاطع من مسلسلات وغيرها. وهذه الميزة متوفّرة فقط في أميركا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا وإيطاليا.

 ولتحقيق الربح عن طريق المحتوى على المشترك أن يكون بعمر الـ18 سنة وما فوق لديه 10.000 متابع ويحقق 100 ألف مشاهدة وما فوق، وتتميّز مقاطعه بالإبداع وملتزم بالقوانين والأحكام التي تضعها المنصّة.

كيف يرى الطبّ النفسي هذه السّلوكيات؟

ترى الأختصاصيّة النفسيّة "ريتا عطالله" أنّه بالرغم من القيود الكثيرة التي تفرضها شركة "تيك توك" على روّاد التطبيق، لكنّ التجاوزات ممكنة لا محال. والشركة تحظّر الحسابات فور اكتشافها، وعند محاولة تسجيل الدخول مرة أخرى، يُطلب من المستخدم صورة الهويّة أو صورة "سلفي مع الهويّة" في محاولة للسيطرة على أعمار روّاد التطبيق.

وتلفت إلى أنّ منافسات البثّ المباشر تؤثّر سلبًا على الأشخاص، وعيادات الطبّ النفسي تعجّ بمتنافسين على "تيك توك"؛ لأنّ الموضوع غير مضبوط، والدّولة اللبنانيّة لا تتقاضى رسومًا أو ضرائب على أرباح التطبيق وميزاته مقارنةً بدول أخرى. وأكّدت أنّه، في أكثر الأحيان، التجاوزات التي تحدث مباشرة على الهواء لا يُسيطر عليها إلّا بعد أن تُبثّ، ونحن بحاجة ماسّة إلى دراسات إحصائيّة لمعرفة الضرر الآني والبعيد المدى للأجيال المتصاعدة.

 وعن المبالغ الطائلة التي تُدفع في المباريات، أوضحت أنّ الشّخص الذي يدفع مبالغ ماليّة هائلة في منافسة مباشرة بين شخصين إمّا يكون مدمنًا على التطبيق والجولات والإدمان لا حدود له، أو أن خططه تفوق الدعم التسلية وتسلك طريق الاستدراج لللإفادة من الطرف الآخر؛ مثل: علاقات عاطفية أو جنسية أم أن حب الشهرة والغرور يدفعهم لصرف مبالغ مرقومة مقابل معرفة اسمهم "الداعم الأقوى".

 فقد كثرت، في الآونة الأخيرة، المشاهد والإيحاءات الجنسية في البثّ المباشر من الكلمات إلى السلوكيّات والأحكام التي يطلقها المنتصرون بفضل داعميهم على الخاسرين. فترى وضعيّات مقززة من حيث اللّباس والتصرّفات للظهور مباشرة على التطبيق. إلى ذلك؛ ترى "عطالله" أنّ الأشخاص الذين يعانون انحرافات جنسيّة تسهل عليهم تطبيق سلوكياتهم عبر منصّات التواصل الاجتماعي، من خلال حسابات أو هويّات مزيّفة. فالعالم الافتراضي سيف ذو حدّين إمّا توعويّ أو اضطرابات وسلوكيات مرضيّة.

 كما أكّدت "عطالله" أنّ الكثير من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي تعرضوا للتحرش أو تعرفوا إلى أشخاص مضطربين نفسيًّا. "فهم عادة أشخاص لا يتمتعون بالنضج الكافي ينخرطون بسلوكيات يندمون عليها لاحقًا، وهذا ما نراه في عياداتنا، خاصة المراهقات اللواتي يقعن في فخّ الـ"سكرين ريكوردينغ" الذي من شّأنه أن يحطّم حياتهنّ وهي معاناتنا اليوم بالقضايا والمحاكم".

وتروي "عطاالله" نقلًا عن إحدى الضحايا أنّ المبلغ المالي المرقوم من منصّات التواصل الاجتماعي ينتج فعلًا عن أعمال وإيحاءات جنسيّة تشّجع الداعم لدفع أرقام كبيرة مقابل كلمة أو صورة أو مشهد مخلّ بالأخلاق العامّة.

التوحّش الاجتماعي فُعّل، المقاعد الدراسيّة وأماكن العمل خالية وبث "تيك توك" مشتعل على مدار اليوم. في زمن الركود الاقتصادي وازدياد معدّل البطالة والفقر والجهل في لبنان، جيل شباب المستقبل في ثبات افتراضي ينفق أو يجني من لا شيء. وبعد الورود والأسود و"كبسوا وشدّوا" هل نستقيم يومًا؟
 

المصدر: روان أسما/ جريدة النهار (مع بعض التصرف)

 

مواضيع مرتبطة

اكتشفتَ أن ابنك يدخن؟.. هذا ما عليك فعله فورًا

تصرفك الأول حيال هذا الأمر سيكون مفتاح نجاح علاجك للمشكلة أو فشلك..

دورة تعليمية في اللغة الفارسية للأطفال..انضموا إليها

تهدف إلى إياد فرص نادرة للأطفال لتعلّم لغة أخرى؛ إضافة إلى لغتهم الأمّ.

كيف تجعلين طفلك يحبّ شهر رمضان ويرغب بالصوم؟

الطفل يحبّ كل ما هو جميل ومدهش، خصوصًا عندما يتغيّر الروتين اليومي للعائلة.