الذكاء الاصطناعي والإنسان: الاختلافات والتكامل

 الذكاء الاصطناعي والإنسان: الاختلافات والتكامل

الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن الإنسان. فلا يمكن للآلات أن تحلّ المشاكل كلّها التي يواجهها البشر، ولا يمكن للروبوتات أن تشعر بالمشاعر والعواطف التي يشعر بها البشر. ويُعَدّ الذكاء الاصطناعي واحدةً من أكثر التقنيات انتشارًا، في الوقت الحالي، حيث يُستخدم في عدد من المجالات، بما في ذلك تنمية مهارات الأفراد. فمع أنّه لم يُطبّق الذكاء الاصطناعي، بصورة كاملة في هذا المجال بعد، لكن هناك عددًا من الطرائق التي يمكن استخدامها لتحسين المهارات الفرديّة. 

فيما يلي نظرة إلى أهميّة الذكاء الاصطناعي في تنمية مهارات الأفراد:

- تحسين المهارات اللغويّة: يُعَدّ الذكاء الاصطناعي مفيدًا جدًا في تنمية مهارات اللّغة الإنكليزيّة وغيرها من اللغات، إذ يمكن استخدام التطبيقات التي تعتمد عليه لتعليم الأفراد كيفيّة الكتابة بصورة صحيحة، وتعليمهم النّحو والصّرف والمفردات.

- تطوير المهارات الاجتماعيّة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير المهارات الاجتماعية، إذ يمكن استخدامه لتعليم الأفراد كيفيّة التواصل والتعامل مع الآخرين، ويمكن استخدامه لتحسين مهارات العرض والتحدّث.

- تحسين المهارات الرياضيّة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين المهارات الرياضيّة، إذ يمكن استخدامه لتعليم الأفراد كيفيّة حلّ المسائل الرياضيّة، وكذلك لتحليل البيانات والخروج بنتائج.

- تحسين المهارات العقليّة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين المهارات العقليّة، إذ يمكن استخدامه لتطوير الذاكرة وتحسين التركيز والانتباه.

وعليه؛ يُمكن ربط المناهج الدراسيّة بالذكاء الاصطناعي، من خلال تصميم برامج تعليميّة تستند إليه، والتي تساعد الطلاب على تحسين مهاراتهم وتعلّم المفاهيم بصورة أفضل. 
فيما يلي بعض الأفكار بشأن كيفيّة ربط المناهج الدراسيّة بالذكاء الاصطناعي:

-  تصميم برامج تعليميّة متطوّرة: يمكن تصميم برامج تعليميّة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء الطلاب وتعيين مستوياتهم الدراسية، وتقديم الدّعم اللازم لهم.

- تطبيق الذكاء الاصطناعي في التدريس: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء الطلاب في الفصل الدراسي، وتقديم الملاحظات والتوجيهات اللازمة لهم.

-  توفير مواد تعليميّة تفاعليّة: يمكن إنشاء مواد تعليميّة تفاعليّة مبتكرة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل تفاعل الطالب مع المادة الدراسيّة وتعديلها وفقًا لاحتياجاته.

- استخدام الذكاء الاصطناعي في تصحيح الأخطاء اللّغويّة: يمكن استخدام التطبيقات التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي لتحسين الكتابة وتصحيح الأخطاء اللغويّة وتوفير التعليقات المفيدة.

- استخدام الذكاء الاصطناعي في التحليل الرياضي: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوفير موارد تعليميّة لتحليل البيانات والحسابات الرياضيّة وحل المسائل الصعبّة.
ومع هذا كلّه، علينا الحذر من الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي، فلا يمكننا السيطرة الكاملة عليه؛ لأنّه يعتمد على البرمجة والتعلّم الآلي، ويمكن أن يؤدّي إلى اتخاذ قرارات غير متوقّعة أو غير مرغوب فيها.

مع ذلك؛ يمكن تحديد بعض المعايير والمبادئ التي توجّه استخدام الذكاء الاصطناعي وتحدّ تأثيره السّلبي. ومن أجل ذلك، يتطلب استخدام الذكاء الاصطناعي بصورة مسؤولة تعاونًا واسعًا بين المهندسين والمبرمجين والخبراء في المجالات المتعدّدة، من أجل تطوير أنظمة ذكيّة متوازنة، وتحدّ الأخطار المحتملة، بالإضافة الى إنشاء عدد من المؤسّسات والهيئات الحكوميّة والخاصة لوضع معايير وقواعد لاستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وآمنة.

يتضمن ذلك تطوير نظم الحوكمة والإطارات الأخلاقيّة والقوانين والتشريعات اللازمة لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تحافظ على حقوق الأفراد، وتحدّ من الآثار السلبيّة المحتملة. 

من بين هذه المؤسسات:

- منظمة العفو الدوليّة: تهتم بضمان أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي بطريقة تحافظ على حقوق الإنسان، وتحدّ من آثاره السلبيّة المحتملة.

- معهد التكنولوجيا الحيويّة والدراسات الاستراتيجيّة: يعنى بتطوير سياسات استخدام الذكاء الاصطناعي وإطاراته بطريقة مسؤولة وآمنة.

- منتدى الاقتصاد العالمي: يسعى لتعزيز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في العالم وتطوير إطارات ومعايير للتحكّم فيه.

- المجلس الدّولي للذكاء الاصطناعي: يعمل على وضع معايير وقواعد لاستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وآمنة، وتعزيز التعاون بين المؤسسات الحكوميّة والخاصة في هذا المجال.

- مبادرة الذكاء الاصطناعي العامّة: تعمل على تحسين استخدام الذكاء الاصطناعي وتعزيزه، من أجل خدمة المجتمع وتطوير إطارات ومعايير لتحديد الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.

تقوم هذه المؤسسّات بتسليط الضوء على الاستخدامات الايجابيّة للذكاء الاصطناعي، لكن هناك أيضًا بعض الاستخدامات التي يجب تجنبها بسبب الأثر السّلبي الذي قد تسببه. فعلى سبيل المثال؛ يجب تجنب استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الصّحة والطبّ، إلّا بعد إجراء الدراسات والاختبارات اللازمة للتأكد من سلامته وفعاليته.

كما يجب، أيضًا، تجنّب استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات التشخيص والعلاج، إلا بعد التأكد من صلاحيّة الأدوات والبرامج المستخدمة. كما يجب تجنّب استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات التي تؤثّر في حياة الناس، بصورة كبيرة، من دون الحصول على موافقتهم، مثل جمع البيانات الحساسة عن الأفراد من دون إذنهم.

بصورة عامّة، يجب الانتباه للأثرين الاجتماعي والأخلاقي لاستخدام التقنيات الذكيّة والعمل على ضمان استخدامها بطريقة مسؤولة وملائمة، علمًا بأنّه لا يوجد أي عمر محدّد لمن يمكنه استخدام الذكاء الاصطناعي، فهو متاح بصورة عامّة لأي فرد أو مؤسسة أو حكومة.

مع ذلك؛ فإنّ الأطفال يحتاجون إلى رعاية خاصة في استخدام التقنيات الذكيّة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، فيجب التأكد من أنّها تُستخدم بطريقة تلائم أعمارهم وتساعدهم على تعلّم المهارات اللازمة في حياتهم. كما يجب الانتباه للحدود الزمنيّة الملائمة لاستخدام التقنيات الذكيّة، والتأكد من عدم إفراط الأطفال في استخدامها على حساب الأنشطة الأخرى المفيدة.

في ما يتعلّق بكبار السّن، فإنّ استخدام التقنيات الذكيّة والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد على تحسين حياتهم وتوفير الرعاية اللازمة لهم، مثل تقنيات الرعاية الصحيّة الذكيّة والمساعدات الصوتية والتحكّم الصوتي في المنزل. ومع ذلك، يجب الانتباه لحاجاتهم وقدراتهم الفرديّة، والتأكد من توفير التدريب اللازم لهم، من أجل استخدام هذه التقنيات بصورة فعّالة.

في نهاية المطاف؛ يبدو أنّ الذكاء الاصطناعي هو المستقبل. ومع تحسين تقنيات التعلّم العميق والشّبكات العصبيّة، فإنّ الأجهزة الذكيّة والروبوتات والسّيارات الذاتيّة القيادة ستصبح أكثر فعّالية وذكاءً. 

مع ذلك؛ فإنّ الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن الإنسان. لا يمكن للآلات أن تحلّ المشاكل كلّها التي يواجهها البشر، ولا يمكن للروبوتات أن تشعر بالمشاعر والعواطف التي يشعر بها البشر. لذلك، يجب أن تُستخدم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بحكمة وبتوجيه من الإنسان لتحقيق الفوائد القصوى وتجنب الأضرار المحتملة.

مع ذلك؛ فإنّ العلماء والمهندسين والمطورين يواصلون تطوير التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يعني أنّ المستقبل ما يزال مجهولًا، ويمكن أن يكون مليئًا بالمفاجآت والابتكارات. لذلك، فإنّ الذكاء الاصطناعي يبقى موضوعًا مثيرًا للاهتمام والدراسة والبحث في القرن الحادي والعشرين وما بعده.

فيولا مخزوم - لبنان / الميادين نت

مواضيع مرتبطة

«أنصتوا لضمائركم»: طفلة بريطانية تطلق حملة تبرعات لأقرانها في غزة

بعض زملائها استغربوا المبادرة، فيما بادر آخرون إلى دعمها والتبرع لها..

"ما سمهاش هيك"..من فلسطين !

" شباب الذاكرة".. موجهّة لأجيالنا كي لا ننسى أسماء قرانا وبلداتنا في فلسطين الحبيبة..

طلاب في كندا يطلقون أسماء قرى فلسطينية على مباني جامعتهم

جرى توثيق مقطع فيديو لحظات تغيير أسماء ما لا يقل عن 30 مبنى داخل الحرم الجامعي في مدينة مونتريال الكندية،

كلمات مفتاحية

تكنولوجيا