كيف تقي أطفالك من التأثر بأخبار الحروب؟


في البداية تجاهلت ذكر ما يحدث أمام طفلتي التي تبلغ من العمر أحد عشر عاماً، لكني فوجئت بها تردد أن الحرب العالمية الثالثة قادمة، وتقارن توقعاتها بما تعلمته في حصص التاريخ بالمدرسة عن الحربين العالميتين الأولى والثانية، لأدرك أن تجاهلي لذكر الأمر جعلها أكثر قلقا، وهو ما دفعني للجلوس معها لطمأنتها وشرح ما يحدث بهدوء، والإجابة عما يدور في ذهنها من تساؤلات"..

قد يلتقط الأطفال الكثير من الأخبار غير الصحيحة والمخيفة، سواء من الأصدقاء أو زملاء الدراسة أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي. توصي البروفيسورة "فيفيان هيل"، من جمعية علم النفس البريطانية، بخوض هذه المحادثات الصعبة وعدم الإحجام عنها، على أن يحدث ذلك بطريقة مناسبة لعمر الطفل.

بالنسبة إلى الأطفال الأصغر سناً، اجعل أحاديثك معهم قصيرة ومُطَمئنة قدر الإمكان، دون أن ترهقهم بالكثير من التفاصيل، أظهر لهم مثلا مكان أوكرانيا على الخريطة كي يفهموا أن ما يحدث بعيدا عنهم. أما في حالة الأطفال الأكبر سنا أو المراهقين، يمكنك أن تحدثهم عن السياق بتفاصيل مناسبة لأعمارهم، وجّههم نحو مصادر الأخبار الموثوقة، وتحدث معهم عن كيفية إدارة الأخبار الكاذبة والتعامل معها، وفي جميع الأحوال عليك أن تركّز على طمأنتهم. وإذا كان أطفالك يشعرون بالقلق بشأن الأفراد في أوكرانيا، تقترح "هيل" التحدث عن الإجراءات التي اتخذها الناس لحماية أنفسهم، كالبقاء في الملاجئ الآمنة أو الانتقال إلى بلدان أخرى أكثر أماناً.

 

من الشاشات إلى عقولنا وأذهان أطفالنا.. كيف تؤثر علينا أخبار الحرب؟

 

حتى مع عدم تعرضنا لتهديد جسدي مباشر، تتصرف أجسادنا بشكل تلقائي وغريزي في حالات استشعار التهديد وعدم اليقين، حيث تتحول أدمغتنا إلى حالة التأهب القصوى، وتتفاعل أعضاؤنا مع هذا الشعور بالتهديد، فترتفع مستويات هرمونات الأدرينالين والكورتيزول. وينعكس ذلك على مؤشراتنا الجسدية، وهو ما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل زيادة التعرق وتسارع نبضات القلب وتوتر العضلات.

تستعرض دراسة منشورة في "International journal of creative research thoughts" في سبتمبر/أيلول 2021 تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار المتعلقة بالحرب على الصحة العقلية والنفسية للأفراد. تخبرنا الدراسة أن التعرض المفرط للمواد الإعلامية العنيفة والسلبية يتسبب في آثار نفسية حادة وطويلة الأمد تتجاوز مشاعر الاستنكار والتشاؤم العابرين. هذا، وتتفاوت مستويات القلق والتوتر باختلاف مدى التعرض للأخبار، وطبقا للدراسة، يمكن أن ترتبط مشاعر التوتر والاضطراب بأعراض جسدية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من المشكلات الصحية الناجمة عن ارتفاع هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر. يعني ذلك أن مشاهدة الصور والمقاطع المصورة العنيفة يمكن أن تؤدي إلى تحفيزات مشابهة لتلك الناتجة عن التعرض للعنف الفعلي.

 

 

 

المصدر: موقع "الجزيرة نت"