كيف تتخلصين من هاجس إصابة طفلك باضطراب التوحد؟!

كيف تتخلصين من هاجس إصابة طفلك باضطراب التوحد؟!

بعد انتشار الوعي الكبير في المجتمع باضطراب التوحد انتشرت ظاهرة خوف بين الأمهات الجدد من خطر إصابة أطفالهم به والاستماع لنصائح الصديقات والسؤال في المجموعات الإلكترونية عن كل عرض وسلوك يفعله الطفل ويخشى أن يكون سمة من سمات التوحد. حتى صار الخوف مرَضِياً لدى بعض الأمهات، الخوف شعور فطري طبيعي إن كان في حدود المعقول، لكن حينما يسيطر على عقولنا وحياتنا فلابد من نقطة نظام تعيد ترتيب الحياة وتوازنها، ويجب أن نعلن شعار "إيمانك يجب أن يكون أكبر من خوفك"، آخذين الأسباب والسعي إليها بعين الاعتبار، ولذلك دعونا نعرف معاً كيف نستطيع التخلص من هوس إصابة الطفل باضطراب التوحد.

 

بين أمهات الأمس واليوم

بين أجيال مختلفة يطرأ سؤال مُلح على أذهاننا هل كانت التكنولوجيا والانفتاح على العالم والانفجار المعرفي خيرٌ جمٌّ فقط أم إنه زاد من حيرة الكثيرين وتشتتهم؟
فبين أمهات الأمس واليوم فارق كبير وأهم سمة فارقة هي أن أمهات الأمس كنّ يكتفين بنصيحة الأهل والمختصين مع السعي والرضا وبذل الجهد، وإن قُدّر لطفلهم أن يصاب، يبذلون ما بوسعهم للحد من الاضطراب. بلا شك هناك البعض منهن أخطأ التعامل ولم يحسن التصرف أو لم يسارع بالتدخل المبكر، لكن الانفتاح المعرفي هذا لم يكن خياراً لديهن مما جعلهن أكثر قناعة بما في أيديهم.

وعلى النقيض تماماً، أمهات الجيل الحالي لديهنّ كل الوسائل الممكنة من علم وتقدم وازدهار معرفي وسهولة التوصل لكل جديد في شتى المجالات، وهذا ما كان يتمناه الناس قديماً، لكن للأسف كثرة الموارد المعرفية وغيرها زادت من حيرة الناس، فجعل الناس يتخبطون بينها ولا يعرفون من أين يبدأون وكيف يستمرون والى أين يصلون.

 

هذه الأعراض لا تعني دائماً أن الطفل مصاب بالتوحد

هناك حالات وأمراض كثيرة بأعراض ظاهرية تشبه بعض جوانب اضطراب التوحد، ولذا فإن تشخيص هذه الحالات يحتاج إلى متخصصين يقومون بدراسة الحالة دراسة متأنية للوصول إلى التشخيص المناسب، وإليك بعض الحالات التي قد تختلط مع التوحد لتشابهها ببعض أعراضه.

1- صعوبات الارتباط العاطفي:
عدم قدرة الطفل على إقامة روابط عاطفية مع الوالدين، وغالباً ما يحدث ذلك نتيجة الحرمان العاطفي أو القسوة، وهذا لا يعنى البتّة أنه مصاب باضطراب التوحد، بل يحتاج إلى الإشباع العاطفي والتعامل بشكل تربوي سليم معه.

2- الاضطرابات اللغوية التطورية:
قد يحدث تأخر في النمو اللغوي لدى الطفل، وعادة ما يكون نموه الاجتماعي طبيعياً نسبياً، فيعتقد الأهل أن أي تأخر في النمو اللغوي يعني أنه مصاب بالتوحد، وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق، بل يتعلق باضطرابات اللغة التطورية، ويحتاج إلى تشخيص دقيق، ومتابعة مع مختص متمرّس في المجال.

3- اضطراب فرط الحركة:
يؤدي فرط وزيادة الحركة إلى قلة التركيز في النشاط، ويخلط الكثير من الأهل بين اضطراب فرط الحركة والتوحد، فيعتبرون كل طفل مصاب بفرط الحركة مصاباً بالتوحد، ولكن هذا غير صحيح، وليس شرطاً أن يتواجدا معاً، لذا نكرر أن التشخيص الدقيق والتدخل المبكر هما أول وأهم الخطوات للاطمئنان والتعافي.

4- الصمت الاختياري:
بعض الأطفال يتكلمون في مكان ما كالمنزل مثلاً، ولكنهم يمتنعون عن ذلك في مكان آخر كالمدرسة، وعادة ما يكون ذلك طبيعياً في الأطفال حتى سن الخامسة من العمر، إلا أن بعضهم قد يكون لديهم مشاكل سمعية أو بصرية أو حتى نفسية، ولكن لا يعني ذلك أنه متعلق فقط بالتوحد وسيبقى التشخيص الدقيق هو المفتاح السحري لحل كل المعضلات.

5- الاكتئاب:
يصيب الاكتئاب والحزن جميع الأعمار نتيجة عوامل مختلفة، لكن التعبير عنها يكون بصورة تجعل من الصعب القيام بتشخيصها، وقد يكون هناك تأخر في اكتساب المهارات الحركية والفكرية، وعند سن الدراسة تظهر علامات الحزن والانطوائية وعدم القدرة على التركيز والفشل الدراسي، فيعتقد البعض أن طفلهم مصاب بالتوحد، وقد يكون هذا غير دقيق تماماً.

6- اضطراب قلة الانتباه والتركيز:
هي حالة نفسية وعصبية تتميز بوجود تركيز ضعيف عند الطفل المصاب أقل مما هو متوقع لمن هم في عمره، ويصاحبه نشاط حركي زائد وسلوكيات متهورة، وتظهر دون سن السابعة في كثير من الأطفال المصابين، ويصيب الذكور عشرة أضعاف الإناث تقريباً، وأسبابه غير معروفة، ولكن تتركز على إصابات الجهاز العصبي، كما تختلف الأعراض من طفل إلى آخر، وقد تصاحب التوحد لكنها لا تعنى الإصابة بها منفردة، فيجب الرجوع إلى التشخيص الدقيق من خلال الدليل التشخيصي الإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي من خلال المختصين.

 

في النهاية.. قد تكمن الحلول في أبسط الطرق وأقربها، الحل السحري ليس دائماً هو الأصعب أو الأطول أو الأعقد، والطفل السوي المعافى ليس هو من يملك كل شيء بالعالم. هو الآخر له معاناة مختلفة.

 


المصدر: موقع "عربي بوست"

كلمات مفتاحية

سلامة_نفسية