سوزان الخليل/إعلامية ومتخصصة تربوية
إن منح الحب للأطفال ليس مجرّد مشاعر عابرة، هو حاجة أساسية تشكّل أساس صحتهم النفسية وتوازنهم في الحياة.
حين يشعر الطفل بأنه محبوب من دون شروط، ينمو بداخله الإحساس بالأمان الداخلي، الأمر الذي يخلق منه شخصية مستقرة وواثقة قادرة على مواجهة التحديات، والأهم أن نعطي الحُب من دون مقابل.
الحب أساس بناء شخصية متوازنة
وجود الحب في حياة الطفل يساعده في تكوين رؤية إيجابية عن ذاته والعالم من حوله. هو يشعر بأنه مهم، مسموع وذو قيمة ما ينعكس مباشرة على استقراره النفسي وسلوكه الاجتماعي، فيتعامل مع الآخرين بثقة من دون خوف وتردد. والأطفال الذين يعيشون في بيئة محبة يكونون أكثر هدوءًا تعاطفًا، وقدرة على التعبير عن أنفسهم.
يعزّز الثقة بالنفس
عندما يتلقى الطفل كلمات تشجيع وحضنًا صادقًا وتقديرًا لنجاحاته الصغيرة والكبيرة، تتكوّن لديه ثقة داخلية قوية. هذه الثقة لا تنحصر في المظهر أو القدرات فقط، بل تمتد إلى الشعور بأنه قادر على التعلم المحاولة والتطور. الأطفال الذين يشعرون بالحب يتجرؤون على الاكتشاف وتجربة الجديد من دون خوف من الفشل؛ لذلك دائمًا علينا أن نُعبر عن حبنا لأطفالنا.
الحب يقوّي الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي يبدأ من المنزل؛ حين يحتضن الأهل مشاعر أطفالهم، يسمعونهم، ويعلّمونهم التعبير عن الغضب الحزن أو الفرح بطريقة صحيّة، تتطور لدى الطفل مهارات التعاطف وتنظيم العاطفة.
هذه المهارات هي الأساس في بناء علاقات ناجحة طوال الحياة؛ فالحب هو أول مدرسة يتعلم فيها الطفل كيف يفهم ذاته ويفهم الآخرين. والحُب هو تعبير حيث يحتاج الطفل الى عناق وقُبلة على جبينه وحضن دافي يشعر به ويؤثر على ذكائه العاطفي.
تأثير الحب في التحصيل العلمي
الدراسات الحديثة تؤكد أن الأطفال الذين يشعرون بدعم عاطفي من أهلهم يحققون نتائج أفضل في المدرسة. الإحساس بالحب يخفف التوتر، وينشّط الدماغ، ويجعل الطفل أكثر استعدادًا للتركيز والاستيعاب.
كما أن التشجيع الدائم يمنحه دافعًا داخليًا لتطوير نفسه والتفوق؛ لأنه يعرف أن خلفه عائلة تؤمن به. هذا ينعكس مباشرة في صفه بين رفاقه ومعلميه، والعكس تمامًا، عندما يغادر الطفل منزله وهو لا يُتقن لغة الحُب.

الحب يصنع جيلًا أكثر قدرة على الحياة
الطفل المحاط بالحب ينمو ليصبح راشدًا قادرًا على احترام نفسه وإدارة حياته بعقلانية. إنه يصبح أكثر قدرة على حلّ المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة وبناء علاقات صحية، لأنه تشرب منذ طفولته معنى الأمان العاطفي، وأصبح أكثر قدرة على اختيار الصح من الخطأ.
خلاصة
منح الحب للأطفال ليس ترفًا، هو استثمار تربوي وإنساني يبني شخصيات قوية، واثقة، وناجحة أكاديميًا وعاطفيًا. وكل لحظة حب تمنح للطفل، اليوم، تتحول غدًا إلى قدرة ونجاح ونضج.
ارتفع عدد التشخيصات الجديدة بشكل حاد منذ العام 2021
أظهرت النتائج أن 42.19% من المراهقين يعانون القلق.
الإرهاق الأبوي يصيبك بالشلل وعدم القدرة على متابعة شؤون أسرتك

2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال