يعتقد الكثيرون أن الشيخوخة تبدأ من القلب أو الدماغ، إلا أن البنكرياس — العضو المسؤول مباشرة عن تنظيم وظائف الأيض — هو أول من يتأثر بزيادة الأحمال عليه.
وفقا للدكتور مارك غادزيان، أخصائي طب وجراحة المسالك البولية، تكمن المشكلة في أن الضرر للبنكرياس لا يحدث نتيجة "الإساءات" العرضية، بل بسبب عادات صباحية شائعة يعتقد كثيرون أنها غير ضارة.
العادة الأولى – تناول وجبة إفطار غنية بالسكر
يبدأ الكثيرون يومهم بتناول زبادي محلى، حبوب مع الحليب، كعكة، أو عصير. قد يبدو الأمر غير ضار، بل صحيا، لكنه يمثل ضربة للبنكرياس. فبعد الأطعمة السكرية يرتفع مستوى الغلوكوز في الدم بشكل حاد، ويضطر الجسم لإنتاج الأنسولين فورا لإخماد السكر، ما يرهق البنكرياس يوميا.
يقول غادزيان: "تناول رغيف واحد في الصباح يسبب ارتفاعا حادا في مستوى السكر، كما لو حقن الشخص نفسه بالغلوكوز عن طريق الوريد". ومع مرور السنوات، تنهك خلايا البنكرياس، وينخفض إنتاج الأنسولين، ما يزيد خطر الإصابة بمقدمات السكري أو داء السكري.
يُوصي باستبدال الإفطار الحلو بوجبة غنية بالبروتين أو متوازنة، مثل العجة، الجبن القريش، الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، الزبادي غير المحلى، والخضراوات، لضمان استقرار مستوى السكر وحماية البنكرياس.
العادة الثانية – شرب القهوة على معدة فارغة
القهوة جزء من الطقوس الصباحية للكثيرين، لكن تناولها على معدة فارغة يشكل ضغطا على المعدة والجهاز الهضمي. الكافيين يحفز إنتاج العصارات المعدية ويزيد الحموضة، كما يرفع مستوى الكورتيزول – هرمون التوتر – ما يجبر البنكرياس على العمل تحت ضغط متزايد، وإنتاج إنزيمات وهرمونات حتى دون وجود طعام.
العادة الثالثة – تناول الوجبات الخفيفة باستمرار
تدعو بعض الإرشادات الغذائية إلى تناول وجبات صغيرة عدة مرات في اليوم، لكن هذا ليس صحيا للبنكرياس، لأن كل وجبة تحفز إنتاج الأنسولين، وعندما تكون الفترات بين الوجبات قصيرة، لا يتعافى البنكرياس. النتيجة: إرهاق مزمن، نعاس، وزيادة في الوزن.
يشير غادزيان إلى أن الوجبات الخفيفة المتكررة "الصحية" – مثل المكسرات، الموز، وألواح البروتين – قد تكون ضارة لأنها تبقي البنكرياس يعمل بلا توقف. ويوصي بوجود فواصل زمنية لا تقل عن 3–4 ساعات بين الوجبات، يمكن خلالها شرب الماء أو شاي الأعشاب أو القهوة السوداء من دون سكر، لمنح البنكرياس فرصة للراحة واستعادة مستوى السكر الطبيعي.
يؤكد الطبيب أن البنكرياس يؤدي وظيفتين أساسيتين: إنتاج الإنزيمات لهضم الدهون والبروتينات والكربوهيدرات، وتنظيم مستوى السكر في الدم عبر هرموني الأنسولين والغلوكاغون. وعندما يعمل بلا توقف أو يتعرض للإرهاق، تتأثر وظائف الأيض وأعضاء الجسم الأخرى مثل الكبد، الأمعاء، الأوعية الدموية والجهاز العصبي.
المصدر: health.mail.ru
الأطعمة الفائقة المعالجة ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بالبدانة وداء السكري،
لوقت الآمن للعمل على الكمبيوتر دون إجهاد العينين والدماغ هو 4-6 ساعات

2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال