كشف تقرير لموقع Fast Company أنّ محرك البحث «غوغل» بدأ بفهرسة محادثات مستخدمي «شات جي بي تي» التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت، ما يحوّل تفاعلات شخصية وخاصة إلى محتوى علني يمكن الوصول إليه بسهولة ضمن نتائج البحث، في خطوة وصفها خبراء الأمن الرقمي بأنها «خطيرة ومروّعة».

آلاف المحادثات الحساسة متاحة للجميع

أظهر تحليل الموقع وجود نحو 4500 محادثة مفهرسة حتى الآن، فيما يُرجح أن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك. وتشمل هذه المحادثات تفاصيل بالغة الحساسية مثل:

- اعترافات بالإدمان
- تجارب مع العنف الجسدي
- نقاشات حول اضطرابات نفسية واكتئاب
- تفاصيل شخصية وعائلية قد تؤدي إلى التعرّف إلى أصحابها

ويكفي أن يستخدم أي شخص جزءاً من رابط المشاركة الخاص بمحادثة ما ليعثر على محتواها كاملاً، حتى لو لم يكن القصد جعلها علنية.

آلية ظهور المحادثات في البحث

أوضحت «أوبن إيه آي» أنّ روابط محادثات «شات جي بي تي» لا تُفهرس افتراضياً، بل تتطلب موافقة يدوية من المستخدم عبر مربع حواري يظهر عند إنشاء رابط المشاركة من موقع الويب:

- عند تحديد خيار السماح بفهرسة الرابط، يصبح قابلاً للظهور على محركات البحث.
- عند ترك الخيار فارغاً، يظل الرابط خاصاً ولا يظهر إلا لمن يُرسله لهم المستخدم.

اللافت أن هذا الخيار غير متاح في تطبيقات «شات جي بي تي» على الهواتف «iOS» و«أندرويد»، ما قد يزيد التباس المستخدمين حول خصوصية محادثاتهم.

مخاوف متزايدة

يحذّر الخبراء من خطورة هذا الوضع، خصوصاً أن استطلاعات حديثة أشارت إلى أن نصف الأميركيين تقريباً استخدموا روبوتات ذكاء اصطناعي لأغراض الدعم النفسي، فيما بحث ثلاثة من كل أربعة عن مساعدة للتعامل مع القلق والاكتئاب. وبخلاف الجلسات مع معالج نفسي بشري، يمكن لهذه المحادثات أن تصبح علنية في أي لحظة.

وكان سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ«أوبن إيه آي»، قد نبّه أخيراً إلى ضرورة تجنّب مشاركة معلومات شخصية حساسة عبر «أوبن إيه آي»، مشيراً إلى إمكانية إلزام الشركة بالكشف عنها بموجب أوامر قضائية.

فجوة في الوعي الرقمي

هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ واجهت شركات أخرى مثل «ميتا» مشكلات مشابهة، حيث ظهرت استفسارات مستخدمي روبوتات الدردشة ضمن خلاصات عامة. ويؤكد خبراء الخصوصية أن ضعف الوعي الرقمي لدى المستخدمين يسهم في نشر معلومات شديدة الخصوصية على الملأ، مشددين على ضرورة تعزيز الشفافية وفهم آليات مشاركة البيانات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

 

 

المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية