أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل أمرا شائعا، وإذا لم تفعل ذلك، فسوف تتخلف عن زملائك بخطوات، ولكن رغم ذلك، فقد تصبح أدوات الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" خطرة جدا إذا استُعملت خطأً.
ولهذا من المهم فهم المخاطر الأمنية الخفية التي قد تسببها هذه الأدوات من انتهاك الخصوصية إلى سرقة الملكية الفكرية، وسنذكر أبرز 6 أخطار رئيسية يجب الانتباه لها عند استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل.
من أكبر الأخطار عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في العمل مشاركة معلومات حساسة أو خاصة دون قصد، مثل بيانات العملاء أو مستندات داخلية أو حتى أفكار مهمة تعود لك أو لشركتك.
وقد تفكر في إرسال مسودة اقتراح أو عقد أو فكرة اختراع لأداة ذكاء اصطناعي لتحسينها، لكن بمجرد القيام بذلك تكون قد سلمت تلك المعلومات إلى منصة خارجية، وربما لا تكون لديك سيطرة كاملة على ما يحدث لها بعد ذلك.
وبعض الشركات المزودة لتلك الأدوات توفّر حسابات مخصصة للمؤسسات وتعد بعدم تخزين أو استخدام بياناتك في تدريب نماذجها، لكن هذا يعتمد على إعدادات الأداة وسياسات الخصوصية التي يمكن أن تتغير بمرور الوقت أو تتأثر بقوانين استثنائية.
الذكاء الاصطناعي لا يتحقق من المعلومات التي يقدمها، فهو يتنبأ بالكلمات بناء على الأنماط التي تعلمها، ونماذج اللغة الكبيرة قادرة على كتابة مستندات كاملة أو تلخيصات أو حتى اقتباسات في ثوانٍ، لكنها كثيرا ما تُهلوس –أي تنتج معلومات خطأ مع أنها تبدو قابلة للتصديق– وقد تكون هذه المعلومات على شكل مصادر وهمية أو بيانات غير دقيقة أو قضايا قانونية لا وجود لها.
ولذلك إذا قمت بنسخ محتوى من الذكاء الاصطناعي ووضعته في عرض تقديمي أو تقرير من دون مراجعة، فأنت تخاطر بنشر معلومات مضللة قد تضر بمصداقيتك ومصداقية شركتك، ولهذا من الضروري أن تراجع مخرجات الذكاء الاصطناعي وتتحقق منها على الدوام.
تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي على كميات هائلة من البيانات مثل المقالات والصور والأبحاث ومحتوى الفيديوهات، مما يجعلها في بعض الأحيان تعكس تحيزات موجودة في تلك البيانات أو لدى من قام بكتابتها.
ورغم محاولات الشركات الكبرى تعديل نماذجها لكي لا تُخرج أي محتوى مسيء أو متحيّز، فإن هذه الجهود ليست دائما ناجحة. على سبيل المثال، قد يستخدم أحد ما أداة ذكاء اصطناعي لاختيار موظفين جدد، فتنتهي الأداة باستبعاد مرشحين من خلفيات عرقية معينة دون قصد، وهو ما لا يضر فقط بالمرشحين، بل قد يعرض الشركة لقضايا قانونية مكلفة.
ليس كل تأثير في الذكاء الاصطناعي يأتي من الخارج، أحيانا يكون بسبب تفاعلك الشخصي معه، فكلما استخدمت أداة الذكاء الاصطناعي أكثر، زاد تأثر ردودها بسياق محادثاتك السابقة خاصة على المنصات التي تعتمد على ميزة الذاكرة أو تتبع الجلسات المستمرة.
على سبيل المثال إذا كنت تشغل وظيفة مدير موارد بشرية في شركة ما، وسبق وأن أخبرت "شات جي بي تي" أنك مررت بتجربة سيئة مع نوع معين من الموظفين، ثم سألته لاحقا "هل تنصحني بتوظيف هذا الشخص؟"، في هذه الحالة يمكن أن يتأثر رد الذكاء الاصطناعي بتجربتك السيئة السابقة سواء بقصد أو دون قصد، إذ إن الروبوت قد يميل إلى رأي سلبي في أي موظف جديد، لأنك أبديت رأيا سلبيا سابقا عن موظف مشابه دون أن تنتبه لهذا التحيز.
أطلقت شركة ميتا مؤخرا تطبيقا للهاتف المحمول خاصا بأداة الذكاء الاصطناعي "لاما" (Llama)، وتضمن التطبيق موجزا اجتماعيا يعرض الأسئلة والنصوص والصور التي ينشرها المستخدمون، ولكن كثيرا من المستخدمين لم يكونوا على علم بأن محادثاتهم يمكن أن تُعرض للجميع، مما أدى إلى تسرب معلومات محرجة أو خاصة.
إذا كنت تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور أو شعارات أو مقاطع فيديو أو صوت، فقد تكون الأداة نفسها تدربت على مواد محمية بحقوق الطبع والنشر، وهذا يعني أن ما تنتجه قد يحتوي -دون قصد- على عناصر تنتهك حقوق ملكية فكرية لفنان أو جهة معينة، مما يعرضك أو شركتك لخطر قانوني وربما دعاوى قضائية.
لا تفترض أن كل ما تنتجه أدوات الذكاء الاصطناعي آمن قانونيا للاستخدام، فقبل استخدام أي محتوى مولد بالذكاء الاصطناعي في عمل رسمي أو تجاري، من الأفضل دائما استشارة محامي أو الفريق القانوني في الشركة.
المصدر: الجزيرة نت
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال