خوف ورعب في أميركا والسبب "تحدي رقمي" يوم به الأطفال: سيتعرضون للقتل

خوف ورعب في أميركا والسبب

"مجرد عدم احترام الأطفال لممتلكات الآخرين ولمشاعر الناس، هو مشكلة كبيرة... لأنهم يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات".

تتسبب  خطيرة محتملة على مواقع التواصل الاجتماعي في تعريض الأطفال، وربما أصحاب المنازل، للمشكلات هذا الصيف في الولايات المتحدة، في أثناء العطل المدرسية.

اثنان من هذه المحتويات الرقمية الشائعة تحديدا ينتشران، بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وهما تحدي "UrbanEx" أو "الاستكشاف الحضري"، وتحدي "ركل الأبواب".

قالت تيتانيا جوردان، وهي مديرة التسويق والرئيسة التنفيذية لشؤون الأهل لتطبيق "Bark Technologies" للرقابة الأبوية، لقناة "Fox News Digital": "هناك ترند جديد كل يوم... تذهب إلى صفحة 'For You' (من أجلك)، وترى ما هو الرائج. وبعد وقت قصير، سترى محتوى من إنتاج الأطفال، وهذا بحد ذاته إشكالي. الكثير من الأطفال دون سن الـ13... قانونيا لا يُسمح لهم حتى باستخدام مواقع التواصل".

أوضحت أن تحديات مواقع التواصل تدفع المستخدمين لإنشاء المزيد من "المحتوى الذي يثير التفاعل"، والذي "يحمل مكونات فيروسية، ويعود للظهور مرارا وتكرارا بفضل الخوارزميات".

أضافت: "هذا النوع من المحتوى سيحصل على إعجابات، تعليقات، ومشاركات. وسيشجع الأطفال على تقليده لأنه يمنحهم الشهرة... أي تحدٍ كهذا، الأطفال لا يفكرون: 'هل هذا الفعل صحيح؟ هل هو آمن؟' بل يفكرون: 'أنا أريد التقدير'، وسيتعرض الأطفال للقتل. أعني، شخص واحد فقط يحمل سلاحا ويُركل طفل بابه، وسنكون أمام عنوان مأساوي جديد على المستوى الوطني".

تحذر وكالات إنفاذ القانون في أنحاء الولايات الأمريكية من هذين المحتويين، الأول يشجع المستخدمين على استكشاف مبان مهجورة، والثاني يدفعهم لركل أبواب غرباء. وعلى الرغم من أن تحدي ركل الأبواب موجود منذ سنوات، أصدرت عدة وكالات تحذيرات جديدة، ما يشير إلى تزايد محتمل في الانتشار خلال هذا الصيف. مؤخرا، حذرت إدارة شرطة في أوهايو من هذا التحدي، قائلة إنها تحقق في أربع حوادث وقعت في بلدة بايسفيل.

قالت شرطة بايسفيل في منشور على "فيسبوك": "بدأت تقارير عن ركل أبواب منازل بالوصول خلال ساعات منتصف الليل. وقد جمعت الشرطة أدلة من الأحياء تشير إلى أن تحديًا على مواقع التواصل يُعرف باسم 'تحدي ركل الباب' يقف وراء هذه الأفعال. المشتبه بهم لا يدخلون المنازل، بل يركلون الأبواب الأمامية ثم يفرّون من المكان".

أشارت شرطة بايسفيل إلى أن السلطات تجمع أدلة مادية من أماكن وقوع هذه الجرائم، بما في ذلك لقطات فيديو. وصرحت رئيسة شرطة بايسفيل، دالتون دولان، لـ"Fox News Digital" بأن تحديات ركل الأبواب تنقل لعبة "دق واهرب" إلى مستوى جديد، خاصة في ولايات تسمح بالدفاع المسلح عن النفس مثل أوهايو.

أكمل دولان: "إذا شعر الشخص أن حياته أو حياة أحد أفراد عائلته مهددة، يمكنه استخدام القوة المميتة في الحال... على سبيل المثال، إذا كُسر باب في منتصف الليل، وكان صاحب المنزل يعتقد أن من دخل قد يؤذيه، فسيطلق النار عليه إذا كان يملك سلاحا قريبا. وفي جنوب شرق أوهايو... رأينا هذا يحدث من قبل".

ذكر دولان أيضا أن مجرد دخول قدم الشخص إلى داخل منزل شخص آخر عبر ركل الباب يمكن أن يُعدّ تهمة سرقة بالإكراه، إلى جانب تهمة التعدي على الملكية.

لفت إلى أن أصحاب المنازل الذين يدافعون عن أنفسهم باستخدام السلاح قد يواجهون إجراءات قانونية طويلة ومعقدة. واستطرد: "وظيفتنا ستكون: إذا أطلق صاحب المنزل النار على شخص كسر باب منزله، أجراء تحقيق في الأمر. بالطبع، سنصادر السلاح المستخدم كدليل، ونأخذ إفادات وتقارير وفحوص طبية وصور وقياسات... ثم نُحيل الملف إلى مكتب الادعاء في مقاطعة غيرنسي، والذي يمكنه أن يعد جريمة قتل مسوّغة أو يحيلها إلى هيئة محلفين كبرى".

في ولاية بنسلفانيا، حذرت شرطة فليتوود في 8 يونيو من أن: "تحدي ركل أو طرق الأبواب على "تيك توك" يشجع الأطفال والمراهقين على تصوير أنفسهم وهم يطرقون أو يركلون أبوابًا عشوائية، غالبا في وقت متأخر من الليل".

كتبت الشرطة: "بينما كانت لعبة 'دق واهرب' علامة على المشاكسة الطفولية لعقود، إلا أن شباب اليوم نقلوها إلى مستوى أكثر خطورة عبر ركل الأبواب والتسبب بأضرار. وإلى جانب التكاليف المادية التي يتحملها أصحاب المنازل لإصلاح الأضرار، هناك احتمال أن يتعرض الطفل لأذى خطير أو يُقتل على يد شخص يعتقد، خاصة في منتصف الليل، أن منزله يتعرض للسطو، فيقرر الدفاع عنه؛ لأن هناك تهديدًا وشيكًا للحياة والممتلكات".

قالت شرطة "فلور ماوند" وشرطة "أوك هاربر" في واشنطن إنهما لاحظتا أيضًا انتشار التحدي على "تيك توك". وأصدرت شرطة فورت وورث في تكساس تحذيرا مشابهًا مؤخرا. وقالت: "أبلغ عن هذا التحدي في أنحاء البلاد، بما في ذلك هنا في تكساس. من الضروري أن يدرك من يشاركون في هذا التحدي أنه حتى لو لم تحدث سرقة أو جريمة، هذا التصرف غير قانوني ويُعد تخريبا، وقد يؤدي إلى توجيه تهم جنائية. والأهم من ذلك، قد يُفهم على أنه محاولة اقتحام، فيؤدي إلى ردود فعل دفاعية أو خطيرة من أصحاب المنازل".

في الوقت نفسه، تصدّر محتوى آخر يُعرف باسم "UrbanEx" العناوين مؤخرا، حيث أدى إلى سجن مستخدمي مواقع تواصل شاركوا فيه. يشجع هذا "التحدي" المستخدمين على استكشاف مبانٍ مهجورة، من مدارس وكنائس إلى مراكز تجارية وترفيهية.

أعلنت شرطة مقاطعة هاريس، وهي القطاع الأول في تكساس، مؤخرا عن اعتقال ثلاثة شبان يبلغون من العمر 18 عاما، بتهمة التعدي على استاد "أسترودوم" في هيوستن، المغلق منذ العام 2009.

ذكرت  الشرطة أن رجال الأمن في المكان رأوا الشبان يدخلون الملعب قرب منتصف الليل، ولاحقًا شوهدوا وهم يركضون في ساحة وقوف السيارات ويتسلقون سياجًا. ويواجه الشبان تهم التعدي على ممتلكات الغير. وصرح  ألان روزن، وهو قائد القطاع الأول في الشرطة، في بيان بتاريخ 10 يونيو، بالقول: "التسلل إلى مبانٍ تاريخية مغلقة أمر خطير. أنتم تخاطرون بأنفسكم وبأرواح فرق الإنقاذ، وهذا غير قانوني".

لقد حصد مقطع فيديو نُشر بتاريخ 8 يونيو يظهر داخل ملعب أسترودوم، عبر حساب "Urbex.tx" على "تيك توك"، ما يقرب من 845 ألف مشاهدة.

في العام الماضي، اعتقل شاب يبلغ من العمر 23 عامًا يُدعى غييرمو ليفلور، معروف على "تيك توك" باسم "Urbex Tarzan"، بعد أن اتُهم بالتعدي على ممتلكات خاصة في أثناء استكشاف أنفاق بخارية. ولم تكن هذه أول محاولة له في تنفيذ حيلة خطيرة لأجل الشهرة على وسائل التواصل، إذ اتُهم سابقا بمحاولة تسلق متحف ميلووكي للفنون، حسبما أفادت "FOX 6 Milwaukee".

أوضح آري لايتمَن، أستاذ الإعلام الرقمي والتسويق في كلية هاينز في جامعة كارنيجي ميلون، لـ"Fox News Digital" أن: "محتويات مواقع التواصل تشبه ألعاب "الحقيقة أم التحدي" القديمة، ولكن "بنسخة مضاعفة ومضخمة".

تابع: "أنت الآن تصل إلى عشرات الآلاف من الأشخاص. أنت لا تتحدى أحدًا وجهًا لوجه"، مردفا: "لماذا يفعلون ذلك؟ هل فقط للحصول على إعجابات؟ وهذه الإعجابات قد تتحول إلى متابعين، والمتابعون قد يجلبون معلنين، والمعلنون قد يعينون أرباحا للبعض؟ هل هذا حتى حقيقي أم أنه من إنتاج الذكاء الصناعي؟"

يدافع بعض مؤيدي تحدي "UrbanEx" بالقول إنه يسلط الضوء على مبان تاريخية جرى التخلي عنها، وتُركت لتنهار، فيما يدعو العديد من مستخدمي مواقع التواصل قادة المدن المحلية لإعادة إحياء مدارس ومنازل وكنائس وأماكن فعاليات مهجورة.

بينت جوردان: "مجرد انعدام الاحترام العام بين الأطفال اليوم، سواء لممتلكات الآخرين في الفصول الدراسية أم لمشاعر الناس، هو مشكلة كبيرة. إنهم يفتقرون إلى التعاطف والاحترام لأنهم يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات، ولا يفهمون المشاعر الإنسانية الواقعية". ونصحت الآباء بالانضمام إلى مجموعة على فيسبوك تُدعى "Parenting in a Tech World"، حيث "يتبادل آباء يعيش أطفالهم هذه التجارب في الوقت الحقيقي محتويات التحدي. كما نصحت الأهل بالتحدث بصراحة وهدوء مع أطفالهم في ما يرونه على الإنترنت، والبحث على غوغل عن التحديات المنتشرة.

أكملت: "ربما يلعب طفلك لعبة "Roblox" وأنت تعتقد أنها غير آمنة. ابحث على غوغل عن مخاطر "Roblox". أظهر لطفلك كيف تعرض أطفال آخرون للأذى على يد بالغين استدرجوا عبر تلك المنصة، حتى يدرك أنك لست فقط تبالغ في الحماية".

ختمت بالقول: "كل ما يمكنك فعله هو إجراء محادثات صادقة وهادئة معهم، لا أن تتحدث إليهم أو تتحدث عليهم، بل اسألهم عما شاهدوه. ما رأيهم؟ ما مخاطر التجول في مبنى مهجور وتصويره؟ ربما يقولون إنهم لا يعرفون، وهذا بحد ذاته يمكن أن يفتح بابًا للنقاش".

المصدر: "نيويورك بوست"

مواضيع مرتبطة

غوغل تقرأ رسائل"واتسآب تلقائيًا.. هل أصبحت خصوصيتك في خطر؟

هذه الميزة تعمل حتى عند إيقاف خاصية تتبع نشاط "جيميني"، خلافا للإصدارات السابقة.

تحديث لـتليغرام بميزات تفاعلية تسهّل تنسيق المهام والنشر المدفوع

بإمكان المستخدمين اقتراح منشورات للقنوات التي يشتركون بها.

واتسآب يقدّم حلاً ذكيًا لمتابعة المحادثات من دون قراءتها بالكامل

تعتمد الميزة،على تقنيات الذكاء الصناعي من ميتا لتوليد ملخصات موجزة للرسائل.