المزاج حال نفسية أساسية، قد تكون إيجابية (جيدة) أو سلبية (سيئة). ويختلف المزاج عن الطباع وسمات الشخصية، وهي من الخصائص التي تبقى مدة أطول. وتُعد تقلبات المزاج أمرًا طبيعيا ولا تكون مؤشرا على مرض أساسي إلا عندما تكون مفرطة ومستمرة وتتعارض مع مجرى الحياة اليومية.
المزاج المتقلّب يمكن أن يصيب الصغار كما الكبار تماما. وتدور هذه التقلّبات حيال كيفية انسجام الأطفال مع عائلاتهم في المنزل، أو مع أقرانهم وأساتذتهم في المدرسة.
تقول المستشارة النفسية والتربوية رولا أبو بكر إن: "لمزاج الطفل تأثيرات بعيدة المدى في أدائه التعليمي، إذ بحال كانت لسلبية (الحزن أو القلق) ينخفض لديه التركيز والتحفيز وتلقي الدروس وفهمها..". كما يؤثر المزاج في التفاعلات الاجتماعية، فعندما يكون مزاج الطفل مرحا ينعكس ذلك إيجابا في تفاعله مع أقرانه ومدرّسيه، فيبني علاقات ذات مغزى ويعزّز بيئة تعليمية داعمة.
بخلاف المزاج السلبي، والذي يؤدي إلى الانسحاب وصعوبات في التواصل مع الآخرين، فيعيق نمو الطفل الاجتماعي، إذ ترتبط الراحة العاطفية ارتباطا وثيقا بالمزاج أيضا. ويمكن أن تؤثر تقلبات المزاج في تقدير الطفل لذاته وصحته العقلية، ما يؤكد أهمية تأمين بيئة عاطفية مناسبة، كما تقول المستشارة النفسية.
التواصل الفعال
ترى المستشارة رولا أبو بكر أن التواصل الفعال بين أولياء الأمور والمعلمين والمستشارين يُعد أمرا ضروريا لفهم تطور الطفل الشامل ودعمه. ويمكن للوالدين والمعلمين والمستشارين تحديد نقاط القوة لديه ومواهبه واهتماماته من خلال الحوار المفتوح معه وبعد تعريضه لبيئات مختلفة.
تتيح هذه المعرفة مجموعة من الفرص الجيدة للدعم والإثراء، بهدف تمكين الطفل من التفوق في المجالات التي يبدو قويا فيها. في المقابل، يتيح الاتصال تحديد نقاط ضعف الطفل وتعديلها. ويمكن للوالدين والمعلمين والمستشارين تنفيذ إستراتيجيات وتدخلات فردية تعزّز نمو الطفل وتقدمه، بحسب رولا.
كما تشير المستشارة النفسية إلى أنه يمكن استخدام وسائل الاتصال الرقمية، مثل البريد الإلكتروني أو المنصّات الرقمية، للحفاظ على الاتصال المنتظم بين المعلمين وأولياء الأمور، وتبادل المعلومات ذات الصلة، ما يؤدي إلى إنشاء أساس قوي للتواصل، وإيجاد بيئة مواتية لنجاح الطفل.
مزاج الطفل
يقول مستشار الطب النفسي للأطفال الدكتور أمجد جميعان إن معرفة مزاج الطفل مهمة جدا في التعامل معه، سواء من جانب الأهل أم المعلمين في المدرسة، موضحا أن هناك أنواعا وأشكالا عدة للمزاج عند الأطفال. ويشير جميعان إلى أن دراسات شهيرة حاولت معرفة مزاج الطفل، مثل الدراسة الطويلة التي قام بها عالما النفس ستيلا تشيس وألكساندر توماس، والتي قسمت الأطفال إلى 3 مجموعات:
كما يشير تشيس وتوماس في الدراسة إلى أن هناك 9 سمات تؤثر في المزاج، وهي: النشاط، والإيقاع والانتظام، والاستجابة للأشياء الجديدة، والقدرة على التكيف، والحساسية، والرد، والترتيب، والتشتت، وفترة الانتباه. ويرى المستشار جميعان أن سمات أمزجة الأطفال متعددة، وكل طفل يختلف عن الآخر، ثم يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية قياس رد الطفل في مواقف معينة، والتخطيط لنشاطات هادفة لتأمين بيئة بناءة للطفل في المدرسة.
مزاج الطفل وتحسين تجربته المدرسية
نشر موقع "غريت سكولز" (greatschools) تقريرا عن أهمية تعاون الآباء مع المعلمين في فهم مزاج الطفل لتحسين تجربته في المدرسة من خلال النقاط التالية:
المصدر: الجزيرة+ مواقع إلكترونية(مع التصرف)
احكِي لطفلك قصص الشجعان والأبطال واختاري القصص الحقيقية التي تزخر بها كتب التاريخ.
عليك محاكاة ظروف الامتحان في المنزل من خلال إعداد اختبارات تجريبية.
شعبية فيديوهات "استعدي معي" هدفها تجاري يسوق لمعلومات طبيّة خطيرة
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال