إعداد ومقابلة: زينب حمود/ خاص موقع "أمان الأطفال"
لم يعد خافيًا على أحد ما نتعرض له من حرب ثقافية شرسة؛ تحاول بشتى الوسائ الوصول إلى عقول أطفالنا وغرس مفاهيم مغلوطة لا تتناسب وقيمنا ومبادئنا الأخلاقية وعاداتنا في المجتمعات العربية، بشكل عام والإسلامية بشكل خاص.. إنها حرب صناعة الأجيال.
أهم أساليب هذه الحرب الناعمة هي الإنتاج الفني السينمائي للأطفال، والذي يستخدم آداةً لدس السم في العسل. إذ إن عبر الإبهار والألوان والمشاهد السينمائية الجذابة يمرر، وبشكل علني، وخصوصًا في الحقبة الأخيرة، مبادئ شاذة عن الزواج والأسرة، وصلت إلى حد التشجيع على الشذوذ الجنسي.
انطلاقًا من هذا الواقع؛ تبرز أهمية الاهتمام بالإنتاج الفني السينمائي الهادف للأطفال في مجتمعنا، والذي يقدم بديلاً ثقافيًا مناسبًا عن الشخصيات الكرتونية المعروفة، ويسهم في تنشئة الأجيال المقبلة على قيم أخلاقية وتربوية هادفة، ويوفر لهم عالما خياليا يعزز فهمهم للمحيط ويعلمهم كيفية التعامل مع المواقف الحياتية المختلفة.
شركة ميم للإنتاج الثقافي والإعلامي وضعت هدف التصدي لهذه الحرب الناعمة نصب عينيها، وأخذت على عاتقها هذا التحدي الكبير للحفاظ على هويتنا الثقافية بوجه محاولات تشويهها. وكان الطفل والجيل الناشئ محور عملها.
موقع "أمان الأطفال" التقى مع المدير التنفيذي للشركة جواد رميتي؛ وكان له لقاء خاص معه؛ تناول فيه أهداف الشركة وآخر إصداراتها فيلم "وولينا"، والذي يعرض حاليا في قاعة رسالات وصالات السينما في مختلف المناطق اللبنانية.
رميتي أكد أنه، ومع بداية تأسيس الشركة في العام 2017، ركزت عملها على ثلاثة مبادئ أساسية؛ وهي: تقديم الترفيه الهادف للأطفال، خلق البدائل الثقافية، نمذجة شخصيات كرتونية محببة للأطفال تحمل القيم والأخلاق التربوية والإنسانية.
طيّعت الشركة أهدافها في خط إنتاج ثقافي متنوع، يضم إصدارات للكتب والألعاب والأفلام السينمائية. ووفقًا لــــ"رميتي"، لاقت هذه الإصدارات قبولاً واسعًا في مجتمعنا المتعطش لهكذا نوع من الإنتاج الهادف الذي يغرس مفاهيم الصبر والانتظار والتحدي، ويحمل في طياته قضايا سياسية ومعنوية وأخلاقية ودينية. من هذه الأفلام، "الفيل الملك" الذي حصد مئة ألف مشاهدة و"أميرة الروم" و"العودة" و"لوبيتو".. وآخرها الفيلم "ووولينا".
شدد المدير التنفيذي لشركة ميم أن فكرة فيلم "وولينا"- يعرض حاليًا في مسرح "رسالات"- مستقاة من واقعنا الحالي. إذ بعد العدوان الصهيوني الأخير على لبنان والحرب التي عاشها أطفالنا، وما يعيشونه اليوم، كان لا بد من فيلم يحمل ثقافة المثابرة والتحدي والصمود وملاحقة الأحلام والثقة بالقدرات على الرغم من الصعوبات. كما يتناول أهمية القيادة والعمل الجماعي والتضامن في مواجهة الظلم، ويحثّ على الشجاعة والمغامرة.
الفيلم يحكي قصة فتاة صغيرة ذات ألوان محببة للأطفال "وولينا". . هي قصة حلم صغير في مواجهة عالم لا يقبل التغييير؛ فـــ "وولينا" التي تحلم منذ نعومة أظافرها بالتحليق عاليا وقيادة طائرة، تعيش في قرية اختار أهلها البقاء فيها على الأرض. واجهت "وولينا"، في طريق تحقيق حلمها، العديد من الصعوبات، وواجهت أشرارًا احتكروا السماء لأنفسهم، لكنها في النهاية، وبمساعدة أصدقائها وبإرادتها الحرة وتصميمها، حققت حلمها وطارت عاليا، ولم تستلم مع أنها فشلت مرات عدة.
لفت "رميتي" إلى أنه، وبعد وضع فكرة الفيلم بناء على واقعنا الحالي، مستفيدًا من دراسات واستبينات من جهات تربوية واجتماعية، بدأت مراحل إنتاج الفيلم،و التي لم تخل من تحديات كبيرة، شملت صعوبة في الإنتاج والحاجة إلى إمكانات مادية كبرى؛ إضافة إلى المتطلبات التقنية العالية. وأشار "رميتي": "أننا نعاني نقصًا في كتّاب أفلام يستطيعون أن يكتبوا نصًا مرئيًا، وفي الوقت نفسه يكون مناسبًا تربويًا وجذابًا للأطفال، خصوصًا في ظل التحديات التي نواجهها عالميا.
تحدث "رميتي" عن الجانب التقني لأفلام الرسوم المتحركة، حيث ينفذ الفيلم داخل لبنان في الشركة، وبالتعاون أيضا مع جهات وشركات خارج لبنان لأهمية الإنتاج الثقافي والإعلامي "جميل صوريا" قادر على المنافسة ليس فقط في لبنان؛ حتى في دول العالم أيضا. هنا؛ لفت إلى هدف محدد للشركة، وهو ليس فقط التصدي للحرب الناعمة، إنما مهاجمتها عبر إنتاج فني يحمل قيمنا المجتمعية وإصداره إلى الخارج.
بخصوص المتابعة التربوية للنص والفيلم؛ أكد المدير التنفيذي أن هناك مشرفين تربويين يعملون على تدقيق النص ثقافيًا وتربويًا، بهدف وصول المفهوم والفكرة إلى الطفل في أفضل صورة ممكنة. وتدقق الصورة، كذلك، وأشكال الشخصيات وأسمائها مع مراعاة الجانب التربوي. في هذا السياق، شدد "رميتي" على أهمية دور الأهل والمربين في مشاهدة الفيلم مع الطفل، وإعادة تركيز وتثبيت المفاهيم والقيم والأهداف التربوية المطروحة في عقول أطفالهم ونفوسهم، فالمطلوب هو التكامل بين الجهة الثقافية المنتجة والأهل.
لفت المدير التنفيذي لشركة ميم للإنتاج الثقافي الإعلامي "جواد رميتي" إلى أن نسبة الإقبال، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، على فيلم "وولينا" كانت عالية جدًا مع اقتراب انتهاء عرضه، وهو ما يؤكد ازدياد الوعي المجتمعي بأهمية الدور التي تؤديه هكذا أفلام في تنشئة الأطفال.
كما أشار "رميتي" إلى أن الشركة تحرص على إجراء تقويم داخلي على مستوى الشركة للفيلم، بالنسبة إلى نسبة الإقبال وتحقيق هدفه التربوي، مؤكدًا إجراء استبانات وتقصي آراء الاهل بالفيلم. في هذا الصدد، قال "رميتي" إن فيلم "وولينا" حقق أهدافه وأن 80 إلى 90% من الآراء كانت إيجابية وتوافقية مع أهداف الشركة، لافتا إلى أن الشركة دائما ما تأخذ بالحسبان أي نقد بناء لتحسين إنتاجها في المستقبل.
في ختام المقابلة، لفت "رميتي" إلى أن الشركة تعمل على نمذجة شخصيات أفلامها، لتبقى عالقة في أذهان الأطفال من خلال تصميم ألعاب وقصص ودفاتر تلوين وأشكال للشخصيات. وأشار إلى أن مفعول الفيلم قد ينتهي بعد مدة من مشاهدته، أما القصة أو اللعبة التعليمية التي الشخصية البطلة هي محورها تبقى أمام الطفل لتذكره بالمفاهيم التربوية التي تعلّمها.
الأختصاصيون يحذرون من أن هذا النوع من المحتوى السريع والمحفّز يؤدي إلى نوبات غضب
بوابة سحرية لا تُفتح إلا بخمسة مفاتيح وغصن زيتون، يسافر الأطفال من الرباط إلى مدينة القدس ..
تكاد لا تنجو واحدةٌ من بطلات «ديزني» من معاناةٍ نفسية.
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال