يبدو أنّ عددًا كبيرًا من أفراد الجيل Z يعانون من قلق متزايد تجاه رنين الهاتف، ويفضلون وسائل التواصل الأخرى على إجراء المكالمات الصوتية.
في تصريح لـ CNBC، تلفت مستشارة المهن في «كلية نوتنغهام» في المملكة المتحدة ليز باكستر أنّ الجيل Z (المولود بين عامَي 1997 و2012) يعاني «رهاب الهاتف»، وهي ظاهرة حديثة نسبيًا تصف الخوف من إجراء أو استقبال المكالمات الهاتفية.
فقدان مهارات التواصل الهاتف
باكستر التي تقدم الدعم للطلاب الذين تراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا وما فوق، توضح أنّ الجيل Z لم تتح له الفرصة لاستخدام الهاتف بالطريقة التقليدية، إذ لم تعد المكالمات الصوتية الوظيفة الأساسية للهاتف، بل أصبح الاعتماد الأكبر على الرسائل النصية والملاحظات الصوتية، ما أفقدهم مهارة التعامل مع المكالمات. وأضافت أن كثيرًا من طلاب الكلية يواجهون صعوبة في تجاوز المقابلات الهاتفية التي تعد مرحلة أولية في عمليات التوظيف، بسبب افتقارهم إلى الوعي والثقة اللازمة لإدارة المكالمة.
ورش عمل لاستعادة مهارات الهاتف
لمواجهة هذه المشكلة، نظمت الكلية ندوة عن «رهاب الهاتف»، في جزء من سلسلة جلسات تهدف إلى تعزيز المهارات المهنية للطلاب. تتضمن الجلسة تمارين محاكاة لمواقف يومية، مثل الاتصال بالطبيب لحجز موعد أو الإبلاغ عن غياب بسبب المرض. كما يُطلب من الطلاب الجلوس ظهرًا لظهر أثناء التدرب على المكالمة، حتى لا يتمكّنوا من رؤية الطرف الآخر، ما يُحاكي تجربة المكالمة الحقيقية.
تؤكد باكستر أن حضور جلسة واحدة فقط يمكن أن يعزز ثقة الطلاب بشكل ملحوظ، إذ يزيل الغموض حول كيفية إدارة المكالمات الهاتفية.
التأثير النفسي لجائحة كوفيد-19
تعزو باكستر ارتفاع معدل «رهاب الهاتف» جزئيًا إلى العزلة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، قائلة: «إذا فقد الشباب عامين من التفاعل الاجتماعي الطبيعي، فمن المنطقي أن يؤثر ذلك في ثقتهم بالتعامل مع المواقف الاجتماعية، وخاصة تلك التي تضعهم في سياقات غير مألوفة».
الخوف من المجهول وردود الأفعال غير المرئية
يرجع قلق الجيل Z من المكالمات الهاتفية إلى «الخوف من المجهول»، إذ يربط البعض بين رنين الهاتف وتلقي أخبار سيئة. ووفقًا لاستطلاع أجرته Uswitch في العام 2024 على 2000 شخص في المملكة المتحدة، فإنّ 24% من الفئة العمرية بين 18 و34 عامًا لا يجيبون على المكالمات الهاتفية أبدًا، بينما يفضل 61% تلقي رسالة نصية بدلًا من مكالمة صوتية.
كما أظهر الاستطلاع أن أكثر من 50% من الشباب بين 18 و24 عامًا يعتقدون أن المكالمات المفاجئة تعني أخبارًا سيئة، بينما يفضل 48% التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويفضل أكثر من ثلثهم الرسائل الصوتية.
في هذا الإطار، تشير باكستر إلى أنّ غياب الإشارات البصرية في أثناء المكالمات الهاتفية يزيد من قلق الجيل Z، قائلة: «يجد عدد من طلابنا راحة أكبر في استخدام Microsoft Teams لأنه يتيح لهم قراءة تعابير الوجه وتفسير ردود الأفعال، بينما في المكالمات الصوتية، يشعرون وكأنهم يحاكمون من دون أن يكون لديهم أي مؤشرات مرئية تساعدهم في تفسير الموقف».
استعادة الثقة والسيطرة
تضيف باكستر، في الوقت نفسه، أنّ المكالمات الهاتفية لا يجب أن تكون تجربة مرعبة، مؤكدة أنّه يمكن التغلب على القلق عبر التحضير الجيد. وقالت «الجميل في المكالمات الهاتفية أنكم تستطيعون الاستعانة بالملاحظات اللاصقة أو كتابة نقاط تساعدكم في ترتيب أفكاركم في أثناء الحديث، وهو أمر لا يمكن فعله في التواصل المباشر».
كما تنصح بضرورة إعداد بيئة هادئة قبل المكالمة والتأكد من شحن الهاتف، والبحث عن الجهة المتصلة إذا كانت المكالمة تتعلق بمقابلة عمل، وكتابة نص إرشادي صغير لتجنب الارتباك.
في النهاية، توصي باكستر أيضًا بتمارين التنفّس العميق قبل المكالمة لتخفيف التوتر، موضحة أن أخذ نفس عميق، وحبسه لثوانٍ، ثم إخراجه ببطء، يمكن أن يساعد في تهدئة ضربات القلب وتعزيز الشعور بالاسترخاء.
التقنيات المطورة لـ«كورليو» في تحسين الأجهزة المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية.
"ننطلق مع ميزات أساسية فعلا، مع القليل من معلومات السياق حول اهتماماتكم".
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال