خبير روسي يؤكد خطورة الشبكات العصبية في تلفيق الأخبار الكاذبة

خبير روسي يؤكد خطورة الشبكات العصبية في تلفيق الأخبار الكاذبة

تخيّل نفسك تستيقظ صباحًا لترى منشورًا يقول إنك في السجن بتهمة تزوير العملة الوطنية..!!

أدرجت الشبكة العصبية ChatGPT، الأسبوع الماضي، أستاذ القانون جوناثان تورلي على قائمة المحامين المزعوم تورطهم في قصة غير قانونية. تبيّن أنّ هذه الاتهامات باطلة، والمعلومات مأخوذة من مقال غير موجود في صحيفة "واشنطن بوست". وتحدث خبير تكنولوجيا المعلومات الروسي روديون قديروف لصحيفة "غازيتا. رو" عن المعلومات المضللة المتعلقة باستخدام الشبكات العصبية.

أشار المتخصص إلى أن مشكلة المحامي "ليست مجرد حادثة معزولة"، بل هي "مثال على قدرة النماذج اللغوية الحديثة، مثل ChatGPT من OpenAI، في توليد معلومات كاذبة تعرض سمعة الناس وحتى حياتهم للخطر". ولاحظ قديروف أن الأمر المثير للقلق بشكل خاص هو أن "الهلوسة" المتعلقة بالشبكات العصبية أصبحت طبيعية وتنشأ بسبب خصوصيات عملها.

أوضح الخبير أن مثل هذه الإخفاقات تحدث عندما تبدأ نماذج الذكاء الاصطناعي في محاولة للإجابة على أي طلب، بـ"اصطناع" المعلومات. ويحدث هذا عندما يتطلب الأمر حجمًا معينًا من المعلومات، بينما لا تحتوي الشبكة العصبية على بيانات كافية لإكماله. وأوضح المتخصص: "على سبيل المثال، إذا طلبت من شبكة عصبية ذكر 10 أسماء مرتبطة بحدث ما، فيمكنها أن تأتي بسبعة خبراء، حتى لو كانت على علم في الواقع بثلاثة أسماء فقط".

لا تقتصر المشكلة المتعلقة بهذا النوع من المعلومات الخاطئة على النص فقط. ففي أذار/ مارس الماضي، نشر تصور يُزعم أنه يُظهر اعتقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأنشئت هذه الصور المزيفة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبعد ذلك انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي.

سلط الخبير الضوء، أيضًا، على عدم وجود ضوابط فعالة من جانب منصات التواصل الاجتماعي، فضلاً عن الحاجة إلى معايير ولوائح أكثر صرامة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مثل هذه المجالات الحساسة". ودعا الناس إلى الاهتمام بجودة المحتوى والانتباه إلى التفاصيل؛ لأن جودة النسخة المزيفة غالبًا ما تكون أقل من جودة المحتوى الأصلي.

المصدر: موقع أرتي الروسي باللغة العربية

مواضيع مرتبطة

وهم التفكير.. حينما تتظاهر الآلة بأنها تفكر

النماذج اللغوية الحديثة تُظهر سلوكًا يشبه التفكير، لكنها في الواقع تكرر أنماطًا لغوية من دون وعي أو فهم حقيقي

الذكاء الصناعي والفجوة الرقمية.. هل تصنع المناهج جيلًا يبتكر بهويته؟

كيف نتحول من الاستهلاك إلى الإنتاج؟ الجواب يبدأ من المدارس والجامعات.

«الذكاء الفائق».. الحلم العظيم أم التهديد الأكبر؟

الهدف المعلن من تطوير «الذكاء الفائق» هو تعزيز رفاهية الإنسان وتحريره من أعباء الحياة اليومية.