خاص موقع "أمان الأطفال"/ ياسمين مصطفى الطحان
يتبوأ اللّعب مكانة مهمة في حياة الطفل؛ ولكن عندما يبني عالمه الخيالي يتوسّع في حياته يبدأ الخوف والحذر الشديد عند الأهل. فهل "اللّعب التخايلي "مرض نفسي؟
عرّفت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال اللّعب التخايلي أو التخيلي أنه :" نشاط ذو دوافع جوهرية، ويستلزم مشاركة نشطة من الوالدين للطفل، ويؤدي إلى اكتشاف أشياء ممتعة وعفوية ويسهم في التطور المعرفي والاجتماعي والعاطفي"". و"اللّعب التخيُلي" هو سلوك فطري، يستخدم الطفل خياله الواسع؛ يتظاهر أنّه شخصية أخرى كي يؤثر في صديقه الحقيقي الذي يلعب معه، أو قد يتصوّر شيئًا ما على أنّه شيء آخر مع إدراكه للبيئة الحقيقية؛ فقد يتخيل نفسه طبيبًا أو مدرّسًا أو شرطيّا أو مقاومًا .. وأيضًا قد يتخيّل الموزة هاتفًا يتحدث إليها.
في مقابلة مع موقع "أمان الأطفال"؛ تقول الدكتورة حنان مرجي، وهي متخصّصة في علم النفس عيادي- توافقي، يبدأ اللّعب التخايلي عند الأطفال بدءًا من مراحل الطفولة المبكرة؛ إذ إنّ الطفل يضفي روحًا على الأشياء الجامدة، وبالأخصّ على ألعابه، مهما اختلفت أو تعددت وكثرت. على سبيل المثال؛ يتكلّم الطفل مع الكرة كأنها شخص، أي بمعنى آخر هو يلاعب نفسه بنفسه. في المرحلة الثانية عندما يصل الطفل إلى عمر يدرك فيه المواضيع الاجتماعية ينتقل من اللّعب التخايلي الى التفكير الذهني؛ فنلاحظ أنّه بدأ بمحاورة نفسه والتحدّث معها.
كما يمكن ان يبدأ الأطفال بممارسة اللّعب التخايلي وهم بعمر 12 و 18 شهرًا، وتتطوّر مهاراتهم هذه مع مرور الوقت، حتى تصل ذروتها في عمر من ثلاث إلى خمس سنوات. وفي عمر الثلاث سنوات، يتمكّن جميع الأطفال من التمييز ما بين أحداث الحياة الحقيقيّة والتظاهر من خلال اللّعب التخيُلي. وبحدود عمر 11 سنةً تتلاشى ظاهرة اللّعب التخيُلي عند معظم المراهقين. واللّعب التخايلي- كما عرّفته الدكتورة مرجي- بحسب علم النفس هو حال طبيعية عند الأطفال، يتواصل من خلاله مع الأشياء وينمّي المهارات؛ حيث يقوم بتآثر بصري ويدوي ويتدرّب على الحياة الاجتماعية.
تجيب الدكتورة حنان أنه يؤدي دورًا مهمًا في مساعدة الطفل في التعبير عن مشاعره وتطوير شخصيته من خلال اللّعب بشكل عام. كما أنّ اللّعب التخايلي هو نوع من أنواع التعويض عن الحرمان العاطفي وعدم أو قلة وجود أصدقاء؛ لأنّ الطفل بحاجة ماسة إلى التفاعل في بيئة تشبه بيئته، أطفال وراشدون، لينمّي طرائق فنون التواصل والمهارات الاجتماعية.
هذا؛ ويطور الأطفال الصغار مهاراتهم الاجتماعية من خلال مراحل اللّعب التخايلي، وجميعها مهمّة لنموهم. وهي تتضمن جميع مراحل الاستكشاف والإبداع والاستمتاع.
تشير الدكتورة المتخصصة في علم النفس عيادي- توافقي إلى أنّ مشاهدة الأطفال لأفلام الكرتون سلاح ذو حدين لما لها من إيجابيات وسلبيات؛ إذ تتضمن مؤثرات بصرية وسمعية تبهرهم وتأخذهم الى عالم الخيال، وتكسبهم بعض المهارات والمعارف التي يفتقدونها في محيطهم، هذا من جهة الإيجابيات.
الأفلام تغذي اللّعب التخايلي عند الطفل، والمواضيع الخيالية دائمًا ما تؤثر على تنشيط خياله، وخصوصًا عند المراهق والبالغ والراشد. وهي ليست مضرة؛ بل على العكس لها تأثير إيجابي؛ لأنها من الممكن أن تكون محفزًا للإبداع والإنتاج. ولكن قد يكون تأثيرها سلبيًا إذا كان محتواها مضرًا أو غير نافع، إذا كان يعرض العنف والبذاءة، ويروّج للانحراف.. هنا تكمن الخطورة؛ لأنّ الطفل من الممكن أن يكتسب ثقافة ومعلومات خاطئة، فينحرف سلوكه وتضطرب شخصيته لاحقًا.
لذلك توصي الدكتورة مرجي أنّه من الضروري جدًا أن نراقب ما يشاهد أطفالنا، ونكون واعين وحذرين للأهداف والمكتسبات التي يمكن أن يكتسبوها من الأفلام، والتي تؤثر على شخصيتهم. إذ يعتقد علماء النفس المختصّصون أنّ اللّعب التخيُلي عنصر أساسي ومهمّ في تطور نمو الأطفال. وفي دراسة مستفيضة بهذا الموضوع؛ تمكّن الباحثون من استنتاج أن اللّعب التخيُلي قادر على التنبؤ بمهارات الأطفال على استيعاب المشكلات وحلها ومقدار العاطفة لديهم.
في دراسة أخرى؛ لاحظوا أنّ مشاركة الأطفال في اللّعب التخيُلي مع الأطفال الأكبر منهم سنًا يقودهم إلى مستوى أعلى من القدرات الإدراكيّة والاجتماعيّة واللغويّة، الأمر الذي سينعكس إيجابيًا على تطورهم. علاوة على ذلك؛ وفي دراسة تجريبية، توصل الباحثون إلى أن اللّعب التخايُلي يعزز قدرة الطفل على السرد القصصي وترابطه مع إبداع على اختلاف أشكاله. لذلك توصي الأبحاث البالغين بتشجيع الأطفال على اللّعب التخيُلي ومشاركتهم في نشاطاته بسبب ارتباطه بالمهارات القيمة.
1. إذا قام الطفل بحركات خطيرة بناء على طلب صديقه الوهمي، وأصبح يعاني اضطرابًا في سلوكياته.
2. إذا انعزل عن محيطه الاجتماعي واختزله بهذا الصديق فقط.
3. يصبح الطفل أكثر هدوءًا بشكل غير طبيعي، ويلوم صديقه الوهمي على أحداث خياليّة، كما يزداد تعلقًا به.
4. إن تجاوز عمره أكثر من خمس سنوات، وما يزال يتعامل مع الصديق الوهمي كأنه حقيقي.
إزاء هذا السلوكيات التي تظهر على طفلك، لا بدّ لك من التعامل الفوري معه. لذلك تنصح المتخصّصة الدكتورة حنان مرجي بالآتي:
1. اطرحي أسئلة عن صديق الخيالي، مما يخاف وما يحب؟ .. أجوبته هي معبّرة عن مشكلات طفلك نفسه.
2. اشتركي معه في اللّعب، واحجزي مكانًا للصديق المتخيل؛ حتى تكتشفي مدى المساحة التي يعطيها طفلك له.
3. لا تسمحي بالتجاوز؛ إذا كان طفلك دومًا يتحدث بلسان صديقه الخيالي في كل أمر، عليك تنبهيه إلى ضرورة أن صديقه هذا قد يأخذ مكانه في كل شيء، وتاليًا يجب أن يحدثك عن نفسه ومتطلباته هو لا صديقه ذاك.
4. لا تسمحي له بكسر الحدود؛ فقد يتحجج بأنّ صديقه يريد هذا وذاك؛ فعليك البتّ في الأمر فورًا كي يفصل بين الواقع والحقيقة.
5. لا تتحدي وجود الصديق الخيالي أو إجبار طفلك على التخلي عنه؛ هو مع مرور الوقت سيتخلّى عنه بشكل طبيعي، عندما يصبح أكثر التصاقًا بالواقع.
"اللّعب التخيلي" هي حال يعيشها الطفل تنتهي مع إدراكه للقانون الاجتماعي المحيط به، ويتفاعل مع أطفال آخرين. كما توصي الدكتوة مرجي- عبر موقع "أمان الأطفال- أنّه من الضروري الانتباه للطفل الوحيد الذي يلعب وحده، ولا يمكن معرفة ما يتخيله لانه يلعب بصمت وهو يتخيّل صديقًا له يحادثه على الداوم. ولتقويم مدى خطورة هذا الوضع الذي يعيشه الطفل أو مدى صحّته يجب التركيز على هدف المحتوى من اللّعب ونراقب آثاره لنتفادى الانحراف والعنف.
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
يصعب على كل ولي أمر أن يُقال له: طفلك يسبب الإزعاج.. فماذا يفعل؟
تبدو بعض الأعراض أكثر وضوحًا كأن يصرّح الطفل بعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة..
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال