في بعض الأحيان، لا يعرف بعض الأطفال كيفية كبح رغباتهم وامتلاكهم لبعض الأشياء، والتي قد يسرقونها من دون أن يدركوا عواقب أفعالهم. ومع ذلك، إذا حدث هذا بشكل متكرر، فقد يعتاد الطفل على السرقة. فإذا وجدت نفسك في هذا الموقف الحساس والمثير للقلق، فقد تحتارين، مثل معظم الأمهات، بشأن ما يجب فعله عندما يسرق طفلك. غالبًا ما تنشأ الرغبة في السرقة من دوافع عند الطفل تجعله ينغمس بتلبية احتياجاته، حتى إذا كان ذلك بوسائل غير أخلاقية، لذلك يجب القضاء على هذه العادة منذ سن مبكرة.
في ما يلي وفقًا لموقع "بولد سكاي" بعض الأسباب التي قد تجعل الطفل يقوم بالسرقة.
1. نقص الفهم عند الطفل
من الشائع أن يأخذ الصغار، والأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، متعلقات الآخرين، وقد يفعلون ذلك بدافع البراءة؛ لأنهم لا يعرفون أن أخذ شيء يخصّ شخصًا آخر يعدّ سرقة. فهم في هذا العمر، يفتقرون إلى فهم واضح لكيفية تأثير السرقة في الآخرين؛ فقد يأخذون شيئًا ولكنّه ليس بغرض السرقة حقًا؛ بل بغرض أن جميع الأشياء هي ملكهم.
2. هوس السرقة
قد لا تنشأ الرغبة في السرقة دائمًا بسبب نقص المال، ففي بعض الأحيان، قد لا يتمتع الطفل بالقدرة على ضبط النفس لمقاومة الرغبة في اقتناء الأشياء التي يرغب فيها، ما قد يؤدي ذلك إلى سرقة المنتجات من المتاجر، أو سرقة بعض العناصر من منزل أحد الأصدقاء. يمكن، أيضًا، أن تؤدي هذه الرغبة التي لا يمكن السيطرة عليها إلى أخذ الأشياء من دون إذن إلى مرض صحي عقلي، وهو "هوس السرقة". إذ يكون لدى الطفل اختلاف في هياكل الدماغ، ما يؤدي إلى عدد أقل أو أضعف من اتصالات الدماغ، وقد يشعر بالعديد من المشاعر مثل الخجل والتوتر والشعور بالذنب من السرقة، ويحاول التعويض عن هذا التصرف بالتبرع بالأشياء المسروقة للجمعيات الخيرية أو إعادة العناصر المسروقة وسداد ثمنها إلى الشخص. لذلك؛ يجب علاج الطفل، في وقت مبكر، لأن مثل هذا الاضطراب النفسي يسبب له مشكلات في المستقبل مثل صعوبة الحفاظ العمل والصداقات والعلاقات الاجتماعية المضطربة.
3. ضغط الأقران
يصبح ضغط الأقران أكثر قوة وتأثيرًا على الطفل من سن 6 أو 7 سنوات، فقد يسرق الأطفال لأنهم يعتقدون أن الأمر يبدو رائعًا، وهم أكثر شجاعة وأن الجميع يفعل ذلك، أو قد يشعرهم ذلك بالإثارة، من دون التفكير حقًا بالعواقب ما يجعلهم يرغبون بشدة في امتلاك شيء رائع، أو يمتلكه أحد من أصدقائهم.. أو قد يُضغط على الطفل للانخراط في أنشطة؛ مثل السرقة؛ لأنّ أصدقاءه يفعلون ذلك. على الجانب الآخر؛ الأطفال ليسوا ناضجين، أيضًا، بما يكفي لفهم حدود الانتقام، وقد يتمادون في ذلك؛ فعلى سبيل المثال، إذا كسر أحد الأصدقاء لعبته عن غير قصد، فقد يسرق شيئًا ذا قيمة من هذا الصديق انتقامًا منه.
4. قلة المال
عدم توفر المال الكافي لشراء سلعة يريدها الطفل قد يدفعه إلى سرقتها، ففي مثل هذه الظروف، ساعديه كي يفهم أن معظم العائلات قد لا تستطيع تحمل تكاليف مثل هذه الأشياء، وعلّميه أيضًا قيمة المال وأنه بحاجة إلى العمل الجاد لتحقيق ما يريد، وأنه لا توجد طرائق أخرى في الحياة للحصول على ما يريد.
5. الإجهاد
قد تجبر المواقف العصيبة في المنزل أو المدرسة الطفل على التصرف بشكل مختلف، وقد يسرق أشياء لمجرد زيادة الأدرينالين وتخطي الأزمات. فقد يسرق الأطفال أيضًا إذا كانوا غاضبين أو يريدون الاهتمام، وقد تكون عادتهم في السرقة بمثابة صرخة طلبًا للمساعدة نتيجة للإيذاء العاطفي أو الجسدي الذي ربما كانوا يتحملونه في المنزل أو المدرسة. كما قد يستخدم الطفل الذي يعاني الاكتئاب أو أي وضع صحي عقلي أخر السرقة، كطريقة للتأقلم، كما أن الأطفال الذين يشعرون بالوحدة قد يسرقون لجلب الانتباه. ومن المهم تقويم ما يجبر طفلك على السرقة والتعامل مع أي مشكلة تطرأ عليه. لذلك؛ مهما كان السبب، يجب التعامل مع السرقة بجدية، ويجب توعية الطفل بالعواقب.
كيف يجب معاقبة الطفل على السرقة؟
- يجب البدء بالتحدث مع طفلك عن السرقة، ولماذا هي أمر خاطئ؛ حتى يتمكّن من تعلّم احترام ممتلكات الآخرين.
- أخبري طفلك أنك تشعرين بخيبة الأمل والانزعاج منه، وأن مثل هذا السلوك غير مقبول على الإطلاق
- قومي بتكليفه ببعض الأعمال في المنزل لعدة أيام، وتأكدي من إتمام العقاب يوميًا، حتى لا يأخذ الأمر باستخفاف.
- اطلبي من طفلك أن يكتب سبب سرقته، ولماذا كان من الخطأ القيام بذلك، وسوف يشجعه ذلك على التفكير بأفعاله.
- من المفيد مناقشة التداعيات القانونية للسرقة، خاصة عندما يكبر الأطفال حتى يفهموا تمامًا أنهم قد يواجهون مشكلات خطيرة إذا قاموا بالسرقة.
يمكنك مساعدة طفلك الصغير على فهم الملكية لجعله مسؤولًا عن ممتلكاته ومناقشة أهمية العناية الجيدة بالأشياء المستعارة وإعادتها إلى صاحبها.
إذا نشأ طفلك على قيم النزاهة والصدق، فمن غير المرجح أن ينغمس في السرقة؛ فعلميه أنه حتى لو فعل ذلك عن طريق الخطأ، فعليه أن يكون صادقًا ويتقبل ذلك. ولا تتأخري في الرد على سوء سلوك طفلك، ولا تنتظري منه أن يكرر ذلك مرة ثانية أو ثالثة لمعالجة المشكلة. بدلًا من ذلك، تحدثي عن الأمر في المرة الأولى التي يسرق فيها لمنع تفاقم الأمر.
المصدر: موقع سيدتي - لمياء جمال
تأثير الأب على الطفل يفوق تأثير الأم بل يصل إلى حد تغيير سلوكهم بشكل ملحوظ
يصعب على كل ولي أمر أن يُقال له: طفلك يسبب الإزعاج.. فماذا يفعل؟
تبدو بعض الأعراض أكثر وضوحًا كأن يصرّح الطفل بعدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة..
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال