طفلي متنمّر؛ أدّبته وعاقبته ولم ينفع معه..ماذا أفعل؟

  • نصائح
  • التنمر والتحرش بالأطفال
طفلي متنمّر؛ أدّبته وعاقبته ولم ينفع معه..ماذا أفعل؟

 

مقال خاص لموقع "أمان الأطفال" / داليا فنيش

نرى ظاهرة التنمّر المنتشرة كثيرًا في مجتمعاتنا، من اعتداءات لفظيّة وجسديّة، سواء ممن هم أكبر سنًا أو أصغر، وبالأخص عند الصغار الذين لا يدركون فداحة ما يقومون به بحق صديقهم أو صديقتهم، ما يؤدي إلى مشكلات نفسيّة وحتى وجسدية أحيانًا.

الدّين الإسلامي كان له السّبق في الكلام عن هذه الظاهرة، كما ورد عن النّبيّ (ص) وعترة أهل بيته (ع) من أحاديث، حيث عُرّف التنمّر في الإسلام أنّه سلوك عدواني فيه إيذاء للغير، حتى لو كان هذا الغير غير مسلم. كما أنّ الفطرة السليمة تأبى هذا السلوك وتنفر منه، وتُنهي عنه وتضع له عقوبات. والواجب على المجتمع عدم الرضوخ والاستكانة لظاهرة التنمّر والوقوف في وجه المعتدي، سواء أكان متنمرًا عليه أو شاهدًا على التنمّر. فالشر لا يولد مع الإنسان؛ إنّما ينبع من البيئة الفاسدة والتربية غير المتزنة.

تقتضي الأخلاق أن ترقى بالانسان نحو العاطفة السّوية التي تجمع بين ما ينشده لنفسه وبين ما يحبه للآخرين، والتي يجب البناء عليها من أجل إعداده، وتكوين أمّة شعارها حُسن الخلق القائم على نظام الإخوّة وبناء جيل يمتلك أخلاقيّات وأدبيات التعامل مع الآخر، وجيل يعرف حقوقه وواجباته في ضوء دينه ومجتمعه، فلا يعتدي على غيره ولا يسمح بأن يُعتدى عليه.

 

ما هي سمات شخصيّة الطفل المتنمّر؟

شخصية الطفل المتنمّر تتسم بمجموعة من الصفات السلوكية والنفسية؛ ومنها:

  • الرغبة والسعي لإثبات الذات.
  • وجود صعوبة في تطبيق القوانين والأنظمة.
  • التمتع بالقوة البدنية التي تفوق ضحاياهم.

أنواع التنمّر:

  • التنمّر اللفظي: السخرية والنقد واللّوم والشتم والشائعات الجارحة.
  • التنمّر الجسدي: الدفع والعض والضرب.
  • التنمّر ضد الممتلكات: إتلاف بعض الأشياء أو تخريبها تخص أو أخذ النقود بالقوة والتهديد.
  •  التنمّر الاجتماعي: الإساءة إلى سمعة صديقه الطفل مثل الكذب والإحراج وتشجيع الآخرين على نبذه.
  • التنمّر الجنسي: القيام بأعمال مؤذية أو مهينة.
  •  التنمّر العرقي: لون أو الجنس أو الديانة.

 

لماذا أصبح طفلي متنمرًا؟

العديد من النظريات، في علم النفس التربوي أو الاجتماعي؛ عملت على تفسير أهم العوامل التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة التنمّر؛ إذ تكمن في التغيرات التي حدثت في المجتمعات الإنسانيّة، ولها علاقة بظهور العنف والتمييز بكل صوره؛ ولكن يمكن إجال المتغيّرت التي حملها عصرنا الحالي إلى أجيالنا، بما يلي:

  • اختلاف العلاقات الأسريّة في المجتمع.
  • تأثير وسائل الإعلام على المراهقين.
  • تأثير الفن السابع (السينما) على ترسيخ بعض المفاهيم والقيم الخاطئة.
  • عدم قدرة الأهل على التحكّم بسلوكياتهم أمام أطفالهم.
  • استعلاء الطفل بسبب الدلال المفرط.

 

العوامل التي تسهم في حدوث التنمّر :

  • العوامل النفسية: المتنمّر يسعى إلى تأكيد ذاته من خلال عدوانه على الآخر، والسيطرة واستخدام القوة، ومفهوم الذات وتقديره عاملان أساسيان في سلوك التنمّر.
  • العوامل الأسرية:
  • يتعزّز سلوك التنمّر عند الطفل في الأسرة عندما لا يُقابل بسلوك آخر مضاد.
  •  سلوك الأهل إذا كانوا من المتنمّرين سيسلك أطفالهم الدرب نفسه.
  •  فقدان الدفء الوالدي له أثر كبير على حياة المتنمّر.
  • استخدام الأساليب السلبية أو العقاب البدني سيؤدي بهم إلى التنمّر.
  • القصور في مهارات التواصل.
  • الافتقار إلى القدوة.
  • عدم الثقة بالنفس.
  • عدم القدرة على التحكّم بالغضب.
  • العوامل المدرسية:
  • ضعف الأداء المدرسي.
  • العلاقات المتوترة داخل المدرسة.
  •  الإحباط والقمع من المعلّمين تؤدي إلى صنع طفل متنمّر.

 

التعامل مع الطفل المتنمّر:

جاء الاسلام ليواجه ظاهرة التنمّر بالاعتماد على تهذيب النفس الإنسانية قبل كل شيء، لذلك نجده يغرس تعاليمه في جوهرها  لتكون مبادئه جزءًا من الشّخصية الإنسانية الأصلية بعيدًا عن كونها مجرد شعارات لتسقط أمام اضطرابات الحياة وتقلّبات النفس البشرية.

نجد العديد من استراتيجيات التعامل مع التنمّر؛ خاصة وأن القران الكريم وضع عدة أسس للفرد. ومنها؛ ربط القران الكريم بين المؤمنين برباط الأخوة الايمانية ولهذه الأخوة حقوق وعليها واجبات. إذ لا يوجد في الاسلام استقواء قوي على ضعيف، فالكل متساون متكافئون. كما أنه أدان العنف ورفضه بشتى صوره.

عند ملاحظة تلك السلوكيات لا بد من اتباع عدد من الخطوات التي تسهم في علاج الطفل المتنمّر مبكرًا حتى لا يتطور الأمر ويتحول إلى شخص سيئ الطباع يؤذي نفسه والآخرين:

  1. عدم استخدام العنف والتوبيخ المستمر للطفل والسخرية منه.
  2. مراجعة الأهل لسلوكياتهم داخل المنزل.
  3. تعزيز الاحترام المتبادل بين الأفراد من خلال التربية الصالحة.
  4. تقوية التعاطف بين الطفل ووالديه.
  5. غرس التواضع والحلم وحب الآخرين في الفرد منذ الصغر.
  6. تنمية روح الحوار والمناقشة بين أفراد الأسرة.
  7. تدريب الطفل على القيم الأساسية المرتبطة بالدين، مثل التسامج والرحمة.
  8. تحفيز الطفل من خلال مشاركته في بعض الأمور المنزلي، مثل الاهتمام بأخوه الأصغر أو مساعدة الأم والأب، وإقناعه بأنه شخص يمكن الاعتماد عليه، وهو فرد أساسي في الأسرة.
  9. قراءة القصص التي تحمل قيم الحق والصداقة والشجاعة لتأثيرها في بناء شخصية الطفل.
  10. تربية الطفل على احترام الكبير والعطف على الصغير.
  11. توفير بيئة اجتماعية جيدة للفرد لتساعده في بناء ثقته بنفسه وتعزيز روح المحبة مع الآخرين.
  12. تعزيز مبادئ الثقة بالنفس والتحلي بالصبر عند مواجهة الفعل الخاطئ.
  13. تخصيص الأهل وقت للطفل، مثل النزهة واللعب.
  14. التواصل مع المدرسة بشكل مستمر لمعرفة ما يحدث من تغيرات في شخصية الطفل.
  15. تعليم الطفل الاعتذار من الأشخاص الذي يؤذيهم
  16. عقاب الطفل على سلوكه السيء بالحرمان من أمر يحبّه.

 

 

 

مواضيع مرتبطة

كيف فشل زوكربيرغ في حماية الأطفال من العنف المحتوى الجنسي؟

الوثائق تؤكد إبلاغ زوكربيرغ بالمخالفات لكنّها لم يأبه بها..

إلقاء القبض على Jovi وAppo في قضية "التيكتوكر"

وأخيرًا قُبض على "جوزي" أو "جوفي" منظّم عمليات الاعتداءات الجنسيّة على القصّر في لبنان..

كلمات مفتاحية

تنمر