ثمّة أمور لا يمكن لأي من روضة الأطفال أو المدرسة تقديمها لطفلك، مهما بلغ حجم الإنفاق على التعليم، أو جودة المناهج والمعلمين. فهي مهارات حياتية يستخدمها الطفل لبقية حياته داخل قاعات الدرس، وفي الحياة العملية وحتى داخل المنزل، ويتطلّب تعلّمها انتباه وإصرار من الوالدين.
بحسب الخبراء؛ تلك المهارات الأساسية على رأسها القدرة على اتخاذ القرار ومهارات حلّ المشكلات هي تتحكّم في مستقبل الطفل. ولكن يبقى السؤال حول كيفية تعليمها للطفل، وفي أي عمر؟
لا تتعلق المسألة بدرس واضح ومباشر من الوالدين للطفل، ولكنها مجموعة من المواقف العملية التي يُربط كل منها بدرس جديد حول مهارات الحياة. فبحسب خبراء التربية، يهمل بعض أولياء الأمور في تعليم أطفالهم مجموعة أساسية من المهارات بدعوى صغر أعمارهم، أو عدم ملائمة تلك المهارات لنظام حياتهم، أهمها:
1. القدرة على اتخاذ القرار: بما في ذلك شكل الملابس، ولون الطبق الذي سوف يتناول الطفل فيه الطعام، ونكهة الآيس كريم ولون الحذاء، حيث يؤدي البدء في تدريب الطفل على تلك الأمور مبكرا منذ العام الأول، في مساعدته على التمييز بين الاختيارات، ومدى تفضيله لأي منها وتحمّل عواقب تلك الاختيارات.
2. تنظيف نفسه ومحيطه والعناية بصحته ذاتيًا، يكون جزءًا من نظام يومي ثابت، وهو ما لا يمكن أن يتحقق إلا بشرح وافٍ ومتكرر لأهمية النظافة التي تتضمن تفاصيل أهمها:
• غسل اليدين.
• غسل الأسنان.
• الاستحمام.
• ترتيب السرير.
• تفريغ غسالة الأطباق.
• ترتيب ألعابه.
• ترتيب أوراقه.
• مسح المنضدة عقب تناول الطعام.
• إلقاء القمامة في السلة المخصصة.
مع التأكيد على أن ارتداء ملابسه والحفاظ عليها ضمن مسؤولياته الأساسية، وعليه أن يتعلّم كيف يتعامل مع خزانته، فيقوم بطي الملابس النظيفة وترتيبها في الخزانة بصورة مناسبة، ويضع المتسخ منها في سلة الملابس الخاصة بالغسيل.
3- القدرة على الإدارة الذاتية للوقت، ووضع الجداول الزمنية للأسابيع والأيام، بداية من توقيت الاستيقاظ إلى موعد النوم، مرورًا بأوقات اللعب والمذاكرة، يتضمن ذلك تعليم الطفل كيفية قراءة الساعة متى كان ذلك ممكنًا.
4- مسؤولية تناول الطعام، حيث يمكن للطفل في مرحلة ما قبل المدرسة من تحضير شطيرة بنفسه، وفي عمر 6 سنوات وما فوقها يمكنه تسخين الطعام في الميكرويف، وصولاً إلى عمر المراهقة، حيث يمكن له المشاركة بالفعل في الطهي. سيتطلب الأمر الكثير من المحاولات التي يتخللها بعض الفوضى والإخفاقات، وكثير من المجهود للتنظيف، لكن الإصرار والمواصلة، كفيل بإعداد طفل قادر على تحضير واجباته واتخاذ خيارات غذائية صحية.
5- إدارة أمواله الخاصة، إذ يجب تعليم الطفل أن لديه ذمّة مالية يمكن أن يديرها بنفسه يوميًا، لتصبح عادة، فسيضطر لتعلّم الجمع والطرح والحساب لفهم كيفية إتمام عمليات الشراء، ويستكشف الهدف من الادخار لشراء الأغراض الكبيرة. كما سيتعلم عمليًا عواقب الإنفاق غير الرشيد، في حال قام بتبديد ما لديه قبل أن يحين موعد الحصول على "مصروفه" من جديد.
6- تعلّم الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي، وتلك ليست مبالغة. فبحسب جمعية القلب الأميركية، يمكن للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 9 سنوات تعلّم الإنعاش القلبي، ويمكنهم أيضا إنقاذ حياة الآخرين في بعض المواقف عبر تعلّم مهارة مماثلة، فضلاّ عن تدريبهم على كيفية التصرف، مثل الاتصال بالإسعاف أو بشخص معين في حالات الطوارئ الحرجة.
7- إشراك الطفل في مهمة اختيار طعام العائلة داخل البيت، أو ذلك الذي سوف يُختار من قائمة الطعام في المطاعم، مع إقران مهمة الطلب، سواء من الأب والأم أو من النادل في المطعم بأساسيات؛ مثل: "لو سمحت" و"من فضلك" و"أحتاج إلى كذا"، و"شكرا".
8- العناية بالزرع والحيوانات الأليفة، وأيضًا الاشتراك في العناية بروتين المنزل، مثل منح الطفل مهمة إلقاء القمامة خارج المنزل، حيث يرتبط ذلك بشعور الطفل بالمسؤولية.
9- تعليم الطفل كيفية الاستعداد للروتين اليومي، ويتضمن ذلك الاستعداد للخروج والمذاكرة والنوم، والترتيب للمناسبات، مثل أعياد الميلاد وما تتضمنه من شراء هدايا وتغليفها وتحضير الحلوى والاستعداد للعبادة. وفي هذه الحال تساعد البطاقات المطبوعة الأطفال في إتمام المهمة، مثل بطاقات إتمام الوضوء للصلاة أو بطاقات روتين التحضير للمدرسة.
وفقًا للأختصاصّية إيمان البطران في الصحة النفسية والباحثة في مجال تعديل سلوك الأطفال والمراهقين، أنسب وقت لتعليم الأطفال المهارات الحياتية المذكورة، هو عمر ما قبل المدرسة، وحتى العام السابع من عمر الطفل. ويمكن إكساب الطفل المهارات المطلوبة من خلال:
1. التعليم والتوجيه المباشر: عبر شرح الأمر والطلب من الطفل القيام به مباشرة مرة بعد أخرى.
2. التعليم غير المباشر، من خلال القصص والحكايات ومسرح العرائس والأغاني، وقيام الكبار بالسلوكيات المطلوبة من الطفل، كونهم القدوة، حيث تعد تلك المرحلة العمرية هي الأساس لفكرة الصواب والخطأ. تقول البطران: "صلاح المرء أو فساده يرد إلى طفولته، وتعود معظم الانحرافات السلوكية والنفسية إلى تقصير في غرس العادات الإيجابية، والمهارات الأساسية خلال سنوات الطفولة الأولى. لهذا يتوجب على الأهل أن يسألوا أنفسهم بصراحة، حول أهدافهم من تنشئة طفلهم، وهل المطلوب هو النجاح الأكاديمي فقط، أم تنشئة إنسان سوّي، وصالح لنفسه ولأسرته ومجتمعه؟".
المصدر : الجزيرة
كميات كبيرة من هذه المواد في المدارس الابتدائية
قد تكون المشاعر المختلفة التي يمر بها أطفالك يوميًا غريبة عليهم في البداية، ولا يعرفون لها سببًا، ولكن يمكنك مساعدتهم.
سيستخدم الأطفال من أكثر من 50 دولة أكاديميةً لتحسين مهاراتهم في اللغة الإنجليزية
2024 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال