قصة: "اختفاء السّمكة نيمو"

قصة:

أنا "نيمو" السّمكة البهلوان.. بتُ وحيدة فقد قتل الصيّادون عددًا كبيرًا من أصدقائي..وأنا بطلة في أفلام يحبّها الأطفال

جلست الجدة بجانب حفيدتها لتحكي لها حكاية قبل النوم.. اقتربت ليلى الجميلة لتسكن حضن جدّتها بحبّ وشغف، وكلّها آذان صاغية مترقّبة سماع القصة، ولكن الجدّة فاجأتها بقولها: سأترك اليوم بطلة القصة تحكي عن نفسها.. وإن أعجبتك ستجيبين على أسئلتي.. وربما طلبت منك حكاية القصة لي من جديد.. اتفقنا!

"اختفاء السّمكة نيمو"

أنا السّمكة "نيمو" أو السّمكة البهلوان كما يطلقون عليّ في الكتب والأفلام.. وسبب التسمية أنّ جسمي ملون بخطوط برتقالية فاقعة اللون وشرائط بيضاء، مع خطوط سوداء عريضة تجذب الأنظار وتبهر العيون.. أعيش في المياه الدافئة بعمق البحار والمحيطات، وأتواجد بكثرة في المحيط الهادي والهندي واليابان وسواحل أستراليا.. أندسّ بين الشعاب المرجانية وخاصة شقائق النعمان؛ لأحمي نفسي من الأسماك المفترسة.

أنا سمكة صغيرة الحجم.. يتراوح طولي بين 10-18 سم، لكنني طويلة العمر أعيش بين 3-5 سنوات، أتغذى على الأسماك الصغيرة والنباتات البحرية وبقايا الطعام، أقوم برحلات لمئات الأميال تصل إلى 400 كيلو متر للتزاوج وزيادة أعدادنا، لي شعبية كبيرة عند الغواصين الهواة، لشكلي الجمالي الجذاب.. ولكنّي أخاف من الصيادين الظالمين الذين يدبرون الخطط ليسرقوني ويبيعوني لهواة تربية الأسماك، بأسعار تفوق الخيال.

لهذا أنا سمكة جميلة وسط البحار والمحيطات.. ونجمة لامعة في الأفلام التي يحبها الأطفال؛ قمت بالكثير من بطولات أفلام الكرتون ونلت الكثير من الجوائز.. مثل جائزة الأوسكار العام 2003، بالإضافة إلى ترجمة ودبلجة أفلامي للكثير من اللغات.

مع كل هذا يا صغيرتي ليلى.. فأنا حزينة؛ فبعد أن كنت أقدم السعادة لهواة التصوير بالتقاط صوري بجانب الشعاب.. أصبحت سمكة نادرة وحيدة، بعد أن قلّت أسماك النيمو حولي، وأصبحتُ  حبيسة شباك من الحديد.

والحمد لله فكوا أسري بعد أن شعر المسؤولون عن حماية البيئة باختفاء سمك نيمو من البحر الأحمر ، واكتشاف قفص حديدي بين الشعاب المرجانية محجوز بداخله عدد من أسماك النيمو.. فانتشلوه وأطلقوا سراح الأسماك بداخله، وكنت واحدة منهم! والآن صغيرتي ليلى.. وبعد أن حكيت لك حكايتي:

هل من اللائق أن نحبس جمالًا طبيعيًا خلقه الله، ليراه أفراد معدودون بدلًا من أن يراه الجميع؟
هل تقطفين زهور الحديقة لتستمتعي بها وحدك بالبيت؟ أم تتركينها لتنمو وتزداد جمالًا فيراها كل الناس؟

المصدر: موقع سيدتي - خيرية هنداوي

مواضيع مرتبطة

قصة «أكبر وأكبر»

علقت كرة القدم في أعلى الشجرة، وكان على "بيسا" وأصدقائه إنزالها..ولكن ما فعلوه كان غير متوقع أبدًا..

قصة «ماذا فعلت يا بحّار؟»

كان على "بحار" الاهتمام بأناء الزهور خاصته..أصدقاؤه فعلوا ذلك..ولكنّ رهف هي الأخرى ماذا فعلت؟

قصة «ما هو السّر؟»

"بيسا" لا يحبّ السّلطة ويفضّل "الشيبس"..لكن مع ذلك عاد وأكلها..فماذا فعلت أمه من أجل ذلك؟

كلمات مفتاحية

قصص