في غزة.. التواصل الإلكتروني يكّلف الفلسطينيين حياتهم..!

في غزة.. التواصل الإلكتروني يكّلف الفلسطينيين حياتهم..!

نتيجة تدمير الاحتلال لمحطات الإرسال الخاصة بشبكات الهاتف المحمول يلجأ الفلسطينيون إلى أماكن مرتفعة في محاولة لالتقاط إشارة اتصالات

خلال أقل من أسبوع، وثّق استشهاد ما لا يقل عن 7 مدنيين في شمال غزة، بعد استهدافهم المباشر من طائرات مسيّرة للاحتلال في تل الزعتر في مخيم جباليا، خلال محاولتهم الاتصال بشبكة الانترنت للاطمئنان على ذويهم وأقاربهم. فقد تحوّلت محاولات التقاط بث الاتصالات والإنترنت، في العديد من أحياء قطاع غزة، إلى مخاطرة يومية يواجهها الفلسطينيون خلال سعيهم للتواصل مع ذويهم وكسر العزلة، بفعل استهداف العدو الإسرائيلي. 

لم يكن الشاب محمد الغولة يتخيل أن محاولته التقاط إشارة البث ستكلفه حياته، ولكن هذا ما حدث. فقد أفاد ناجون من القصف الذي أدى لاستشهاد الغولة، في 22 كانون الثاني/يناير الماضي، أن طائرات الاحتلال قصفتهم مباشرة وأصيب في الاعتداء الصحافي عماد غبون في منطقة تل الزعتر في جباليا.

استهداف متعمّد

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تعمّد قوات الاحتلال الإسرائيلي قتل مدنيين فلسطينيين، بمن فيهم صحافيون، خلال محاولتهم التقاط بثّ الاتصالات والإنترنت للتواصل مع ذويهم أو جهات عملهم، من خلال استهدافهم المباشر بالقنص وإطلاق النار من طائرات مسيرة في مختلف مناطق قطاع غزة.
وأضاف "الأورومتوسطي" في بيان له أنه وثق خلال أقل من أسبوع استشهاد ما لا يقل عن 7 مدنيين في شمال غزة، بعد استهدافهم المباشر من طائرات مسيّرة للاحتلال في منطقة “البشير” في “تل الزعتر” بمخيم جباليا، خلال محاولتهم الاتصال بشبكة الانترنت للاطمئنان على ذويهم وأقاربهم.

 تدمير محطات الإرسال والمقاسم

ونتيجة تدمير الاحتلال محطات الإرسال الخاصة بشبكات الهاتف المحمول ومقاسم الاتصالات الفلسطينية، يلجأ المدنيون الفلسطينيون إلى أماكن مرتفعة في محاولة لالتقاط إشارة اتصالات لشبكات بديلة لتشغيل الإنترنت على بطاقات إلكترونية، إلاّ أن قوات الاحتلال تستهدف هؤلاء المدنيين بشكلٍ متعمد، وبصفتهم هذه، وبدون أن يكونوا يشكلون أي مصدر للتهديد أو الخطر.

 وقال المرصد الأورومتوسطي إن الاستهدافات للمدنيين خلال محاولتهم التقاط إشارة الاتصالات والإنترنت تركز على المناطق المحاصرة، والتي تشهد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، الأمر الذي يعرقل التغطية الصحافية لتلك الانتهاكات ويحول دون قدرة السكان على نقلها.

ووثق المرصد في 8 شباط/ فبراير الجاري، استشهاد مدني فلسطيني خلال وجوده على سطح مجمع ناصر الطبي في خانيونس، جراء إطلاق نار من طائرات كواد كابتر إسرائيلية، خلال محاولته التقاط إشارة الإنترنت بالتزامن مع حصار الاحتلال للمستشفى. كما وثّق في 9 شباط/ فبراير، إصابة 6 شبان جراء إطلاق نار من بوارج حربية للعدو على مرتفع النويري على بحر مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في أثناء محاولاتهم الاتصال بشبكة الإنترنت.

محاولة طمأنة الأهل تنتهي بكارثة

يروي المواطن "وليد غالب أبو الفحم" (34 عامًا) تفاصيل استشهاد شقيقه "محمد" (32 عامًا) وصديقيه باسم حسن الكحلوت (33 عامًا) ويوسف أبو فايد (35 عامًا)، بتاريخ 29 كانون الأول/ديسمبر 2023، وجميعهم من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقة تل الزعتر ومحيط "مستشفى العودة". يقول: "ذهبت بصحبة شقيقي محمد وأصدقائي باسم ويوسف إلى منطقة تل الزعتر للحصول على الإنترنت والاتصالات وهي مقطوعة منذ نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر. وبالرغم من انسحاب الاحتلال بالكامل من تل الزعتر قبل ذهابنا بيومين، إلا أننا لم نسلم من القصف الجوي. اقتربنا من محيط مستشفى العودة وكنا ننظر لهواتفنا بعدما جاءت إشارة الإنترنت، وفجأة صاروخ من طائرة من دون طيار سقط مباشرة علينا".

وأضاف: كنت أتقدم خطوات قليلة عن أخي محمد وصديقينا باسم ويوسف، نظرت خلفي وإذا بهم ممددين على الأرض، تعرضت وقتها لإصابة في ذراعي. وجدت أن أخي محمد وصديقي يوسف قد استشهدا على الفور، في حين كان صديقي باسم في حال خطيرة وسرعان ما توفي بعد ساعتين تقريبًا. وقال: كنا نحاول مراسلة أصدقائنا وأهلنا حيث نزح بعضنا إلى جنوب قطاع غزة. كنا متشوقين للاتصال والاطمئنان على أهلنا ولكن صاروخ الاحتلال الإسرائيلي كان أسرع ليحرمني من شقيقي وأصدقائي. فمنذ نهاية أكتوبر وحتى منتصف شباط لم تعد الاتصالات، وما زلنا مقطوعين عن العالم الخارجي”.

ودمرت "إسرائيل"، بشكل منهجي، محطات الإرسال الهوائي لشبكات الهاتف المحمول على أسطح المنازل والمباني، وكذلك مقاسم الاتصالات للشبكة الأرضية الوحيدة في قطاع غزة، ما أدى إلى انقطاع الاتصالات والإنترنت عن غالبية قطاع غزة في أغلب الأوقات، ولجأ السكان للبحث عن بدائل أخرى ليس من السهل تأمين متطلبات تشغيلها.

مواضيع مرتبطة

«أنصتوا لضمائركم»: طفلة بريطانية تطلق حملة تبرعات لأقرانها في غزة

بعض زملائها استغربوا المبادرة، فيما بادر آخرون إلى دعمها والتبرع لها..

"ما سمهاش هيك"..من فلسطين !

" شباب الذاكرة".. موجهّة لأجيالنا كي لا ننسى أسماء قرانا وبلداتنا في فلسطين الحبيبة..

طلاب في كندا يطلقون أسماء قرى فلسطينية على مباني جامعتهم

جرى توثيق مقطع فيديو لحظات تغيير أسماء ما لا يقل عن 30 مبنى داخل الحرم الجامعي في مدينة مونتريال الكندية،

كلمات مفتاحية

أطفال فلسطين