كيف تعرف أنّ طفلك غير  متأقلم عاطفيًا مع الحياة؟

كيف تعرف أنّ طفلك غير  متأقلم عاطفيًا مع الحياة؟

يخشى الآباء والأمهات من أن يعيش أطفالهم نوعًا من المعاناة في المستقبل على الصعيد العاطفي، لمجرد أنهم لم يتعلّموا كيفيّة التّكيف مع العالم أو ماهية المرونة العاطفيّة  في مواجهة تحديّات الحياة، وجميعهم يسعون كي يتأقلم أطفالهم عاطفيًا مع مراحل الحياة كافّة، ولكن الاستراتيجيات اللازمة لذلك غير معروفة للجميع دائمًا.

الجهل العاطفي

في تقرير لها نشرته مجلة “إيتابا إنفتيل” الإسبانية، قالت "ماريا خوسي رولدان" إنّه ينبغي على الأولياء تعزيز التطور العاطفي الصحي لدى أطفالهم ليتمكنوا من معالجة أي صراع عاطفي يتعرّضون إليه، بأفضل طريقة ممكنة، على المديين القصير والطويل.

 قد تواجه أي عائلة، بشكل روتيني، بعض التحديّات سواءً كانت اقتصادية أم شخصيّة أو غيرها من العقبات التي تفرضها الحياة. لذلك؛ ينبغي أن نتعلّم جميعًا كيفيّة مواجهة هذه التحديّات الحياتيّة. ولكن ضعف التعلّم الاجتماعي العاطفي يمكن أن يصبح بمثابة عقبة للتعامل مع مشاكل الحياة. وهنا، نحن نتحدث تحديدًا عما يسمّى “الجهل العاطفي” الذي يعانينه كثير من البالغين والأطفال. ولعلّ الحلّ يكمن في تنمية الذكاء العاطفي.

فاقد الشيء

يرغب الآباء والأمهات في أن يحقق أطفالهم النجاح؛ فيقدمون لهم الرعاية الجسديّة ويرسلونهم إلى المدارس لتطوير معارفهم ومهاراتهم، ولكن، لا يستطيع الأولياء تعليم أبنائهم ما لا يعرفونه هم أنفسهم. لهذا السبب، ينبغي أن يبذل الوالدان مجهودًا إضافيًا لفهم المشاعر وتحديد معانيها والغرض منها أو معرفة كيفيّة استخدامها كأداة لمواجهة تحديّات الحياة. وهذه مسألة صعبة للغاية؛ لأن الأولياء عادة ما يركّزون على التنمية الفكريّة ويتركون مسألة التطور العاطفي لمحض الصدفة. 
فماذا يمكن أن نفعل؟

تطوير الوعي العاطفي

تفيد الدراسات أنّ معظم الناس يعبّرون لفظيًا عن مشاعرهم فقط باستخدام ما يتراوح بين 15 وعشرين نوعًا من المشاعر، ولكن يوجد أكثر من مئتي نوع من المشاعر التي يمكن أن نعبر عنها. وقد تعودنا على تسمية كثير من المشاعر المختلفة تحت مسمّى واحد ومشترك. على سبيل المثال، نصنف مشاعر الإحباط والانزعاج وعدم الصبر وفقدان الشعور بالراحة النفسيّة تحت مسمّى الغضب. لهذا السبب، تؤدّي تسمية المشاعر بشكل دقيق دورًا مهمًا في تحديد المشاعر التي تختلج صدورنا بالضبط.

تحدّث مع أطفالك

يتعلّم الأطفال فهم كثير من الأنشطة؛ مثل الطهي والأدب والموسيقى من خلال التحدّث معهم حول هذه الأشياء. أحيانًا، نتجنب الحديث عن المشاعر مع أطفالنا؛ لأنّنا نشعر بعدم الارتياح ونعتقد أنهما سيشعرون بالطريقة ذاتها التي نشعر بها. وعلى العكس، يمكن أن يتعامل الأطفال بحكمة مدهشة فيما يتعلّق بمشاعرهم وما تخبرهم به عواطفهم.

احترم أطفالك

الاستماع للآخرين حين يعبّرون عن مشاعرهم بالطريقة التي يريدونها هو أمر في غاية الأهميّة؛ لأنّ بعض الأشخاص يعبّرون عن إحدى المشاعر بتأثر كبير نتيجة لموقف ما قد تعرّضوا له في السابق. ويدل حسن الاستماع للآخرين على احترامنا لمشاعرهم والمواقف التي تعرّضوا لها. وفي هذا الإطار؛ نستطيع أن نعمل على تطوير مشاعر الطفل، بشكل بنّاء بمجرد أن يشعر باهتمام أبويه عند الاستماع إليه حين يعبّر عن مشاعره.

ضعيف الشخصيّة

ضعيف الشخصيّة هو الطفل التابع والمنقاد، والذي لا يستطيع اتخاذ قرار وحده، يقابل اعتداء الآخر بالسلبيّة مكتفيًا بالبكاء، خيث يتبع الآخرين وتذوب شخصيته في شخصياتهم، ولا يفعل شيئًا من دون الأخذ بآرائهم…خجول ولا يسعى إلى أخذ حقه أو الدفاع عن نفسه بالكلام أو العمل، وصفات أخرى كثيرة تكشفها الدكتورة "فؤاده هدية" أستاذة طبّ نفس الطفل، في جامعة "عين شمس"، ومعها تصف طرائق العالج.

مظاهر ضعف شخصيّة الطفل

أولها الخجل والتقليد الأعمى للآخرين وعدم إعمال الفكر، التردد الدائم رغم وجود بدائل عدة. إذ يجد صعوبة في اتخاذ أي قرار، الأطفال يكثرون من الاعتداء عليه ويقابل هو ذلك بسلبيّة تامة… وربما اكتفى بالبكاء أو الابتعاد، يكثر من الوعود بأنه سيفعل ويفعل، وكثيرًا ما يخلف الوعود، يحتاج إلى كثير من التأكيدات ليثق في كلام من يحدثه، لا يستطيع أن يفعل شيئًا وحده دون رأي دائما ولا يسعى لأخذ حقه أو الدفاع عن نفسه لا بالكلام ولا بالعمل.

أسباب كثيرة لضعف شخصيّته

منها أسباب وراثية : بأن تكون هذه الصفة موجودة في أحد الوالدين، أو يتصف بها الأخ الذي يكبره، وربما كانت بسبب اختلاط المفاهيم في عقل الطفل وتشابهها…لدرجة أنه قد لا يفرّق بين الشّجاعة والعنف والحرص والجبن، والحياء والخجل،  كما يأتي ضعف الشخصيّة نتيجة لضعف ثقافة الابن أو التأخر الدراسي، أو بسبب عدم قدرته على تكوين صداقات، 
قد تكون بسبب ضعف صحي يعتري الطفل، أو لخجله من وجود بعض التشوهات في جسمه، فيخجل من نفسه مفضلًا الابتعاد عن بقية الأطفال في المدرسة أو النادي أو أي تجمع. وهناك إجماع على أن "الدلال" الزائد والحماية المفرطة من جانب الآباء والقيام بكل شيء نيابة عن الطفل حرصًا أو شفقة عليه من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف في شخصيّة الطفل.

 ولا ننسى أن وصم الطفل الدائم بضعف شخصيته وجبنه والسّخرية منه عند اتخاذ أي فعل أو قرار من العوامل التي تسهم في تكوين شخصيّة ضعيفة للطفل، وأحيانًا تكون بسبب قضاء الابن معظم الوقت مع أمه وأخواته البنات، ويكون الأثر أكبر على الابن إن كان الأب في البيت ضعيف الشخصيّة.

 

 

إعداد  الاختصاصية الاجتماعية / أروى حمد آل علي/ موقع المنال الإلكتروني التربوي

 

مواضيع مرتبطة

تسع مهارات أساسية لن يتعلّمها طفلك في المدرسة

يهمل بعض أولياء الأمور في تعليم أطفالهم مجموعة أساسية من المهارات بدعوى صغر أعماره؛ فهل يصحّ ذلك؟

خمس نصائح لجعل منزلك بيئة آمنة للأطفال الصغار

لجعل المنزل بيئة آمنة للأطفال يجب تأمين الخزائن والأدراج والأرفف العالية 

إفطار جماعي للأطفال لتعزيز قيم شهر رمضان المبارك

الشهر الفضيل فرصة لتعليم الأطفال التكاتف والمحبّة وعمل الخير..