من رحم الأزمات.. لبناني يبتكر سيارة تعمل بالطاقة الشمسيّة

من رحم الأزمات.. لبناني يبتكر سيارة تعمل بالطاقة الشمسيّة

المهندس الميكانيكي "هشام حسامي": ابتكاري للسّيارة "ليرة" قد يشكّل حلاً جزئيًا لأزمة النّقل في البلاد

يقول "هشام حسامي" لوكالة الأناضول إنّ ما يميّز سيارته الكهربائيّة عن غيرها: "عملها بالطاقة الشمسيّة مباشرة، ومناسبتها للبنان الذي يعاني أزمة في الافتقار إلى الكهرباء".

إذ تعد أزمة الطاقة الكهربائيّة من أبرز تداعيات الأزمة الاقتصاديّة في لبنان، إذ تعطّلت معظم محطّات إنتاج الطاقة الحكوميّة بسبب نقص حاد في الوقود.

وفي 11 فبراير/ شباط الماضي؛ أثنى وزير الاقتصاد "أمين سلام" على :"ابتكار حسامي الفريد من نوعه ومقدرًا عمله الكبير"، وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي نشرته وكالة الإعلام الرسميّة. وأضافت الوكالة حينها، أنّ "حسامي" أطلق سيارته الأولى من نوعها التي تحمل اسم "ليرة" وتعمل على الطاقة الشمسيّة من مكتب وزير الاقتصاد. إذ وعد الوزير: "بدعم جهوده ودعم كلّ خطوة تسهم في تحفيز الصناعة اللبنانيّة وتشجع الشّباب على الإبداع" ، بحسب البيان ذاته.

من المنتظر، بحسب "حسامي"، أن تصدر عن الوزارة "شهادة براءة اختراع" له في الأيام المقبلة، بعدما قدّم مشروعه بكلّ تفاصيله إلى الوزير بحضور وكيله القانوني.

حلّ لأزمة النقل

بحسب "حسامي"، فإنّ الابتكار الذي ولد من رحم الأزمات المتتالية، قد يشكل حلاً جزئيًا لأزمة النقل في البلاد، فضلاً عن فوائده الاقتصاديّة والبيئيّة. إذ يُعدّ غلاء الوقود وكلفة المواصلات هاجسًا بالنسبة إلى كثير من اللبنانيين وعائقًا أمام تنقلاتهم اليوميّة، في ظلّ افتقاد البلاد لوسائل نقل عموميّة، مثل الحافلات والقطارات.

ويوضّح "حسامي": "طول السّيارة 2.74 مترًا، وعرضها 1.35 مترًا، وسرعتها القصوى 80 كلم في الساعة، وسعتها 5 أشخاص، بقدرة حمولة تصل إلى 2 طن". واستغرق تصميم السّيارة وتجهيزها مدّة 6 أشهر بمساعدة شخصين آخرين، أمّا أبرز المواد المستخدمة في صناعتها فهي الحديد و"الفايبر".

ألواح شمسيّة

عن آليّة عمل السّيارة، قال المهندس اللبناني إنّها: "تولّد قوة دفعها مباشرة من ألواح طاقة شمسيّة مثبتة على سقفها حين تكون الشمس ساطعة، وهذا ما يميّزها عن باقي السّيارات الكهربائية". وأضاف أنّ: "فكرة الطاقة الشمسيّة مستمدّة من أزمة انقطاع الكهرباء في لبنان، فالتيار ليس متوافرًا باستمرار لشحن السّيارات، لذلك كان لا بدّ من ابتكار هذا الحلّ الذي يعتمد على الطاقة البديلة مباشرة".

وتابع: "ما دامت الشّمس ساطعة، فالسّيارة ليست بحاجة إلى الشحن الكهربائي، وتستطيع السّير من دون توقف". كما أنّ السّيارة تتمتع بالميزات المعتادة؛ حيث :"تتضمن بطاريتين للشحن، لكن المميز فيها أنّها لا تستخدم طاقتهما طوال سيرها تحت الشّمس".

ويستدرك "حسامي" ليقول: "أمّا في حال غياب أشعة الشّمس، خصوصًا خلال موسم الشتاء، فتستمدّ طاقتها من بطاريتي الشّحن بواسطة الطاقة الشمسيّة، أو من أي قابس كهربائي". ومن الممكن أن تقطع السّيارة مسافة 200 كلم بالاعتماد على البطاريتين، وهذا المعدّل كافٍ لأربعة أيّام من التنقل، إذا فرضنا أنّها تقطع 50 كلم في اليوم الواحد.

نموذج صناعي

فيما يتعلّق بإمكان تصنيع السّيارة، قال "حسامي" إنّ :"هذا النموذج الناجح قد يحتاج لبعض التعديلات، وأطمح أن يكون ذلك مقدّمة لإنشاء مصنع إنتاج سيارات من هذا النوع في لبنان".

أما عن الصعوبات التي واجهها في أثناء تصنيعها، فذكر أنّ ما أنجزه جرى بإمكاناته الشخصيّة: "في وقت أنّ دولا أخرى ترصد ميزانيات ضخمة لهذا الغرض، وتعتمد على العديد من خبراء ومهندسين". وختم حديثه بالقول: "رسالتي أنّنا في لبنان، نملك القدرة لصنع إنجازات وإحداث تغيير، لكن ذلك يتطلّب إمكانات ماديّة وإدارة صحيحة"زهذا؛ ويمرّ لبنان حاليًا بأسوأ أزمة اقتصاديّة في تاريخه، إذ يعيش 80 بالمئة من مواطنيه تحت خط الفقر، ووصلت نسبة ارتفاع أسعار بعض السّلع إلى 1200 بالمئة، بحسب خبراء.

 

 

المصدر: وكالة الأناضول

 

مواضيع مرتبطة

«أنصتوا لضمائركم»: طفلة بريطانية تطلق حملة تبرعات لأقرانها في غزة

بعض زملائها استغربوا المبادرة، فيما بادر آخرون إلى دعمها والتبرع لها..

"ما سمهاش هيك"..من فلسطين !

" شباب الذاكرة".. موجهّة لأجيالنا كي لا ننسى أسماء قرانا وبلداتنا في فلسطين الحبيبة..

طلاب في كندا يطلقون أسماء قرى فلسطينية على مباني جامعتهم

جرى توثيق مقطع فيديو لحظات تغيير أسماء ما لا يقل عن 30 مبنى داخل الحرم الجامعي في مدينة مونتريال الكندية،

كلمات مفتاحية

تكنولوجيا