لبنان نموذجاً.. معاناة التعلُم عن بُعد بسبب الصعوبات التقنية!

لبنان نموذجاً.. معاناة التعلُم عن بُعد بسبب الصعوبات التقنية!

تعد المشاكل التقنية والتكنولوجية في أغلب الدول العربية أهم عائق أمام إنجاح العملية التعليمية عن بعد، خاصة في الأرياف التي لا يتوفر فيها أغلب التلاميذ والأسر على الوسائل الرقمية، من لوحات إلكترونية وحواسيب وهواتف ذكية، وقد لا تطرح هذه المشكلة بقوة في المدن، إلا أنها حاضرة في الأرياف حيث شبكات الإنترنت ضعيفة أو منعدمة.

لبنان وغيره من الدول العربية استنجدت بالتعليم عن بعد لإنقاذ الموسم الدراسي، فهل أخفقت أم نجحت في مواجهة كورونا بالتعليم عن بعد؟
الإجابة تتعلق بإمكانات كل دولة على حدة، وحيث تواجه كل دولة فجوات، ومن أهمها جهوزية البنية التحتية التقنية.


لبنان.. التعليم عن بعد تحت رحمة الكهرباء والإنترنت

لبنان، هذا البلد غير مهيأ في بنيته التحتية لهذا النظام التعليمي الحديث، وما نعيشه اليوم مخاض بين عصرين، وهنا تظهر الحاجة لتطوير المؤسسات التربوية ومواكبة العصر الرقمي الجديد. حالة من الرفض والتذمر تسود أوساط الأسرة التربوية في لبنان بين جائحة فتاكة ونظام تعليمي غير مهيّأ. ولم تقتصر الشكوى على شبكة الإنترنت والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، بل تزايدت للحديث عن أضرار نفسية وصحية تفتك بأطراف العملية التعلمية. وبات التعطيل عن التعليم مصدر فرح وراحة من "كابوس الأونلاين"، حسب تقرير نشرته "إندبندنت عربية".

التعليم في الشارع

لم يتخيل المواطن اللبناني يومًا أنه سيعود للتعليم في الشارع أو تحت الشجرة، ومؤخرا حفلت وسائل التواصل الاجتماعي بصورة لأستاذ يحمل حاسوبه ويجلس في الشارع، ليعلم طلابه عن بُعد. وتفاوتت ردود الفعل بين مادح لتفاني الأستاذ، وناقد للصورة التي لا تليق بأساتذة التعليم الثانوي.

ويروي المعلم سليم سعد حقيقة ما حصل معه، فعند 8 صباحا، كان لديه صف للتعليم عن بُعد، وكانت شبكة الإنترنت بطيئة جدا والتيار الكهربائي ينقطع بصورة مستمرة، مما دفعه للتوجه لأحد المحلات القريبة منه في مدينة صيدا، بعدما زوّده صاحب المحل بكلمة السر، ولأن صاحب المحل تأخّر في فتح متجره، اضطر الأستاذ إلى افتراش الأرض، وبدأ شرح الدرس.

ويؤكد أن حالته ليست استثناء، خاصة بعد أن أضحى القطاع التعليمي الحلقة الأضعف، لا سيما في ظل الانهيار الاقتصادي، وراتب الأستاذ الثانوي أصبح لا يتعدى 200 دولار أميركي ولا يكفي لتأمين معيشته. وجاء التعليم عن بُعد ليزيد العبء عليه، فهو لا يمكنه شراء الأجهزة الإلكترونية، ويحتاج لشبكة إنترنت قوية وهي عالية الكلفة. ويروي سعد أنه اضطر لدفع معاشه الشهري لإصلاح إحدى المعدات الإلكترونية، حسب ما نقلته إندبندنت. كما تحدث عن معاناة إضافية للآباء، فعندما يكون هناك صف عن بعد لأحد الأبناء لا يمكن تقاسم الأجهزة الرقمية.

 

فجوة رقمية لبنانية

 

ورغم توفر الإنترنت في لبنان، واحتلاله المرتبة 60 من بين 100 بلد في الترتيب العالمي لجودة الإنترنت، فإنه يعاني من ضعف الجهوزية بالدرجة الأولى. وبينت دراسة استقصائية أجرتها مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في أبريل/نيسان 2020 شملت 10 آلاف عائلة محتاجة، ونشرها موقع "سمكس" (smex)؛ أن نصف هذه العائلات فقط يملك تلفازًا في المنزل، في وقت لا تملك فيه أي عائلة تقريبًا أجهزة لوحية أو حواسيب، بل تملك هاتفًا ذكيًّا واحدا فقط في المنزل.

تنفق هذه العائلات ما بين 25 و50 ألف ليرة لبنانية (الدولار يعادل نحو 1515 ليرة لبنانية) على خدمات الإنترنت لهواتفهم، حسب الدراسة نفسها، مما يعني أنه إذا استمر ارتفاع الأسعار بسبب التضخم/انخفاض قيمة العملة؛ فلن تبقى هذه العائلات قادرة على تغطية هذه التكاليف، حسب ما نقله الموقع نفسه.

 

 

 

المصدر: موقع "الجزيرة نت"

مواضيع مرتبطة

تسع مهارات أساسية لن يتعلّمها طفلك في المدرسة

يهمل بعض أولياء الأمور في تعليم أطفالهم مجموعة أساسية من المهارات بدعوى صغر أعماره؛ فهل يصحّ ذلك؟

خمس نصائح لجعل منزلك بيئة آمنة للأطفال الصغار

لجعل المنزل بيئة آمنة للأطفال يجب تأمين الخزائن والأدراج والأرفف العالية 

إفطار جماعي للأطفال لتعزيز قيم شهر رمضان المبارك

الشهر الفضيل فرصة لتعليم الأطفال التكاتف والمحبّة وعمل الخير..

كلمات مفتاحية

تربوية تكنولوجيا