مفهوم الألعاب الإلكترونية وأهميتها في التعليم

سلسلة "دمج الألعاب الإلكترونية في التعليم" - الجزء الأول

 

يمضي أغلب الأطفال وقتهم في اللعب، والذي يعتبر من الأنشطة المُحببة إليهم، حيث ظهرت في السنوات الماضية الألعاب الإلكترونية وانتشرت انتشاراً سريعاً وغزت معظم البيوت وأصبحت بمتناول الأطفال ومعظمها بشكلٍ مجاني، بل أصبحت شغلهم الشاغل واستحوذت على عقولهم واهتماماتهم وباتت تشكلُ هوساً للكبار والصغار.

ولاحقاً بدأت فكرة دمج الألعاب الإلكترونية في المناهج التعليميّة، بعدما غزت الألعاب الرقميّة عقول هذا الجيل مع ما تحتويه أكثرها على مشاهد عنفٍ مفرطٍ، وعقائد فاسدة ومشاهد لا أخلاقية، والتي تعتبر خطراً داهماً على مجتمعاتنا، وهناك الكثير من الإحصائيات التي تتحدث عن الساعات الطويلة التي يقضيها معظم الطلاب في اللعب، إذ تجذبهم بالرسوم والألوان والخيال والمغامرة، مما يتحتّم على التربويين استغلال هذا العالم لدمجه في المناهج التعليمية، والاستفادة منه في الاتجاه التعليمي الصحيح وعدم تركه للحرب الناعمة وأدواتها التي تغزو عقول ونفس أجيالنا الناشئة.


مفهوم الألعاب الإلكترونية التعليمية

إنها شكل من أشكال التعلم القائم على مجموعة من الخطوات والإجراءات المخططة التي يؤديها المتعلم على الكمبيوتر ، الهواتف الذكية أو الكمبيوتر اللوحي  (الآيباد)، من خلال الالتزام بقواعد معينة لتحقيق هدفٍ تعليمي مُحدّد في إطارٍ تنافسي وممتع، وهو نوع من التعلم يتمركز حول المتعلّم، ويتيح له حرية الاستكشاف والتجربة بفاعلية داخل البيئة التعليمية.
وقد عرّفها كيم بأنها عبارة عن مجموعة من الأنشطة والعمليات المترابطة لحل المشكلات باستخدام أو تطبيق خصائص اللعبة وعناصرها.


أهمية الألعاب الإلكترونية التعليمية

إن المتتبع للاتجاهات الحديثة في تطوير المناهج، يلحظ أنها قد تحولّت من التركيز على الإجابة عن سؤال: ماذا نعلّم تلميذ اليوم؟ إلى الاهتمام بـ: كيف نعلّمه؟ وكيف نكسبه اتجاهات التفكير العلمي، واتجاهات التفكير الإبداعي في حل المشكلات؟ لأن المعلومات تتغير، فلا جدوى من تخزينها في عقول الطلاب. فلهذا كانت وسائل التكنولوجيا التعليم إحدى الوسائل المفيدة في المواقف التعليمية التعلمية. وتؤكّد النظريات التربوية أن شد الانتباه أكثر أهمية من التشجيع في عملية التعلّم، ولذلك فإن الألعاب التعليمية تساعد على تركيز المعلومة وثباتها في أذهان التلاميذ لما تمتاز به من شد انتباه الطلاب أثناء استخدامها.

 


كيف تعمل الألعاب الإلكترونية التعليمية ؟

هناك كثير من المعلمين اطّلع على لعبة “Mario” أو "Pac-man" و غيرها من الألعاب، حيث تبدأ اللعبة من صفر نقطة، وهذا يعني أن اللاعب لم ينجز أي شيء ليأخذ عليه نقاطاً، وهذا ما ينبطق عليه تماماً في الألعاب التعليمية حيث تبدأ من صفر نقطة، وكلما اتقن الطالب جزءاً من مهارة معيّنة يأخذ نقاطاً وجوائزاً، ثم ينتقل الطالب من مرحلة إلى أخرى أكثر صعوبة، حتى يصل إلى مرحلة يتقن فيها كل المهارات المطلوبة منه في المادة. 

العناصر الأساسية للألعاب التعليمية:
ذكرت (الأكاديمية العربية للتعليم الإلكتروني، 2010) عدداً من العناصر والأسس التي تقوم عليها الألعاب التعليمية سواءً كانت تقليدية أو إلكترونية والتي يجب أن تتوافر فيها وهي:

الهدف:  أن يكون لها هدف تعليمي واضح ومحدد يتطابق مع الهدف الذي يريد اللاعب الوصول إليه.
القواعد:  أن يكون لكل لعبة قواعد تحدد كيفية اللعب.
المنافسة:  أن تعتمد في تحقيقها للأهداف على عنصر المنافسة، وقد يكون ذلك بين متعلم وآخر أو بين المتعلم والجهاز، أو بين المتعلم ومحك أو معيار، وذلك لإتقان مهارة ما، أو تحقيق أهداف محددة.
التحدي:  أن تتضمن اللعبة قدراً من التحدي الملائم الذي يستنفر قدرات الفرد في حدود ممكنة.
الخيال: أن تثير اللعبة خيال الفرد، وهذا ما يحقق الدافعية والرغبة لدى الفرد في التعلم.
الترفيه: أن تحقق اللعبة عنصر التسلية والمتعة، على أن لا يكون ذلك هو هدف اللعبة، بل يجب مراعاة التوازن بين المتعة والمحتوى التعليمي.

 

 


المصدر: "مركز الأبحاث والدراسات التربوية"

الكاتب: الاستاذ سامر جابر

مواضيع مرتبطة

تسع مهارات أساسية لن يتعلّمها طفلك في المدرسة

يهمل بعض أولياء الأمور في تعليم أطفالهم مجموعة أساسية من المهارات بدعوى صغر أعماره؛ فهل يصحّ ذلك؟

خمس نصائح لجعل منزلك بيئة آمنة للأطفال الصغار

لجعل المنزل بيئة آمنة للأطفال يجب تأمين الخزائن والأدراج والأرفف العالية 

إفطار جماعي للأطفال لتعزيز قيم شهر رمضان المبارك

الشهر الفضيل فرصة لتعليم الأطفال التكاتف والمحبّة وعمل الخير..