كيف تُعَلِم طفلك المسؤولية؟

كيف تُعَلِم طفلك المسؤولية؟

أحد أهدافنا كآباء هو تربية أطفال مسئولين. جميعنا يريد أن نعيش في مجتمع تنشأ فيه الأطفال ليصبحوا مسئوولين عن اختيارتهم وحياتهم. في البداية يعتمد أطفالك عليك في التغذية، والتنقل، والتنظيف،.. ومع نمو أطفالك يأتي وقت استعياب المهام، واتخاذ القرارات ولكنهم مع ذلك يواصلون الاعتماد عليك في الحب والأمان والدعم. تعليم الأطفال المسئولية يستغرق بعض الوقت، إنها عملية تتطور ببطء وعلى مدى سنوات عديدة. إبدأ منذ الصغر بشكل تمهيدي وهذا بدوره يساعد في تشكيل حياتهم وقرارتهم بجانب مشاركتك لهم بالدعم.

متى يصبح الطفل مستعداً لتحمل المسؤولية؟

عليك أن تبدأ برؤية المسؤولية كشيء ممتع لطفلك. جميع الأطفال يرغبون في رؤية أنفسهم قادرين على التعلم من أجل التقدير. هذا يشعرهم بأهميتهم في هذا العالم. لذا فأنت تحتاج فقط إلى تعليمهم المساهمة بشكل إيجابي. الأطفال صغار السن الذين لم يرتادوا المدرسة بعد لديهم حب مساعدة الأخرين والإحساس بأنهم أكبر سنا. وعندما نبدأ في دعم تلك البدايات لدى الأطفال منذ الصغر ينشأوا وهم يبحثون عنها في الكبر.

وهذا ليس معناه أن تترك طفلك الصغير في سن 4 سنوات يلمع الأرضيات أو يستحم بمفرده. بل المقصود هو الدعم؛ إنه الأساس. هم يحتاجون التشجيع للمبادرة بتحمل المسؤولية التي تولى إليهم في ذلك الوقت، ولعدم القلق بشأن النتيجة ومتى يصبح مسؤولًا: فهذا يحدث في الوقت المناسب. فالصبر والتشجيع هو المفتاح الذي تبحث عنه.

الفرق بين الطاعة والمسؤولية:

كثير من الآباء يخلط ما بين الطاعة والمسؤولية. يحب معظم الآباء أن يفعل أطفالهم ما يطلبوه منهم دون اعتراض: تلك أهداف مهمة في التربية، ولكنها ليست المسؤولية! تستطيع إجبار الطفل على القيام بأي شئ ولكن لا ينتج عن الطاعة دائما الشعور المسؤولية فالأطفال المطيعون يقومون بفعل ما يؤمرون به، وليس ما يشعرون به داخلياً.

كيف يصبح ابنك مسئوولا؟ً

 دعنا نطرح سؤلاً هاما، ما هي المسؤولية التي تريد أن تعلمها أولا لطفلك؟

  • -أن يكون مسئوولاً عن جميع تصرفاته واختياراته
  • -أن يحافظ على الاتفاقات والالتزامات
  • – أن يعتمد عليه
  • -أن يكون مسئوولا عن سلوكه كفرد ويحترم سلوك الإخرين
  • -أن يقوم بمهامه بشكل جدي وصحيح وأن يعترف بالخطأ
  • -أن يكون ممتنا لما لديه محاولاً تتطوير مهارته

ومن أجل أن تربي طفلاً مسئوولاً ومعتاد على تحمل المسؤولية ، لابد أن تكون شخصا (مسؤولًا، منظما، صادقا). عليك التحلي أمامه بكل تلك الصفات لأن الأطفال ينظرون لصفات آبائهم ويتعلمون منها. إليك أيضا بعض النقاط التي يمكنك الاستعانة بها خلال رحلتك.

1-على كل فرد في العائلة أن يقوم بالأعمال المنزلية:
الجلوس معاً وتوزيع الأعمال التي يقوم بها كل فرد داخل الأسرة تلك مهم. فالمهام الصغيرة والبسيطة التي يكلف بها الطفل ويقوم بها ويراها الجميع فيفعل مثله يولد لديه الإحساس بالمسؤولية والتعاون ويدرك إنها ليست أوامر تطاع ولابد من تنفيذها ولكنها تشعره بأنه عضو مهم في الأسرة ومسؤولاً عن أعمال مهمة أيضا.

2-بدلا من إعطاء الأوامر اجعل طفلك يفكر:
في أغلب الأوقات نقوم بالصراخ من أجل تنفيذ أطفالنا للأعمال المكلفين بها (أكمل غذائك)، (اغسل أسنانك) وما شابه. اجعلهم هم من يفكرون فيما يفعلون حسب قوائمهم الخاصة الصباحية. وبالاستمرار يستوعب الطفل الأمر ويبدأ في تنفيذ أعماله ومهماته بمفرده. فاسأله دائما ما الشيء التالى الذي ستقوم به وذلك بدلا من اللجوء إلى صيغة الأمر.

3-شجع طفلك:
لا تستخدم أي كلمات سلبية في وصف طفلك الصغير خلال تعليمك له. لا تقل له أنت طفل غير مسؤول، أو فاشل، أو مستهتر. بل دائما ركز على ما يقوم به من مجهود مهما كان صغيرا أو ليس على النحو صحيح حتى! ركز على المجهود وليس النتائج شجعه بكلمات الثناء وأحيانا المكافآت أيضا.

4-اجعل أطفالك المسئوولين عن حل مشكلاتهم:
ساعد طفلك أن يكون مسؤولا عن حل المشكلات التي يقع فيها مع مساعدتك له بشكل غير مباشر ومشاركتك إياه حلها، فالأطفال يتعلمون من أخطائهم. إن قدرة الأطفال على حل مشكلاتهم يبعث فيهم الثقة بالنفس.

5-الروتين هو أقرب وسيلة للتعلم:
دخول طفلك داخل دائرة الروتين يجعله يشعر بالاستقلال وبأنه ينظم احتياجاته وليس طائعا للأوامر. فمثلا تناول وجبة الإفطار بعد الاستيقاظ، وترتيب سريره، وارتدائه الملابس بمفرده وما إلى ذلك يجعله في النهاية يتعلم ما يجب عليه فعله بمفرده دون الحاجة لإخباره.

6-لا تقوم أنت بأعماله:
بعض الآباء هم من لا يساعدون أطفالهم على تحمل المسؤولية في الحقيقة؛ فهم يقومون بترتيب سريرهم بدلا منهم،و كي ملابسهم، والقيام بواجباتهم، وإرجاع الألعاب مكانها بعد لعبهم. إن كنت من هؤلاء الآباء، دعهم يعتمدون على أنفسهم مع تقديم المساعدة فقط؛ لا القيام بمهامهم.

7-علِّم طفلك أن يكون مسئوولا عن تفاعلاته مع الأخرين:
عندما يؤذي طفلك أخاه لا تجبره على الاعتذار بل اجعله يهدأ. وضح له أن تصرفه غير مقبول أولاً ثم اسأله ماذا نفعل من أجل جعل علاقتكما أفضل؟ ما سبب ضربك أو توبيخك لأخاك أو أختك؟ اجعله يشعر بالراحة أحتضنه قليلاً فهو وحده مسئوولا عن أفعاله وعليه أن يكون مستعداً للاعتذار عما فعل.

وأخيراً لا تبحث عن الكمال في تصرفات طفلك وتذكر أن الصبر والمحاولة هم أساس تعلم المسؤولية للطفل.

 


المصدر: موقع "فَنُور"

مواضيع مرتبطة

كيف تجعلين طفلك يحبّ شهر رمضان ويرغب بالصوم؟

الطفل يحبّ كل ما هو جميل ومدهش، خصوصًا عندما يتغيّر الروتين اليومي للعائلة.

عادات لا تنقليها إلى أطفالك في شهر رمضان المبارك

يفرح الأطفال بشهر رمضان المبارك فرحة كبيرة، بسبب تغيير روتينهم اليومي ومشاركتهم أهلهم الإفطار وحتى محاولة الصيام مثلهم..

التطبيع بالألعاب.. فليحذر الأهالي من هذيْن التطبيقيْن الإسرائيلييْن

برزت لعبة pirate kings التي يمكن تحميلها عبر Google Play فتبيّن أنها إسرائيلية المصدر