من الشاشة إلى الواقع.. تقنية تسمح لك بالدخول إلى الفيديو

من الشاشة إلى الواقع.. تقنية تسمح لك بالدخول إلى الفيديو

في عصر يتسارع فيه تطور الذكاء الاصطناعي وتقنيات معالجة الصور، تبرز شركة "فور دي في إيه آي" (4DV AI) الصينية بتقنية مبتكرة تحدث تحولا جذريًا في عالم المحتوى المرئي.

وتعد هذه التقنية المسماة "النثر الغاوسي الرباعي الأبعاد" (4D Gaussian Splatting) بإعادة تعريف مفهوم المشاهد الديناميكية عبر تحويل أي فيديو عادي ثنائي الأبعاد إلى مشهد رباعي الأبعاد غامر.

ويتيح هذا الأمر للمشاهد التجول في المشهد بزوايا متعددة كما لو كان جزءا منه، مما يفتح آفاقاً جديدة في مجالات الترفيه، والتعليم، وحتى الصحافة الرقمية.

وتعتمد هذه التقنية على محرك "بلاي كانفاس" (PlayCanvas) لتمثيل المشاهد الديناميكية بطريقة ثلاثية الأبعاد مع إضافة بعد الزمن لخلق تأثيرات حركية واقعية.

وفي هذا الموضوع، نغوص في أعماق هذه التقنية الواعدة، ونكتشف أهميتها، وآلية عملها، وكيفية توظيفها لإحياء المشاهد ببعد جديد.


عصر جديد للمحتوى المرئي الغامر

شهد المحتوى المرئي تحولات جذرية عبر العقود الماضية، بدءًا من الصور الثابتة، مرورًا بالفيديو الثنائي الأبعاد الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

ومع ذلك، فإن هذه الأشكال التقليدية تفرض قيودًا على تفاعل المشاهد، حيث يظل المنظور ثابتًا وغير قابل للاستكشاف بحرية.

ويحد هذا القيد من قدرة الجمهور على الانغماس الكامل في المشهد، ويجعل التجربة أقرب إلى المشاهدة السلبية.

وفي ظل التطورات المتسارعة تتزايد الحاجة إلى تجارب أكثر انغماسًا وتفاعلية، تتجاوز مجرد المشاهدة السلبية وتسمح للمستخدمين بأن يصبحوا جزءًا من المحتوى نفسه.

وفي هذا السياق، تبرز تقنية "النثر الغاوسي الرباعي الأبعاد" كقفزة نوعية، واعدة بإعادة تعريف تجربة المحتوى المرئي من خلال تحويل المشاهد الديناميكية إلى عوالم غامرة قابلة للاستكشاف والتحكم.


من الفيديو الثنائي الأبعاد إلى الرباعي الأبعاد

تسمح هذه التقنية للمستخدم بالتنقل داخل المشهد وتغيير زاوية العرض في الزمن الحقيقي، كما تتكيف الأصوات المحيطة بما يتناسب مع موقعه الجديد في البيئة الافتراضية.

وتكمن أهميتها في قدرتها على إعادة تصور محتوى الفيديو الديناميكي والتقليدي، حيث أصبح بإمكان صناع المحتوى تجاوز حدود التصوير الثنائي وفتح آفاق جديدة للسرد المرئي.

وفي صناعة السينما، على سبيل المثال، بات بإمكان المخرجين إعادة تنسيق اللقطات بعد انتهاء التصوير والسماح للمشاهدين باستكشاف المشهد من أي زاوية يختارونها.

وفي المجال الرياضي أيضًا، تسمح هذه التقنية للمحللين والجماهير بإعادة مشاهدة اللحظات الحاسمة من أي جهة للحصول على رؤية أوضح للمجريات.

كما تسمح بتحويل التقارير الإخبارية إلى مشاهد تفاعلية تتيح للمشاهدين رؤية الأحداث من زوايا متعددة.

ومن خلال هذه التقنية، يمكن محاكاة مشاهد معقدة للتدريب التفاعلي وتحليل حركة الأجسام المعقدة بزوايا متعددة.

وأصبح بالإمكان إنشاء بيئات ألعاب ديناميكية واقعية من لقطات حقيقية دون الحاجة إلى تصوير متخصص بكاميرات 360 درجة. بالإضافة إلى تقديم جولات افتراضية غامرة لمواقع سياحية أو عقارات من لقطات فيديو.


ختامًا، تمثل تقنية "النثر الغاوسي الرباعي الأبعاد" قفزة نوعية في معالجة الفيديو الرقمي من أجل تقديم تجارب بصرية غامرة لم تكن ممكنة من قبل. وبفضل اعتمادها على محرك "بلاي كانفاس"، تصبح هذه التقنية قابلة للاستخدام على نطاق واسع دون الحاجة إلى أجهزة متخصصة.

ومع استمرار تطور هذه التقنيات، قد تصبح المشاهد الرباعية الأبعاد جزءا أساسيا من كيفية استهلاكنا للمحتوى الرقمي، سواء في الإعلام أو الترفيه أو المجالات المهنية، مما يعيد تعريف مفهوم المشاهدة التفاعلية بشكل كامل.

 

المصدر: الجزيرة

مواضيع مرتبطة

Agentic AI الذكاء الصناعي الذي "يفكر" ويتصرف من تلقاء نفسه

هذه القدرة المتزايدة على المبادرة والاستقلالية تطرح تساؤلات أخلاقية وعملية مهمة.

«Nvidia» تطلق عقلا إلكترونيا جديدا للروبوتات!

يعتمد الحاسب على معالج رسوميات من نوع Blackwell

براءتا اختراع ولقب مخترع دولي من «إيفيا» لابن لبنان عباس دياب

عباس دياب ابن جنوب لبنان جمع بين ثلاث اختراعات..

كلمات مفتاحية

تكنولوجيا