الدمية «لابوبو» تحظر في العراق لأسباب دينية واستغلال المستهلكين

الدمية «لابوبو» تحظر في العراق لأسباب دينية واستغلال المستهلكين

اللعبة الصغيرة تسهم في تعزيز العدوانية أو القلق عند الأطفال والمراهقين..

في خطوة أثارت الانتباه، قررت السلطات المحلية في محافظة أربيل في شمال العراق حظر دمية "لابوبو" ومصادرتها من الأسواق. وأعلنت مديرية الرقابة التجارية بالمحافظة، في العاشر من يوليو/تموز الجاري، إطلاق حملة لضبط الدمية بعد انتشارها الواسع بين الشباب والفتيات، مشيرة إلى مصادرة أكثر من 4 آلاف قطعة خلال يومين فقط، وذلك بدعوى تأثيرها السلبي في سلوك الأطفال، مع التحذير من اتخاذ إجراءات قانونية ضد المخالفين.

تحظى هذه الدمية ذات المظهر الذي يوصف بـ"القبيح اللطيف"، بشعبية جارفة على مستوى عالمي، إلا أن السلطات في أربيل عزت قرار الحظر إلى أسباب رئيسة تتعلق باستغلال المستهلكين، إضافة إلى موقف ديني.

 

أسباب شرعية ونفسية ومادية

أكد نبز عبد الحميد قائم مقام أربيل أن حظر دمية "لابوبو" في المحافظة جاء بناء على توصية من اتحاد علماء مسلمي كردستان، إضافة إلى أسباب تتعلق بالاستغلال المادي وتأثيرها النفسي في الأطفال.

أوضح عبد الحميد أن "لعبة لابوبو تُصنف ضمن أمور اليانصيب والقمار، وهو ما يجعلها مكروهة وغير محببة شرعا وفقا لرأي اتحاد علماء مسلمي كردستان". وأضاف أن الحظر يأتي أيضا لمعالجة "الاستغلال الواضح الذي يتعرض له أولياء الأمور عند شراء هذه اللعبة، حيث تضغط على الأطفال للحصول على ألوان معينة، ما يجبر الأهالي على شراء 5 قطع أو أكثر للوصول إلى اللون المفضل للطفل، ما يشكّل عبئا ماديا كبيرا عليهم".

كما أوضح أن: "المظهر العام للعبة غير مناسب نفسيا، ويترك انطباعا غير مريح عن الأطفال"، مشيرا إلى تلقي العديد من الشكاوى من أولياء الأمور الذين عبّروا عن الضغوط المالية التي يواجهونها نتيجة استغلال بعض البائعين لانتشار هذه اللعبة.

أما بشأن الإجراءات المتخذة، فأكد عبد الحميد أن: "جميع القطع التي ضبطت ستمصادر وفقًا لتعليمات المعتمدة في لجان الرقابة التجارية والجهات القانونية المختصة"، مشددا على أن "من يُصرّ على بيع اللعبة أو يكرر المخالفة سيواجه عقوبات قانونية مشددة".

 

مظهر قبيح يأسر العالم

ولعبة "لابوبو"، التي صممها كاسينغ لونغ (صيني-بلجيكي) وتسوقها شركة الألعاب الصينية العملاقة "بوب مارت"، هي عبارة عن دمية بمظهر مشاغب استطاعت أن تأسِر جمهورا واسعا في العالم. وتُباع هذه الدمية عادة في "صناديق غامضة"، وقد أدت ندرتها إلى إثارة هوس هواة جمع المقتنيات، ما زاد من الطلب عليها وأثار جدلا واسعا في طريقة تسويقها.

 

أسباب ثقافية اقتصادية ونفسية

من جانبه، أكد الباحث في الشأن النفسي أوسم أحمد أن قرار حظر لعبة "لابوبو" في أربيل يستند إلى مجموعة من الأسباب الثقافية والاقتصادية والنفسية. وقال أحمد إن الجانب الاقتصادي كان أحد الدوافع الرئيسة للحظر فقد تعرض المواطنون لعمليات احتيال واسعة النطاق بسبب استغلال التجار لمبيعات "الصندوق الغامض"، والتي كانت تجبر المشترين على شراء عدة صناديق عشوائيا، على أمل الحصول على الشكل أو اللون المرغوب، ما يفرض "عبئا غير مسوغ" على الأسر ويهدر أموالهم.

من الناحية الثقافية والنفسية، أشار أحمد إلى أن مظهر الدمية "لابوبو" يتعارض بشكل كبير مع العادات والتقاليد المجتمعية، مشيرا إلى أن الألعاب ذات الطابع السلبي، مثل "لابوبو"، يمكن أن تثير مشاعر التوتر والانزعاج بدلا من أن تكون مصدرا للراحة أو التخفيف من الضغط كما هو مفترض في الألعاب الترفيهية. وأكد ليث أن اللعبة، على الرغم من حجمها الصغير واستخدامها الظاهري البسيط، تسهم في تعزيز العدوانية أو القلق عند الأطفال والمراهقين، نتيجة للتفاعل المتكرر مع شكلها "المشوّه والمزعج". كما أن استخدامها كزينة في الأماكن الشخصية أو الدراسية ينشر طاقة سلبية، ما يؤثر في المزاج العام والمناخ في المكان.

 

المصدر: الجزيرة

مواضيع مرتبطة

كيف نخوض حوارًا آمنًا مع المراهق عن صحته النفسية؟

التواصل مع المراهق فنّ يتطلب توازنًا دقيقًا.

كيف يؤثر العقاب البدني على صحة الأطفال وتطورهم الذهني؟

تؤكد الأدلة العلمية الحديثة أنه يترك آثارًا سلبية طويلة الأمد على الأطفال

هل تؤثر الأنشطة التكنولوجية على معدل سعادة المراهِق وما هي البدائل؟

يقضي «جيل ما بعد الألفية» وما بعدها وقتًا أقل مع أصدقائهم وجهًا لوجه، بينما يقضون وقتًا أطول على الإنترنت.

كلمات مفتاحية

ألعاب_تربوية