دائمًا ما قدّمت شركة «آبل» نفسها بوصفها الحصن الأخير لخصوصية المستخدمين في عالم التقنية، متباهية بأنها تضع حماية البيانات في صلب إستراتيجيتها. ولكن، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من المراقبة الرقمية، يتساءل كثيرون: ماذا تعرف «آبل» حقًا عن مستخدميها؟ وهل تبقى هذه البيانات في مأمن كما تدّعي الشركة؟
بيانات أساسية وتقنيات تتبّع مدروسة
رغم الصورة العامة التي ترسمها «آبل» عن نفسها، فإنها تجمع بالفعل مجموعة من البيانات عن مستخدمي أجهزتها، بدءًا من المعلومات الأساسية مثل الاسم والبريد الإلكتروني وتاريخ الميلاد، مرورًا ببيانات الدفع، وصولًا إلى سلوكيات الاستخدام داخل تطبيقات «آبل».
وتوضح الشركة في سياساتها، التي يتجاوز عددها 80 سياسة مختلفة تُغطي خدماتها ومنتجاتها المتعددة، أنها تعتمد على تقنيات متقدمة لجمع البيانات، تشمل مستشعرات استخدام، وسجلات البحث، وتقارير الأعطال. كما تتضمّن هذه السياسات، التي يبلغ مجموع كلماتها أكثر من 70 ألف كلمة، شرحًا مفصلًا لآليات جمع البيانات، والتي تُدار أحيانًا عبر طرف ثالث.
بعض البيانات مثل الموقع الجغرافي أو المؤشرات الصحية تُطلب بشكل اختياري من المستخدم، وتؤكد «آبل» أن منح هذه الصلاحيات يعود بالفائدة على تجربة الاستخدام، لكنه ليس شرطًا إلزاميًا.
خصوصية الإعلانات في متجر التطبيقات
على عكس شركات التقنية الأخرى، تركز «آبل» إعلاناتها داخل متجر التطبيقات فقط، وتُعدّ هذه المساحة الإعلانية من الأغلى عالميًا نظرًا إلى أنها النافذة الوحيدة لتحميل التطبيقات على أجهزة الشركة في معظم الدول. ويتم استهداف المستخدمين عبر طريقتين: إعلانات موجهة للموقع الجغرافي، وأخرى مخصصة بحسب تفضيلات الاستخدام.
وتقول «آبل» إنها لا تدمج البيانات التي تجمعها داخليًا مع تلك التي تحصل عليها الجهات الخارجية، بل تستخدم رموزًا سرية وعشوائية للإشارة إلى كل جهاز، في محاولة لمنع بناء الملفات التعريفية التسويقية الدقيقة للمستخدم.
نهج مختلف في التعامل مع البيانات
رغم تشابه بعض ممارسات «آبل» مع ما تقوم به شركات تقنية كبرى مثل «غوغل» و«فايسبوك»، فإن نهجها يختلف جوهريًا في نقطتين أساسيتين:
1. تعتمد على أرقام تعريفية متغيرة وغير مرتبطة باسم المستخدم أو بريده الإلكتروني.
2. تخزّن البيانات وتُحلّلها محليًا على الجهاز، ثم ترسل النتائج فقط إلى خوادم الشركة، ما يحدّ من إمكانات التتبّع الخارجي.
كما تُصنّف «آبل» المستخدمين ضمن مجموعات من 5 آلاف شخص يشتركون في الاهتمامات، وهو ما يحدّ من إمكانية تعقّب فرد بعينه، حتى لو كانت بياناته قد استُخدمت في حملات إعلانية.
كيف يمكن تقليل كمية البيانات التي تجمعها «آبل»؟
تمنح «آبل» مستخدميها تحكّمًا كبيرًا في بياناتهم، إذ يمكن لأي مستخدم الدخول إلى إعدادات الخصوصية في الهاتف وتحديد ما يرغب في مشاركته مع الشركة. كما تتيح الشركة عرض البيانات والتحليلات التي تجمعها عبر قسم مخصص داخل تطبيق «الإعدادات»، مع إمكانية إلغاء المشاركة في أي وقت.
يؤكد المتحدث باسم «آبل»، شين باور، أن الشركة لا تسعى إلى بناء هوية تسويقية للمستخدمين، بل تسعى إلى تقديم تجربة أكثر ذكاء وخصوصية. ورغم أن الشركة تجمع بيانات مثل غيرها، فإن الطريقة التي تُخزَّن بها وتُعالَج تُظهر اختلافًا جوهريًا عن نموذج «البيانات مقابل الخدمة» السائد في القطاع.
لكن في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا: هل يكفي نهج «آبل» الحالي لحماية المستخدم في عالم باتت فيه الخصوصية عملة نادرة؟
طالت المخاطر 29 نموذجا من السماعات من علامات تجارية كبرى.
لحماية الحسابات الإلكترونية والبيانات يجب أن تكون كلمة المرور معقدة ويصعب تخمينها.
خمس علامات تحذيرية تبدو أعطالًا عادية في الهاتف؛ وهي تدل على شيء أكثر خطورة.
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال