مسلسل الأطفال "كوكوميلون" يسبب الإدمان ونوبات الغضب واضطرابات سلوكية

مسلسل الأطفال

الأختصاصيون يحذرون من أن هذا النوع من المحتوى السريع والمحفّز يؤدي إلى نوبات غضب

حذر خبراء، في التربية وأطباء أعصاب، من التأثيرات السلبية المحتملة لمسلسل الأطفال الشهير "كوكوميلون"، مشيرين إلى أنه قد يسبب فرط انتباه لدماغ الطفل، ما يجعله يشبه الإدمان في تأثيره. ويرجع ذلك إلى الإيقاع السريع والألوان الزاهية والموسيقى المتكررة، ما يحفّز إفراز مادة الدوبامين في الدماغ، ويدفع الأطفال إلى التعلق الشديد بالشاشة ورفض الابتعاد عنها.

لقد حقق هذا المسلسل الكرتوني، والمعروف بشخصياته ذات العيون الواسعة وتصميمه الجاذب، ما يقرب من 200 مليار مشاهدة على منصة يوتيوب، ودخل بيوتًا في مختلف أنحاء العالم. لكن العديد من الآباء بدؤوا بإبداء القلق من تأثيره، واصفين إياه بأنه محفّز مفرط قد يثير نوبات الغضب عند الأطفال، بل وصفه بعضهم في منشورات متداولة على نطاق واسع بأنه "مخدر للأطفال".

قالت إيسلر، وهي أم من ولاية فرجينيا ومعلمة سابقة تنشر محتوى تربويا على وسائل التواصل الاجتماعي، في حديث لصحيفة نيويورك بوست إن ابنها البالغ من العمر أربع سنوات أصبح مدمنا على مشاهدة التلفاز، مضيفة "كان يجلس ملتصقا بالشاشة ويرفض تماما أن نغلقها".

تابعت أن نوبات الغضب أصبحت أمرا يوميا، خصوصا عند محاولة الانتقال بين الأنشطة، ما دفعها في النهاية إلى حظر المسلسل تماما، قائلة: "كان القرار واضحًا بالنسبة إلينا، لقد أوقفناه نهائيا".

تتفق معها هيليان، وهي كاتبة في مجال الجمال من نيويورك، والتي صرّحت لصحيفة واشنطن بوست "المسلسل سريع الإيقاع، عدواني للغاية، وتفاصيل الشخصيات -خاصة العيون الواسعة- تثير القلق. الأمر مخيف بالفعل". وأضافت أن ابنتها شاهدت المسلسل مرة واحدة فقط في منزل صديقة، لكنها أصبحت مهووسة به على الفور، ما دفعها لاحقًا إلى تجاهل المسلسل على نتفليكس حتى لا يظهر في توصيات الشاشة. وتابعت "أعتقد أنه يسهم في تقصير التركيز عند الأطفال، وهم يعانون بالفعل في هذا الجانب".

على شبكة الإنترنت، يشارك العديد من الآباء المحبطين تجاربهم مع ما تعرف بـ"نوبات كوكوميلون"، ويشبّهون تأثير هذا المسلسل على الأطفال بالمخدرات الرقمية. وكتب أحد الآباء في موقع "ريديت": بمجرد أن يتذوق الطفل كوكو، يصبح من الصعب التخلص من هذا الإدمان. في حين وصف والد آخر ما حدث لطفله بأنه "انهيار عصبي شديد بسبب إيقاف تشغيل المسلسل قبل موعد الاستحمام"، ما دفع العائلة إلى منعه تماما.

يحذر الأختصاصيون من أن هذا النوع من المحتوى السريع والمحفّز قد يؤدي إلى نوبات غضب، وضعف التركيز، واضطرابات سلوكية، خاصة عند محاولة إيقاف المشاهدة أو تقليل وقت الشاشة.

في المقابل، دعا الخبراء إلى اتباع نهج يُعرف بـ"التربية المضادة للدوبامين"، وهي طريقة تربوية تقوم على تأخير تعرّض الطفل للمحتوى المفرط التحفيز، وتوفير بيئات خالية من الشاشات، وتشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة بسيطة وتفاعلية، مثل اللعب اليدوي أو مشاهدة برامج بطيئة الإيقاع مثل "بارني" و"كير بيرز".

مواقع إلكترونية

مواضيع مرتبطة

مع فيلم «ليلو وستيتش».. هل قتلت «ديزني» سحر الرسوم المتحركة؟

لم تحظ الكثير من الأفلام الحية التي قدمتها "ديزني" بإشادات النقاد، بل هُوجم بعضها بضراوة.

«وولينا».. إنتاج سينمائي محلي يغرس حبّ التحدي والمغامرة في الاطفال

وولينا" فتاة تحلم منذ نعومة أظافرها بالتحليق عاليا وقيادة طائرة.. كيف نحثّ أطفالنا على تحقيق أحلامهم؟

 «مفاتيح القدس الخمسة» رسوم متحركة للأطفال.. من المغرب

بوابة سحرية لا تُفتح إلا بخمسة مفاتيح وغصن زيتون، يسافر الأطفال من الرباط إلى مدينة القدس ..

كلمات مفتاحية

أفلام للأطفال