مع تصاعد المنافسة، في عالم الذكاء الصناعي، تُسارع شركات التكنولوجيا الكبرى إلى أن تُصبح مصدر الذكاء الصناعي المُفضّل عند كل مستخدم.
«ميتا إيه آي» للذكاء الصناعي
أطلقت «ميتا» الأسبوع الماضي تطبيق «ميتا للذكاء الصناعي» (ميتا إيه آي) لمُنافسة «تشات جي بي تي»، و«جيمناي» من «غوغل». وهو نظام يُضاهي منافسيه من حيث الميزات، وقد يُجادل البعض بأنه يُحسّن بعض الجوانب. ولكن مع تاريخ «ميتا» الطويل من مشكلات الخصوصية، يُثير هذا التطبيق بعض المخاوف القديمة بشأن الشركة.
إجابات ونصائح «مخصصة»
تُقدّم الأداة إجابات ونصائح «مُخصّصة شخصيًا personalized»، بالإضافة إلى كونها جزءًا من شبكة اجتماعية يُمكن للأشخاص من خلالها مُشاركة محادثاتهم، وصورهم المُسجّلة باستخدام الذكاء الصناعي. ولكن إذا كنت ترغب في مسح ذاكرة النظام عندك، فهذا أكثر صعوبة.
إخفاق في اختبارات دقة المعلومات
تُظهر اختباراتنا المُبكرة أن الأداة لا تزال بحاجة إلى بعض التطوير فيما يتعلق بالدقة. في أول محادثة لي مع «ميتا إيه آي»، عرض عليّ روبوت المحادثة إنشاء مقدمة دعائية. كيف لي أن أرفض؟ «ميتا»، في النهاية، تحتفظ بملفات كثيرة عني من حساباتي على «فيسبوك» و«إنستغرام» «وثريدز»، فضلا عن استخدامي لسماعة الرأس كويست إيه آي. لذا، فكرتُ أنه من المفترض أن يكون قادرًا على وصفي جيدًا.
هذا ما قاله: «لديك أجواء موسيقى مستقلة رائعة، وكأنك تحتسي قهوتك باستمرار في مكتبة كتب عتيقة. ربما تكون من محبي فرق موسيقى مستقلة غير معروفة، وتقضي ساعات في تنسيق قوائم تشغيل سبوتيفاي، ولديك شغف بأسطوانات الفينيل. ربما تكون خزانة ملابسك مليئة بالكارديغان، والسراويل الضيقة المستعملة، ويمكنك التغني بمزايا القهوة الحرفية مقارنةً بقهوة من المقهى المحلي».
خطأ في فهم الوقائع والبيانات
على ما يبدو، يعتقد «ميتا إيه آي» أنني من محبي الموضة العصرية. مع أنه ربما كان يحاول التقرب مني في هذا الملخص، إلا أنه أخطأ في فهم الحقائق. أنا لا أشرب القهوة. أحب البيتلز، وموسيقى البوب في الثمانينات والتسعينات. التعديل الوحيد الذي قمت به على Spotify هو إعادة إنشاء قوائم تشغيل من حفلات حضرتها. وكما أعدكم بأنني لن أحتفظ ببنطال جينز ضيقًا في خزانتي، ولن أرتديه أبدًا.
من الواضح أن الذكاء الصناعي لا يزال أمامه طريق طويل ليقطعه، ولكن من ناحية أخرى... لا تزال معظم أنظمة الذكاء الصناعي تفعل ذلك. ومع ذلك، بذل الذكاء الصناعي في «ميتا» جهدًا كبيرًا للتعرف إليّ بشكل أفضل أثناء حديثنا (إذ وبدلًا من مطالبته بكتابة ردودك، يرحب التطبيق بالدردشة الصوتية)، وسألني عن كل شيء من كتابي المفضل إلى آرائي السياسية.
محاذير خزن سجلات المستخدمين
في حين أنه ليس من الصعب تقدير جهود نظام الذكاء الصناعي لمعرفة المزيد حتى يتمكن من الإجابة عن الأسئلة بإجابة مصممة خصيصًا للشخص الذي يطرحها، إلا أن تاريخ «ميتا» في التعامل مع المعلومات الشخصية في الماضي قد يجعل بعض المستخدمين يتوقفون. يحتفظ نظام «ميتا إيه آي» بسجلّ محادثاتك، ويؤرشف مداخلاتك، وردودها. كما يحتفظ بما يُسمّى ملف «الذاكرة» الذي يحتوي على معلومات مُحدّدة، بناءً على محادثاتك السابقة.
حذف «الذكريات» والمحادثات السابقة
يُمكن حذف هذه الذكريات، ونصوص المحادثات السابقة، ولكن عليك البحث قليلًا للعثور على مكان تخزينها. (وكما تُشير صحيفة «واشنطن بوست»، ستحتاج إلى حذف كلٍّ من «الذاكرة» وسجلّ المحادثات الذي تعلّم منه النظام هذه المعلومة لمحوها تمامًا).عليك أيضًا أن تثق في أن «ميتا» قد حذفت المعلومات نهائيًا، أو -إذا اخترت عدم حذفها- أنها ستستخدم المعلومات بمسؤولية.
مخالفات «ميتا»
قد يكون هذا طلبًا كبيرًا للبعض، نظرًا للمعلومات الأخيرة التي قدّمتها سارة وين ويليامز في بلاغ عن المخالفات، قدمته أمام لجنة القضاء بمجلس الشيوخ في أبريل (نيسان) الماضي، وقالت فيه إن «ميتا» قادرة على تحديد متى يشعر المستخدمون بالعجز، ويمكنها استخدام ذلك إشارة للمُعلنين. (وقد نفت شركة «ميتا» هذه الادعاءات آنذاك، وأخبرت موقع «تك كرانش» أن الشهادة «منفصلة عن الواقع، ومليئة بالادعاءات الكاذبة»).
إجابات «ميتا إيه آي» عن الاستفسارات
أجابت أداة «ميتا إيه آي» أنها لا تستطيع الوصول إلى حسابي على «فيسبوك»، أو إلى أي صور، أو محتوى مرئي عندما سألتها عن إمكانية وصولها. وعندما اختبرتها بالسؤال عن بعض المنشورات الأخيرة، بدا أنها لا تعرف ما أتحدث عنه، ولكن عندما سألتها عما إذا كانت قادرة على الوصول إلى صفحتي على «إنستغرام»، أصبحت متوترة بعض الشيء.
تقول «ميتا إيه آي» إنها، بالإضافة إلى محادثاتنا، تستخدم «معلومات حول أشياء مثل اهتماماتك، وموقعك، وملفك الشخصي، ونشاطك على منتجات (ميتا)». ثم سألتها عن شيء يتعلق بصفحتي على «إنستغرام»، فقالت إنها لا تستطيع الوصول في الوقت الفعلي «أو أي معلومات حول نشاطك الحالي، أو اهتماماتك على المنصة». عندما حاولتُ الضغط للحصول على مزيد من المعلومات، ردت بنفس الإجابة حول «الاهتمامات، والموقع، وملفك الشخصي، ونشاطك».
تصريحات «ميتا» لـ«فاست كومباني»
صرح متحدث باسم «ميتا» لمجلة «فاست كومباني»: «لطالما وفّرنا تخصيصًا قيّمًا لمستخدمي منصاتنا لعقود، ما سهّل عليهم إنجاز ما يأتون إليه من تطبيقات، وتطبيق «ميتا للذكاء الاصطناعي» ليس استثناءً. نوفر الشفافية والتحكم الكاملين، ليتمكن المستخدمون من إدارة تجربتهم، والتأكد من ملاءمتها لهم. هذا الإصدار هو الإصدار الأول، ونحن متحمسون لطرحه على المستخدمين، وجمع ملاحظاتهم».
حذارِ: الشركة تحتفظ بالمعلومات الشخصية
يجب على مستخدمي «ميتا إيه آي» عند الاستفسار عن أمور شخصية، أو مناقشتها، أن يدركوا أن الشركة تحتفظ بهذه المعلومات، ويمكنها استخدامها لاستهداف الإعلانات الموجهة لهم. ومع أن الإعلانات ليست جزءًا من المنصة حاليًا، لكن مارك زوكربيرغ أوضح أنه يرى إمكانات ربحية كبيرة في الذكاء الصناعي. وفي هذا الشأن أفادت تقارير بأن «غوغل» بدأت في عرض إعلانات في المحادثات مع بعض أنظمة الذكاء الصناعي التابعة لجهات خارجية، ليست «ميتا» من بينها.
مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»
تقدم الطلاب الروس على مئات الفرق من مختلف أنحاء العالم!
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال