يظهر كثير من «التريندات» الرقمية والفلاتر وتحديات «السوشيال ميديا» بشكل متكرر. كان آخرها موجة جديدة اجتاحت الإنترنت، وهي تحويل الصور والمعلومات الشخصية إلى دُمَى واقعية باستخدام الذكاء الصناعي. من «تيك توك» إلى «إنستغرام»، يتسابق المستخدمون على رفع صورهم لتتحول إلى نسخ خارقة أو شخصيات «أنمي». التجربة ممتعة وتبدو آمنة، ولكن خبراء الأمن السيبراني لديهم رأي آخر!
وفقًا لشركة «كاسبرسكي» العالمية للأمن الرقمي، هذه الصيحة ليست مجرد موضة بريئة؛ بل تفتح الباب أمام تهديدات خفية تتعلق بخصوصيتك وهويتك الرقمية.
حين تصبح المتعة بوابة للانكشاف
ما لا يدركه كثير من المستخدمين هو أن المشاركة في هذه التحديات تتطلب تحميل كمٍّ كبير من البيانات الشخصية، كصور وأسماء مستعارة ومعلومات العمل والهوايات وحتى تفاصيل العائلة. ويكون ذلك غالبًا على منصات غير واضحة في سياساتها. يقول براندون مولر، الخبير التقني لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «كاسبرسكي» إن الانضمام إلى التريندات أمر ممتع: «لكن علينا أن نفهم ما قد يترتب عليه؛ حيث إن مشاركة الصور والبيانات الشخصية قد تفتح المجال أمام القراصنة لاختراق حياتك الرقمية».
تبرز دراسة «كاسبرسكي» المفارَقة في نهج المستخدمين تجاه خصوصيتهم الرقمية. على سبيل المثال، 45 في الماة من المشاركين في الاستطلاع من المملكة العربية السعودية يحرصون على تغطية كاميرات أجهزتهم للحفاظ على الخصوصية، و44 في المائة يستخدمون التصفح المتخفي للتصفح الآمن، إلا أن 47 في المئة من المشاركين أقرُّوا بأنهم يقدِّمون معلوماتهم الشخصية لجهات غير معتمدة، مقابل الوصول إلى الألعاب والاختبارات الإلكترونية. ويتم ذلك عادة دون إدراك للعواقب الأمنية التي قد تنجم عنه.
التهديدات المحتملة
قد تبدو تجربة استخدام الأدوات الرقمية بسيطة ومسلية، ولكنها تحمل في طياتها مخاطر حقيقية يجب ألا نستهين بها. من أبرز هذه المخاطر سرقة الهوية التي تتيح للمخترقين إنشاء حسابات مزيفة بانتحال شخصية المستخدم، وهجمات التصيد التي تعتمد على تصميم رسائل خادعة مستندة إلى بياناته الشخصية لخداعه أو خداع معارفه، بالإضافة إلى خطر استغلال البيانات البيومترية؛ حيث يمكن استخدام صور وجهه عالية الدقة في أنظمة التعرف على الوجوه، أو لأغراض أخرى غير معلنة. الأخطر من ذلك أن المستخدم قد لا يكتشف أبدًا إلى أين انتهت بياناته الشخصية، أو كيف يتم استخدامها دون علمه.
كيف تحمي نفسك؟
لحماية نفسك من هذه المخاطر، ينصح خبراء الأمن الرقمي باتباع عدة إجراءات وقائية:
أولًا وقبل كل شيء، تجب قراءة سياسات الخصوصية بعناية قبل الموافقة على أي شروط استخدام، والتقليل من مشاركة البيانات الحساسة، مثل العنوان والمعلومات المالية والصور الشخصية عالية الجودة.
من الأفضل استخدام صور عامة أو لقطات رمزية بدلًا من الصور المباشرة لوجهك، مع مراقبة الأذونات الممنوحة للتطبيقات، وعدم منحها إلا الحد الأدنى الضروري من الصلاحيات. كما يُنصح باستخدام برامج أمنية موثوقة مثل «كاسبرسكي بريميوم» (Kaspersky Premium) لتأمين الأجهزة ورصد التهديدات المحتملة، مع ضرورة متابعة آخر التطورات في مجال الأمن الرقمي، ومراجعة الحسابات المهمة بانتظام، للكشف عن أي نشاط مريب.
ما وراء متعة دُمَى الذكاء الصناعي
قد تبدو تطبيقات تحويل الصور إلى دمُى ذكاء اصطناعي مسلية وغير ضارة، ولكنها تخفي مخاطر حقيقية لا ينبغي تجاهلها. عندما تشارك صورك الشخصية مع هذه التطبيقات، فأنت تمنحها حق الوصول إلى بياناتك البيومترية الحساسة التي يمكن استخدامها لأغراض أخرى دون علمك. الخبراء الأمنيون يحذرون من أن هذه الصور قد تذهب إلى قواعد بيانات تُستخدم لأنظمة التعرف على الوجوه أو حتى لأغراض احتيالية.
قبل أن تشارك أي صورة شخصية، خذ دقيقة للتفكير في العواقب المحتملة. اقرأ شروط الخدمة جيدًا، وتأكد من سمعة التطبيق، واسأل نفسك إن كانت هذه المتعة العابرة تستحق المخاطرة ببياناتك الشخصية. الحل ليس الامتناع عن التكنولوجيا؛ بل استخدامها بوعي وحذر، مع الحرص على حماية معلوماتك الشخصية بوصفها أولوية قصوى.
جمع هذا النموذج بين الرياضة والتعليم والقيم العائلية.
تمثل ظاهرة باربي الذكاء الصناعي تهديدا ثلاثيا لخصوصيتنا وثقافتنا وكوكبنا.
«شينمو» اختيرت أكثر لعبة مؤثرة في التاريخ في استطلاع أوروبي.
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال