برامج كشف الغش بالذكاء الاصطناعي.. هل نتائجها دقيقة؟

برامج كشف الغش بالذكاء الاصطناعي.. هل نتائجها دقيقة؟

تثير التقنيات الحديثة المبنية على الذكاء الاصطناعي تساؤلات مهمة حول موضوعية وفاعلية أجهزة الكشف عن الغش في البيئات التعليمية؛ إذ أظهرت دراسات علمية نتائج مثيرة عن برامج الكشف عن الغش باستخدام الذكاء الصناعي، إذ اتهمت طلاباً غير ناطقين باللغة الإنجليزية بالغش فقط لأن لغتهم كانت مختلفة عن الناطقين بها، واعتقدت البرامج أن الطلاب استخدموا أجهزة الذكاء الاصطناعي فاتهمتهم بالغش.

هذه النتائج تثير تساؤلات حول موضوعية وأخلاقية برامج الكشف عن الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي، خصوصاً بعد ما أثبتته الدراسة وما وصفته بأنه تمييز أو تحيز ضد غير الناطقين باللغة الإنجليزية كلغة أم، عندما استخدموها.


هل تتحيز البرامج التي تكشف الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد البحثية الأمريكية أن سبعة أجهزة مشهورة للكشف عن النصوص الذكية أجرت اختبارات على 91 مقالة باللغة الإنجليزية، كُتبت من قِبل غير الناطقين بها. أظهرت النتائج أن أكثر من نصف المقالات التي تم اختبارها، والتي كُتبت بواسطة أشخاص غير متحدثين بالإنجليزية بطريقة فصيحة، تم تصنيفها على أنها من إنتاج الذكاء الاصطناعي.

ووفقاً للدراسة، فقد حددت هذه الأجهزة أكثر من نصف المقالات (61.22%)، التي كُتبت كجزء من اختبار إجادة اللغة الإنجليزية المعترف به على نطاق واسع، المعروف باسم اختبار اللغة الإنجليزية "توفل"، على أنها من إنشاء الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، عندما فُحصت مقالات الطلاب الناطقين بالإنجليزية، تم اعتبار 90% منها كتابة بشر.

بناءً على هذه النتائج التي نشرتها جامعة ستانفورد الأمريكية (Stanford University)، طلب الباحثون من برنامج الذكاء الصناعي الشهير "شات جي بي تي" إعادة كتابة مقالات "توفل" للطلاب غير الناطقين باللغة الإنجليزية بجودة أعلى، وعرضوا هذه المقالات على أجهزة الكشف عن المقالات المكتوبة بالذكاء الصناعي، ولكن جميعها تم تصنيفها على أنها من كتابة بشر.

وفحصت جميع أجهزة الكشف السبعة بالذكاء الاصطناعي بالإجماع 18 مقالاً من بين 91 مقالاً لطلاب توفل (نسبة 19%) على أنها تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الصناعي. في حين تم تمييز 89 مقالاً من 91 مقالاً في اختبار توفل (نسبة 97%) بواسطة واحد على الأقل من أجهزة الكشف عن المقالات المكتوبة بالذكاء الاصطناعي.

ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج عن برامج الكشف عن الغش بالذكاء الاصطناعي تسلط الضوء على تحيز يمكن أن يؤثر سلباً على مستقبل الطلاب والأكاديميين والمتقدمين للوظائف. 

 


هل يمكن خداع أجهزة الكشف عن الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

أشارت أبحاث أيضاً إلى إمكانية تخريب أجهزة الكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي بسهولة من خلال ما يعرف بـ "الهندسة السريعة". 

يُفسر هذا المصطلح الفني في مجال الذكاء الاصطناعي ببساطة بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي يطلب ببساطة "إعادة كتابة" المقالات لتضمن لغة أكثر تعقيداً، مما يجعلها أصعب في الكشف عنها. 

إذ قال الأستاذ المساعد في علوم البيانات الطبية الحيوية في جامعة ستانفورد، جيمس زو: "من الواضح أن أجهزة الكشف الحالية غير موثوقة وقد يتم خداعنا بسهولة من خلال نتائجها، لذا يجب أن نكون حذرين للغاية في استخدامها كحل لمشكلة الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي"، وفق ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.

 


المصدر: عربي بوست

 

مواضيع مرتبطة

دبوس الذكاء الاصطناعي من شركة هيومان.. ثورة تقنية أم خدعة جديدة؟

تعتمد وظائف دبوس الذكاء الاصطناعي على واجهة تعمل باللمس والأوامر الصوتية

ميتا تطلق Llama 3... «أقوى» AI مفتوح المصدر

يتفوق Llama 3 في مهام التفكير المعقّدة، وتوليد سطور البرمجة، واتباع التعليمات المتعددة الخطوات بدقة.

كلمات مفتاحية

تكنولوجيا انترنت