"طوفان الأقصى".. مبادرات لتعريف الأطفال بالقضية الفلسطينية

"طوفان الأقصى" هذا الحدث الكبير ، صاحبه رغبة واسعة في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية بين الأجيال الناشئة، وعرض قصة ما يجري على الأرض، بطريقة مبسطة موجهة للأطفال.

 

لم يتوقف أمر "طوفان الأقصى" عند حدود فلسطين، فالعمليات التي شنتها "كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، صاحبها رغبة واسعة في المشاركة في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية بين الأجيال الناشئة، وعرض قصة ما يجري على الأرض، بطريقة مبسطة موجهة للأطفال، تارة عبر ورش للحديث عن قضية فلسطين، وتارة عبر مسابقات للرسم للتعرف على قصة علم أرض السلام ومعنى ألوانه، أو حكايات وألعاب للأطفال تمنحهم معرفة أكبر بما يجري على شاشات التلفزيون، وجذوره.

المقاومة بالرسم

ما إن بدأت الأحداث حتى بادر الرسام المصري عمرو الطاروطي بالإسهام في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية من خلال إقامة ورشة مستوحاة من الحدث، عبر مجموعة يديرها بموقع فيسبوك، باسم "كتب أطفال"، تضم أكثر من 20 ألف عضو، من الرسامين وكتّاب الأطفال المحترفين، فضلا عن عدد ضخم من الآباء في الوطن العربي.

يقول الطاروطي : "في الوقت الذي نمتلك فيه وعيا بالقضية التي عاصرنا الكثير من أحداثها، ما تزال الأجيال الجديدة بحاجة إلى فهم ما يجري، ومعرفة الأمر بشكل يناسب أعمارهم، لذا فكرنا في تنظيم نشاط يربط أذهان الأطفال بالقضية الفلسطينية".

وركزت الورشة -التي تم تنظيمها من بعد- على ألوان علم فلسطين وفكرته، وانتهت بمسابقة لرسم العلم، وكانت مكافأتها اشتراك مجاني لـ3 أشهر في تطبيق موجه للأطفال. ويضيف الطاروطي "فوجئنا بإقبال ضخم، رغم الحزن المسيطر على الجميع، وحالة الترقب والفرحة بالنصر المشوبة بالتوجس. كان الناس حريصون على المشاركة في المسابقة، وقد وصلنا في 24 ساعة فقط، 183عملا فنيا، شارك فيها الأطفال من كل الجنسيات تقريبا، لكننا قررنا أن نختار حكما للمسابقة، فلسطيني الجنسية، وعليه تواصلنا مع الرسامة الفلسطينية الكبيرة أماني البابا".

ويتابع: "أصرت أماني البابا على أن تكون معنا رغم الظروف الجارية، واختارت 3 فائزين تراوحت أعمارهم بين 7 و8 سنوات، وقد تأثرت كثيرا بالمسابقة، حتى إنها أرسلت لنا مقطع فيديو مسجلا تشكرنا فيه على مشاعرنا وعلى أننا نقاوم بشكل مختلف، حتى لو كانت المقاومة عبارة عن رسمة".

كلمة السر "مجانا"

عشرات المبادرات الموجهة إلى الأطفال حاولت تبسيط الأفكار الكبرى المتعلقة بـ"القضية الفلسطينية" عبر أنشطة فنية موجهة للأطفال، تحت شعار "مجانا" دعما للقضية وأهلها. من بين هذه المبادرات ورشة مجانية للأطفال للتعرف إلى حكاية فلسطين بشكل مبسط، والتراث الفلسطيني والمسجد الأقصى. ونظمت هذه المبادرة الفنية بعنوان "ضي"، عبر تطبيق زووم لفائدة الأطفال من 4  إلى 7 سنوات، وشهدت إقبالا كبيرا. أما مشروع "مكوك" الفني الموجه للأطفال، فقد أتاح عبر موقعه الرسمي كتاب تلوين بعنوان "فلسطين بالألوان".

كما نشرت مجلة الأطفال المصرية "علاء الدين" صورة بطلها الرئيسي مرتديا الشال الفلسطيني، مع عبارة "سنبقى صامدين وستبقى فلسطين".بينما رشحت مبادرة "طنون" الإلكترونية، عروضا لكتب الأطفال التي تدور حول فلسطين والتي يمكن قراءتها للأطفال من عمر العامين.

وفي السياق، سار القائمون على مبادرة "زرعة بتكبر" الموجهة لتعليم الأطفال، حيث تم تحويل جهد المعلمات الثلاث القائمات على المبادرة، ريهام ورضوى ويمنى، إلى ورش مجانية للأطفال، لتعريفهم بفلسطين وتاريخها وخريطتها، وجها لوجه، مؤكدين عبر صفحتهم الرسمية: "ثاني وثالث وعاشر، طوال ما في نفس سنعيد الورشة".

التبرع بـ"الخريطة"

لم يتخيل أحمد ضيوف، الناشر المصري، أحد مؤسسي دار كتوبيا، ومدير النشر بدار سديم، أن يصله تبرع من نوع مختلف في ظل الأحداث الجارية، فما إن أعلن عن بيع لعبة أحجية خشبية "بازل" لخريطة فلسطين، حتى تبرعت إحدى السيدات بألف نسخة مطبوعة من الخريطة موجهة للأطفال. ويقول "ضيوف" : "بدأت فكرة اللعبة التي نبيعها في مكتبات الإسكندرية، قبل سنوات، وجاءتنا فكرتها حين قام موقع "غوغل" باستبدال أسماء مدن فلسطين على خريطتها بأسماء عبرية، ففكرنا وقتها في تصميم لعبة تعليمية فيها خريطة فلسطين، على أن تكون خشبية، لتوجه إلى الأطفال، من أجل تعريفهم بشكل الخريطة بالتفصيل".

وأضاف: "لاحقا أرسل لنا أحد المتبرعين، خريطة رقمية "ديجيتال" مجانا لطباعتها، وكنا نوزعها في ذلك التوقيت مجانا، ومنذ ذلك الحين ونحن نقوم بالتوزيع، حتى قامت إحدى السيدات، بطباعة الخريطة لتوزيعها مع اللعبة الخشبية". إيمان "ضيوف" بأهمية زرع الوعي في عقول الأطفال بالقضية الفلسطينية في مرحلة مبكرة، كان هو ذاته السبب الذي دفع القائمين على تطبيق "نوري" الإلكتروني، لإتاحة القصص مجانا عبر التطبيق، لمدة أسبوع، عقب جمعة طوفان الأقصى، ومن بينها القصص التي تدور حول فلسطين، مثل قصة "حكاية المسجد الأقصى"، وقصة "سندباد في القدس".

 

 

المصدر : الجزيرة

 

مواضيع مرتبطة

تسع مهارات أساسية لن يتعلّمها طفلك في المدرسة

يهمل بعض أولياء الأمور في تعليم أطفالهم مجموعة أساسية من المهارات بدعوى صغر أعماره؛ فهل يصحّ ذلك؟

خمس نصائح لجعل منزلك بيئة آمنة للأطفال الصغار

لجعل المنزل بيئة آمنة للأطفال يجب تأمين الخزائن والأدراج والأرفف العالية 

إفطار جماعي للأطفال لتعزيز قيم شهر رمضان المبارك

الشهر الفضيل فرصة لتعليم الأطفال التكاتف والمحبّة وعمل الخير..

كلمات مفتاحية

ألعاب_تربوية