التصدي للتأثير الضار للمعلومات المضللة على الأطفال في وسائل التواصل الاجتماعي

 

تشير إحصائيات حديثة إلى أن ما يزيد عن نصف سكان الأرض يستخدمون الإنترنت، حوالي 71% بالمئة منهم تتراوح أعمارهم بين 15-24 سنة، ومع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها القوي، تنذر هذه الأرقام بخطر كبير على الأطفال خاصة مع الانتشار الكبير وتواجدهم المستمر على تطبيقات مثل انستغرام و تيك توك.

الأمر الذي يؤدي لتفاقم المخاطر المحتملة  للتعرض للمعلومات المضللة على الأطفال، حتى الأطفال الصغار جدا أولئك الذين ليس لديهم إمكانية الوصول لوسائل التواصل الاجتماعي قد يتعرضون للمخاطر من خلال تفاعلهم مع الأقران و الآباء ومقدمي الرعاية والمعلمين المتأثرين بالمعلومات المضللة، ويكون هذا الخطر كبيراً على الأطفال نظراَ لأن قدراتهم المعرفية لا تزال في طور النمو.

الأطفال مستخدمون نشطون للإنترنت، لكنهم لا يمتلكون دائماً القدرة المعرفية والعاطفية للتمييز بين المعلومات الموثوقة وغير الموثوقة. نتيجة لذلك لا يقتصر الضرر فقط على تلقي المعلومات المضللة بل من المعلومات التي  قد ينشرونها أيضاً بين أقرانهم، كما أنه من الممكن أن يساهموا في خلق معلومات مضللة على منصات مثل يوتيوب وإنستغرام وتيك توك لأسباب مختلفة تتعلق بتكوين شخصيتهم مثل التعبير عن الذات، أو لإرضاء أنفسهم وتحقيق رغبتهم في أن يكونوا جزءاً من عالم التواصل الاجتماعي وأن يصبحوا مشهورين.

يساعد في انتشار المعلومات المضللة التي يختلقها هؤلاء الأطفال معرفتهم بخوارزميات الانتشار التي توفرها منصات وسائل التواصل الاجتماعي، فهم على سبيل المثال يدركون أكثر من غيرهم أهمية المشاركة والتعليق على المنشورات لازدياد انتشارها.


بعض الأمثلة عن معلومات مضللة قد يتعرض لها الأطفال خلال تواجدهم على وسائل التواصل الاجتماعي: 

1- الألعاب والتحديات الخطيرة: يمكن أن تنتشر فيديوهات أو تحديات على وسائل التواصل الاجتماعي تشجع الأطفال على القيام بأنشطة خطرة أو غير آمنة، على سبيل المثال قد تحث بعض التحديات الخطيرة الأطفال على تناول مواد سامة أو القيام بأفعال خطيرة مما يعرضهم للإصابة أو الإيذاء.

2- التنمر أو المعلومات العنصرية أو الكراهية: قد يتعرض الأطفال للتنمر أو لمحتوى عنصري أو كراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء كان على شكل تعليقات سلبية أو صور أو مقاطع فيديو مسيئة. يمكن أن يؤثر هذا على الثقة في الذات لدى الأطفال ويزيد من انعزالهم وعدم الاندماج الاجتماعي.

3- الإعلانات المضللة: هناك كم هائل من الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي, قد تحتوي هذه الإعلانات على معلومات مضللة أو مبالغة في المزايا المقدمة، يؤثر ذلك على اتخاذ الأطفال لقرارات شراء خاطئة أو تنمية مفهوم خاطئ حول منتج معين.


من جانب آخر تحمل المعلومات المضللة آثار سلبية عديدة على الأطفال، منها:

1- نقص الثقة في المعلومات: عندما يتعرض الأطفال للمعلومات المضللة بانتظام، قد يسبب ذلك اشتباه الأطفال في صحة المعلومات التي يستقبلونها، قد يتطور ذلك إلى عدم الثقة في الشخص الذي يقدم المعلومات أو في مصادر المعلومات بشكل عام.

2- انتشار السلوكيات الخاطئة: قد يؤدي تلقي الأطفال للمعلومات المضللة إلى انتشار السلوكيات الخاطئة بين الأطفال. على سبيل المثال إذا تعلم الأطفال معلومات غير صحيحة حول مواضيع الصحة العامة فقد يتبعون سلوكاً خاطئاً يؤثر على سلامتهم.

3- ضعف القدرة على التفكير النقدي: المعلومات المضللة قد تحد من قدرة الطفل على التفكير النقدي  وتقييم المعلومات بشكل صحيح. إذا تعود الأطفال على تلقي معلومات غير صحيحة دون تحليل أو تقييم لها، قد يصعب عليهم اتخاذ قرارات منطقية في المستقبل.

4- التأثير على التطور العقلي والاجتماعي للطفل: يمكن أن تترك المعلومات المضللة أثراً كبيراً على تطور الأطفال العقلي والاجتماعي, وقد يؤثر ذلك على التطور العقلي والقدرة على فهم العالم من حولهم.


يمكن للأهل اتباع الإجراءات التالية للحد من تأثير المعلومات المضللة على الأطفال:

1- نشر التوعية في أوساط الأطفال: يتضمن ذلك إيصال رسالة مبسطة للأطفال مفادها أن ليس كل ما ينشر على الإنترنت صحيحاً، ويجب عليهم طلب المساعدة من الأهل بشكل مباشر للتحقق من المعلومات والتأكد من صحتها.

2- تعزيز المهارات الرقمية لدى الأطفال: يكون ذلك من خلال دورات تعليمية تركز على التحقق من المعلومات والتفكير النقدي وتحليل المعلومات التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتشجيعهم على الاعتماد على المصادر الموثوقة مثل المواقع الرسمية للمؤسسات التعليمية أو المواقع الموثوقة التي تقدم محتوى مخصص للأطفال.

3- الإشراف والمراقبة: من الضروري أن يقوم الأهل بمتابعة أنشطة الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل منتظم، من خلال تثبيت تطبيقات المراقبة الوالدية أو تحديد أوقات استخدام الإنترنت للأطفال وأن يكون بإشراف الأم أو الأب للحفاظ على سلامة الأطفال الرقمية والنفسية. 

4- توفير بيئة نقاش تشاركية للأطفال: توفير بيئة مريحة يتاح فيها للأطفال مناقشة المعلومات التي تصلهم من وسائل التواصل الاجتماعي مع الأهل أو في المدرسة وإعطاء أهمية للأسئلة التي يتم طرحها والتشجيع على الاستفسار بشكل دائم. يحتاج الأطفال للدعم والتوجيه الإيجابي عند التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي. 


أخيراً، من خلال التوعية والتثقيف والمراقبة الفعالة يمكن تقليل تأثير المعلومات المضللة على الأطفال وتمكين هذه الفئة العمرية من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل آمن ومسؤول.

 

 

المصدر: موقع سلامتك الإلكتروني

 

مواضيع مرتبطة

"واتسآب" يحصل على ميزات جديدة

هذه الميزات ستكون متاحة لجميع المستخدمين في الأشهر المقبلة.

واتساب يختبر خاصية لنقل الملفات من دون اتصال بالإنترنت

People Nearby تستخدم في واتساب تقنية بلوتوث لنقل الملفات بين الأجهزة 

خوفًا من السلوك الإدماني.. تيك توك تعلّق ميزة المكافآت 

ميزة "تيك توك لايت" تشترط على المستحدمين أطول مدة في مشاهدة محتوى التطبيق للحصول على مكافآت مادية..