الواقعان المعزّز والافتراضيّ

الإمكانيّات والمخاطر

 

الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR)، هما اثنان من أكثر التقنيات إثارة في عالم التكنولوجيا الحديثة، وكلاهما يمتلكان القدرة على تغيير كثير من جوانب حياتنا، من التعليم والتدريب، إلى الفن والترفيه. وربما أكثر القطاعات المتأثرة بتلك التقنيات هو قطاع الألعاب.

وفقاً لتقارير لـ Valuates Reports من المتوقّع أن يصل حجم سوق الواقعين الافتراضيّ والمعزّز إلى 571.42 مليار دولار بحلول عام 2025، أيّ ما يعادل نموّاً قدره 50 مرّة من قيمتها السّوقية عام 2017.

باختصار، يحاكي الواقع الافتراضيّ عالماً ثلاثيّ الأبعاد بشكل شامل و كامل، بينما تركّز تجارب الواقع المعزّز على إضافة طبقات جديدة من المعلومات الرّقمية إلى ما نراه. ويُعرف الواقعان الافتراضيّ والمعزز معاً بالواقع الممتدّ (XR).


ما الذي نفعله اليوم في الواقعين الافتراضي والمعزز؟

نشأت تقنية الواقع الممتدّ في خمسينيّات القرن الماضي، وشهدت مراحل مختلفة من التّطوّر حتّى يومنا هذا، حيث تتكشّف إمكاناتها باطّراد في مختلف القطاعات.

1- في عالم الألعاب: أصبح الواقع الممتد ثقافة شائعة؛ فقد حقّق نجاحاً كبيراً.

2- في مجال الرّياضة: أصدرت شركة Xtrematic للتّقنية، مجموعة ألعاب للواقع الافتراضيّ تسمح للنّاس بتجربة الرّياضات الخطيرة وما يرافقها من الأحاسيس المذهلة. فيمكنك مثلًا ركوب الخيل أو ركوب القطار الأفعوانيّ أو التّزلج أو القيادة في الصّحراء وغيرها من المغامرات المثيرة.

3- في مجال الفنّ: تقدّم فنانة الواقع الافتراضيّ "آنا جيليفا" عروضاً مبهرة في جميع أنحاء العالم، وتذهل الجماهير بلوحاتها الحيّة ثلاثيّة الأبعاد.

4- في مجال الترفيه الأوسع: يسمح الواقع الافتراضي الآن برؤية معارض وحفلات موسيقية ومتنزهات ترفيهية رائعة ومتاحف وصالات عرض بغض النظر عن مكان تواجد المشاهدين.

5- في مجال الأعمال التجارية: وجد خبراء التسويق إمكانات كبيرة في الواقع الممتد، وبإمكانهم الآن تزويد المستخدمين بتجربة افتراضية للمنتجات والخدمات بطريقة تزيد مبيعاتهم.

6- في التطبيقات العسكرية والطيران: يوفر الواقع الممتد فرصاً كبيرة وآمنة وفعالة من حيث التكلفة لتدريب الموظفين.

7- في مجال الرّعاية الصّحّيّة: الفرص كبيرة أيضاً؛ فقد تمّ بالفعل اعتماد الواقع الافتراضيّ لعلاج مجموعة متنوّعة من الحالات الطّبّيّة مثل الرّهاب واضطرابات القلق.
 

ما هي مخاطر استخدام الواقعين الافتراضي والمعزز؟

1- تتبّع العين: كما أثارت تقنية تعرّف الوجه الكثير من التّحذيرات الأمنيّة، فإنّ تتبّع العين لا يعدّ أقلّ خطورة؛ فالعيون هي نوافذ للرّوح، وهناك مخاوف من تمكّن المعلنين فهم اللّاوعي بشكل أفضل عبر الواقع الافتراضيّ، حيث سيغيرون رسائلهم وفقاً لذلك؛ للتّأثير على سلوكيّات الشّراء.

2- مسائل الخصوصية: يمكن بالإضافة إلى تتبع العين تسجيل بيانات بيومترية، ما يعد انتهاكاً آخر للخصوصية إلى جانب ما أظهرته الدراسة التالية: تمكن الباحثون من تحديد المستخدمين بدقة 90٪ من خلال جمع بياناتهم في 95 نقطة زمنية فقط أثناء تجربة في الواقع الممتد.

3- الحد الأدنى من التحكم في المحتوى: لا يمتلك المستخدمون خيارات أو تحكماً كبيراً في المحتوى الذي يشاهدونه تحت تأثير نظارات الواقع الممتد، ما قد يجعلهم عرضة للعنف أو البذاءة في جرعات غير صحية قد تؤدي إلى الإدمان!

4- تشويه الواقع: الآن بعد أن أصبحت أجهزة الاستشعار المثبتة داخل النظارات قادرة على تسجيل مجموعة متنوعة من حركات الوجه والجسم، لا يُستغرب احتمال إنشاء مصممي الواقع الممتد نُسخ طبق الأصل مزيفة عنك أو عن أشخاص معينين يمكنهم التأثير عليك، مثل المشاهير.

5- القلق والتوتر: يمكن لعيش تجارب غامرة بمعدل متكرر رفع مستويات التوتر لدى المستخدمين وإثارة القلق خاصةً عند خوض مواقف مثيرة. ويمكن للإشعاع الذي يتعرضون له الإخلال بعادات نومهم وتعريضهم إلى تقلبات المزاج.


ختاماً، لقد حقّقت تقنيات الواقعين الافتراضيّ والمعزّز قفزات كبيرة في جوانب مختلفة من حياتنا. ومع ذلك، تتوقّع الأبحاث والتّكهّنات تقدّماً مطّرداً خاصّة مع انتشار الأجهزة الذّكيّة والإلكترونيّة بالإضافة إلى نمو الإنترنت وتقنية (5G).

 


المصدر: موقع Safe Space + جريدة الشرق الأوسط

 

مواضيع مرتبطة

هل تدعم "غوغل" اللغة العربية في عمليات التحول الرقمي؟

أداة "جيمناي" في الذكاء الاصطناعي نفذت خطوات كبيرة في التكيّف مع تنوّع اللهجات المنطوقة باللغة العربية.

إنتاج روبوت صناعي إيراني بسبع درجات من الحرية

حصل هذا الروبوت على جائزة علمية؛ وليس له نموذج أجنبي مشابه.