تُعدّ تسميات الأجيال تقسيمًا أساسيًا لا مفرّ منه؛ فقد أصبحت هذه المصطلحات اختصارًا عند استحضار المقارنات بين الصغار والكبار وتعاملهم مع التكنولوجيا.

وتعود نظرية الأجيال إلى عالم الاجتماع الألماني "كارل مانهايم" والفيلسوف الإسباني "خوسيه أورتيجا"، وكلاهما كَتَبَ عن الأجيال في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
يتفاعل الشباب وكبار السّن، بشكل مختلف، مع أحداث اليوم اعتمادًا على المرحلة العمريّة التي هم فيها. هذه التقسيمات شاع استخدامها كثيرًا، واعتمدتها المكاتب الإحصائيّة، في كثير من دول العالم، فما هي تلك الأجيال؟ وكيف تختلف فيما بينها؟ نتعرّف إليها في هذا التقرير.

أنواع الأجيال

قُسّمت الأجيال على أساس العقد الذي ولِدوا فيه، والعادات الغالبة على تصرّفاتهم، واستخدامهم لنمط معين من الأجهزة أو التطبيقات التواصل  وبحسب ما يعتمدهُ "المكتب الأمريكي للإحصاءات" و"مكتب الإحصاءات في كندا"، هناك 4 أجيال، وهي:

أولًا: جيل الطفرة السكانيّة 

هو الجيل الذي تكون سنوات ميلادهِ محصورة بين "1946-1964"، وأعمارهم محصورة بين "57 إلى 75" سنة.

استهلاكه للوسائط

يُعدّ هذا الجيل من أكبر المستهلكين لوسائل الإعلام التقليديّة مثل التلفزيون والراديو والمجلات والصحف. بدأ هذا الجيل في تبني مزيد من التكنولوجيا من أجل البقاء على اتصال مع أفراد الأسرة وإعادة الاتصال بالأصدقاء القدامى، و90% من مواليد هذا الجيل لديهم حساب على فيسبوك، ويعتمدون اعتمادًا كبيرًا على تطبيق "فيسبوك ماسنجر" للمراسلة. ومشكلة هذا الجيل أنّه يصدق كثيرًا المحتوى المزيف على منصّات التواصل، ويتناقل بكلّ سهولة المقاطع المحتوية على نظريات المؤامرة.

العادات المصرفيّة

يفضل جيل الطفرة السكانيّة  الذهاب إلى أحد الفروع البنكية لإجراء المعاملات، ما تزال هذه المجموعة من الأجيال تفضل استخدام النقود، ولا تحبذ استخدام بطائق الدفع.

نقاط القوة

يوصف جيل الطفرة السكانيّة بأنّهم مدمنون على العمل، يستمتعون بأسابيع طويلة ووقت إضافي، وهم أكثر التزامًا بأدوارهم من أي جيل آخر.

نقاط الضعف

يُعدّ جيل طفرة المواليد الأقلّ ذكاءً من جميع الأجيال، ما يحظّر قدرتهم على مواكبة التطورات، وهم أقل ميلًا للترحيب بالتغيير.

ثانيًا: الجيل العاشر (Gen X)

هو الجيل الذي تكون سنوات ميلادهِ محصورة بين "1965-1979/80"، وأعمارهم محصورة بين "41 إلى 56" سنة.

استهلاكه للوسائط

ما يزال الجيل X يقرأ الصحف والمجلات ويستمع إلى الراديو ويشاهد التلفزيون (ما يعادل 165 ساعة من التلفزيون شهريًا). هم أيضًا يتمتعون بالذكاء الرّقمي، ويقضون ما يقرب من 7 ساعات في الأسبوع على فيسبوك (أعلى نسبة في أي مجموعة من الأجيال).

العادات المصرفيّة

نظرًا لأنّهم يتمتعون بالذكاء الرّقمي؛ فإنّ الجيل X يجري بعض الأبحاث والإدارة الماليّة عبر الإنترنت، لكنّه ما يزال يفضّل إجراء المعاملات شخصيًا.

نقاط القوة

يعتقد نحو 70% من المؤسسات أنّ الجيل X هم أفضل العاملين عمومًا، يلتزم هؤلاء العاملون بالتوفيق بين العمل ووقت الأسرة، ويفضلون التوازن بين العمل والحياة في المؤسسة، ويُعدّ هذا الجيل من أكبر مصادر الدخل.

نقاط الضعف

أقل من 40% من الجيل العاشر راضون عن الإدارة العليا في مؤسساتهم، وما يزالون يحملون بعض الأفكار الكلاسيكيّة.

ثالثًا: جيل الألفيّة (Gen Y)

هو الجيل الذي تكون سنوات ميلادهِ محصورة بين "1981-1994/6"، وأعمارهم محصورة بين " 25 إلى 40" سنة.

استهلاكه للوسائط

ما يزال 95% يشاهدون التلفزيون، لكن "نتفليكس" تتفوق على التلفاز التقليدي كونه المزوّد المفضل. هذا الجيل مريح للغاية في التعامل مع الأجهزة المحمولة، لكن 32% يستخدمون الكمبيوتر في عمليات الشراء، وعادةً ما تكون لديهم حسابات وسائط اجتماعيّة متعددة. تطبيقات "تويتر" و"فيسبوك" على رأس التطبيقات التي يستخدمونها.

العادات المصرفيّة

ولاء جيل الألفيّة للعلامة التجاريّة أكثر من الأجيال السابقة، إنّهم يفضّلون شراء المنتجات والميزات من المتاجر التي يثقون بها، يضع جيل الألفيّة ثقتهم في العلامات التجاريّة التي تتمتع بتاريخ منتجات متفوق مثل "آبل" و"جوجل". 

نقاط القوة

من بين جميع الأجيال الموجودة حاليًا، في القوى العاملة، يُعدّ جيل الألفيّة أكثر العمال استقلالية. يهتم جيل الألفيّة بالأخلاق والمسؤولية الاجتماعية للمنظّمة التي يعملون فيها.

نقاط الضعف

نظرًا لطبيعتهم المستقلة؛ فإنّ جيل الألفيّة لا يهتم بالعمل الجماعي مثل الأجيال الأخرى، وهذا الجيل ينفد صبره عندما يتعلّق الأمر بالنمو الوظيفي، ومن المرجح أن يغادر 49% مكان عملهم إذا شعروا أنّ مهاراتهم لم تطوّر.

رابعًا: الجيل Z أو جيل ما بعد الألفيّة 

هو الجيل الذي تكون سنوات ميلادهِ محصورة بين "1997-2015"، وتتراوح أعمارهم حاليًا بين  6 و24 عامًا.

استهلاكه للوسائط

تلقّى متوسط الجيل Z هاتفه المحمول الأول في سن 10.3 سنوات. ونشأ عديد منهم وهم يلعبون بهواتف آبائهم المحمولة أو الأجهزة اللوحية. قد نشؤوا في عالم شديد الترابط بين الإنسان والتكنولوجيا، وأن الهاتف الذكي هو وسيلة الاتصال المفضلة لديهم. في المتوسط يقضون 3 ساعات يوميًا على أجهزتهم المحمولة.

العادات المصرفيّة

امتاز هذا الجيل بالكفاح في سبيل الحصول على عمل، واعتمد نهجًا أكثر تحفظًا من الناحية الماليّة. إنهم يريدون تجنب الديون وتقدير الحسابات أو الخدمات التي تساعد في هذا المسعى. تتصدر بطاقات الخصم قائمة أولوياتهم، تليها الخدمات المصرفيّة عبر الهاتف المحمول.

نقاط القوة

يتمتع أعضاء الجيل Z بأنهم الأكثر كفاءة تقنيًا من أي جيل سبقهم بالتطورات الجديدة.ويُعدّ هذا الجيل طموحًا بشكل خاص. إذ يقول ثلثا الجيل Z إنّ هدفهم في الحياة هو الوصول إلى قمة مهنتهم.ريد 72% بدء أعمالهم التجاريّة الخاصة وتوظيف أشخاص، يوصف الجيل Z بأنه "الجيل الدائم"، وهو قادر على القيام بمهام متعددة على عكس أي جيل آخر.

نقاط الضعف

يُنظر إلى الجيل Z على أنه أكثر تشاؤمًا من أسلافهم، ويفضلون نظرة واقعية على مثالية الجيل Y، لا يعرف الجيل Z كثيرًا عن وقت ما قبل وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا، وهذا يجعلهم يعتمدون بشدة على التكنولوجيا لحل المشكلات.

كيف يقارنون اليوم بالأجيال السابقة؟

لى مدى السنوات الخمسين الماضية شهد معظم البلدان تحولات ثقافية ومجتمعية كبيرة. بشكل عام شباب اليوم هم أفضل تعليمًا من الأجيال التي سبقتهم، حيث ارتفعت نسبة الشباب الحاصلين على درجة البكالوريوس، أو أعلى بشكل مطرد منذ العام 1968. ربما يتوقع من الجيل Z مزيد من الابتكار؛ لأنهم نشؤوا في عصر الابتكار السريع والذكاء الاصطناعي. وأصبح كثير من هذا الجيل من المشاهير على منصّات "تيك توك" و"يوتيوب"، وأي منصّات استهلاك محتوى تأتي بعد ذلك، حيث تأتي تطبيقات "إنستغرام" و"تيك توك" على رأس تفضيلاتهم.

نقلًا عن الجزيرة ومواقع إلكترونية أخرى