التّدخين الإلكتروني.. الوباء الجديد الذي يدمنه المراهقون..

التّدخين الإلكتروني.. الوباء الجديد الذي يدمنه المراهقون..

لا تدفع ابنك للاختباء والكذب، إذا عرفت أنّه يدخن هذه السجائر أو غيرها ..ستكون بحاجة إلى معالجته أكثر من الصّراخ عليه ...

يحذّر الخبراء من أنّ إدمان النيكوتين، في سنّ مبكرة لا يجعل الإقلاع عن التّدخين أكثر صعوبة فحسب؛ بل يمكن أن يتسبّب في إعادة تشكيل الدّماغ وإدمان مواد أخرى في المستقبل. وتزداد المخاطر في حال الإقبال على السّجائر الإلكترونيّة التي يحتوي بعض منها على ضعف تركيز النيكوتين الموجود في السّجائر العادية.

ونقل موقع "آي كير" (iCare) دراسة تؤكّد أنّ التعرّض للنيكوتين عبر السّجائر الإلكترونيّة يُعدّ إدمانًا مثيرًا للقلق لدى المراهقين، ويزيد من خطر التّدخين لديهم اربعة أضعاف. كما أنّ أجهزة التّدخين الإلكترونيّة (Vape)  تُطلق العديد من المواد السّامة في الجسم، فقد يمرّ المراهقون بتجربة أعراض الانسحاب في أثناء محاولتهم التخلّص من هذه العادة .إضافة إلى ذلك؛ لا تتوفر دراسات طويلة الأجل بشأن مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي بين متعاطي السّجائر الإلكترونيّة.

 

لماذا يتخذ المراهقون قرارات خاطئة؟

قد تتعجب من سبب إقبال المراهقين على تدخين السّجائر الإلكترونيّة رغم مخاطره المعلنة، ووفقا لموقع "بيرنتس" (Parents)، فإنّ المراهقة تتفق غالبًا مع القرارات السّيئة، فمن الناحية العصبيّة ما تزال أجزاء الدّماغ المسؤولة عن الحكم الجيد وقرارات التخطيط في مرحلة النمو، كما أنّ المراهقين في مرحلة يحاولون فيها اكتشاف العالم خارج إطار أسرهم ومع أصدقائهم.

وتُعدّ الوقاية أفضل وسيلة دفاع للآباء والأمهات الذين يريدون إبعاد أبنائهم عن التّدخين الإلكتروني، وهنا نصائح لإبعاد خطر السّجائر الإلكترونيّة عن أبنائك:

1-  ثقف نفسك أولاً: يجب على الآباء أن يعرفوا كلّ ما هو متعلّق بالسّجائر الإلكترونيّة والمخاطر التي تنطوي عليها.
2-  التحاور مع الأبناء: تحدّث إلى أطفالك عن الآثار الضارة للتدخين الإلكتروني. استمع قدر المستطاع وحاول ألا تلقي محاضرات، واسألهم أسئلة مفتوحة عن رأيهم في التّدخين الإلكتروني.
3-  كن قدوة: إذا كنت مدخنًا؛ فابذل قصارى جهدك للإقلاع عن التّدخين وإذا كنت لا تستطيع، فعلى الأقل توقف عن التّدخين أمام أطفالك.
4-  منزل خال من التّدخين: لا تسمح للأصدقاء أو العائلة بالتّدخين في منزلك.
5-  قواعد واضحة: وضح لأبنائك بشكل قاطع أن التّدخين الإلكتروني مرفوض ولا رجعة في ذلك.

ما الحلّ؟

إنّ الطريقة التي يتفاعل بها أحد الوالدين عندما يكتشفون نعاطي طفلهم السّجائر الإلكترونيّة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سلوكهم فيما بعد.. وينقل موقع "هيلث لاين" (Healthline) عن معالج المراهقين "جون موبر" قوله إنّ: "آخر شيء نريد أن يفعله الآباء هو المبالغة في ردّ الفعل.. ما نبحث عنه هو استجابة هادئة ومعقولة".

ويوضح "موبر" قائلا: "إنّنا نحبّ أطفالنا، وهذا الحبّ يمكن أن يخلق كثيرًا من القلق بشأن كونهم بخير. وهذا القلق قد يقودنا إلى الذعر والصراخ، وسحب ألعاب الفيديو الخاصة بهم ووضعها في مكان مغلق. وفي حين أنّ هذا قد يمنع المراهق من تعاطي السّجائر الإلكترونيّة على المدى القصير، فإنّه يمكن أن يولّد الاستياء تجاهك بصفتك أبًا أو أمًا".

وينصح "موبر" بوضع عواقب لهذا السّلوك، ولكن يجب أن يكون ذلك بهدوء وبشكل عقلاني. فالمراهقون يستغرقون وقتًا للتعبير عن أنفسهم، ويجب على الآباء منحهم مساحة لقول ما يريدون. ويطلب "موبر" من الآباء تقويم ابنهم لمعرفة ما إذا كان لديه إدمان للنيكوتين أم لا؛ لأنّ الابن قد يرغب في التوقف، ولكنّه يواجه صعوبة حقيقيّة في القيام بذلك. إن التحقق من ذلك والتحدث عن الخيارات التي تساعدهم على التغلب على الإدمان يمكن أن يكون أكثر فاعلية من مطالبتهم بالتوقف.

 

كيف تجري حديثًا مع ابنك المدخّن؟

1-  لا تدفع ابنك للاختباء والكذب: إذا عرفت أنّه يدخن؛ ستجد نفسك بحاجة إلى معالجته أكثر من الصراخ عليه. وهنا؛ يأتي الجزء الأصعب في معرفة كيفيّة القيام بذلك بطريقة فعّالة بدلًا من دفعه بعيدًا للاختباء والكذب، ما يزيد من احتماليّة قيامه بأشياء أخرى محفوفة بالمخاطر قد تعرّضه لمشكلات أكبر.
2-  التوازن: تكمن الحيلة في إيجاد توازن بين بدء حوار حتى يستمر طفلك في أن يكون منفتحًا وصادقًا معك، مع توجيه رسالة لا لبس فيها مفادها أنّه يجب التوقف عن التّدخين الإلكتروني.

3-  توضيح الآثار السّلبية: ركّز في أثناء حديثك معه على الجوانب السّلبية الفوريّة، مثل تكلفة التّدخين الإلكتروني وكيف يمكن للإدمان أن يحدث بسرعة خاصة مع النيكوتين والإشارة إلى الحالات الحديثة من فشل الرئة المفاجئ المرتبط بالزيت المستخدم في السّجائر الإلكترونيّة.

4-  اكتشف ما يحبه ابنك في السّجائر الإلكترونيّة: ومتى يفعل ذلك ومع من يفعل ذلك ومدى فهمه للمخاطر. من الضروري أيضا التعرف إلى المدة التي قضاها في التّدخين وعدد المرات، وما إذا كان من الصعب عليه التوقف. يذكر موقع "بارنتس" أن تجميع كل هذه المعلومات يوضح لك ما إذا كان ابنك يقوم بالتّدخين لمجرد التجريب أم أنه وصل لمرحلة الإدمان. كما أنّه إذا تمكّنت من التعامل مع المحادثة بفضول بدلًا من الاندفاع لإلقاء محاضرة طويلة فسوف يساعد ذلك طفلك على أن يكون أكثر صدقًا، ما يمنحك معلومات أفضل عما يجب القيام به بعد ذلك.

5-  توصل إلى خطة عمل: اشترك مع ابنك المراهق للتوصل إلى خطة للإقلاع عن التّدخين. كلّما زاد التعاون بينكما كان ذلك أفضل. إذا شعر المراهق بالمشاركة فستزيد احتماليّة أن يجعلك تتابع الأمر معه.

6-  العلاج والاكتئاب: خلال الحديث مع ابنك عن العلاج قد تكتشف أنه يعاني الاكتئاب أو القلق، وقد يؤدي التوقف المفاجئ عن التّدخين الإلكتروني إلى زيادة هذه الأعراض. في هذه الحال يجب زيارة الطبيب، أما إذا كنت قلقا من أن ابنك المراهق مدمن فيجب زيارة اختصاصي في إدمان المراهقين.

 

 

المصدر : ليلى علي/ الجزيرة نت ومواقع إلكترونيّة

 

مواضيع مرتبطة

أسترازينيكا تعترف لأول مرة بآثار جانبية نادرة للقاحها ضد كورونا

في الأشهر التي تلت طرح اللقاح، حدد العلماء الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة له.

دراسة: شرب الأطفال المياه الغازية يسبب زيادة الوزن في العشرينيات

كشفت الدراسة أن هناك صلة بين مشروبات الأطفال والخيارات الغذائية المختلفة.

تحذير من محلٍّ صناعي خطر جدًّا يُستخدم في المشروبات الغازية والحلويات

تسبّب انهيار حاجز الأمعاء وتحول البكتيريا إلى سلوك أكثر ضررًا، بما في ذلك زيادة غزو خلايا الأمعاء السليمة وموتها..