النحافة أخطر على الأطفال من السّمنة.. إليك أفضل الطرائق لمواجهتها

النحافة أخطر على الأطفال من السّمنة.. إليك أفضل الطرائق لمواجهتها

متى ينبغي على الأم أن تشكّك في إصابة طفلها بمرض النحافة، وأنّه يحتاج إلى متابعة صحيّة من الأطباء المتخصصين؟

لاحظت "مروة عبد الرحمن"، وهي ربّة منزل، أنه رغم تناول طفليها (5 و9 سنوات) الطعام ذاته دائمًا، فإنّ نمو الأصغر منهما أسرع بكثير من نمو شقيقه الأكبر، ما جعلها تشعر بالقلق على صحة الأخير، وتتساءل عمّا إذا كان مصابا بالنحافة أو يعاني مرضًا عضويًا، لتتوجّه إلى الطبيب لمعرفة حال ابنها. في المقابل؛ لم تلاحظ "نجاة إبراهيم" شيئا على ابنها النحيل (6 سنوات) "لأنه أمام عينيّ طوال الوقت، وكثير الحركة ولديه طاقة كبيرة"، بحسب تعبيرها، ولم يكن لديها أي شك بإصابة ابنها بالنحافة لولا تعليقات أسرتها على طفلها بأنّ وزنه خفيف وحجمه صغير جدًا مقارنة بمن هم في سنّه، ما دفعها إلى التوجّه إلى الطبيب للكشف عن حاله الصحيّة.

هذان الطفلان يشكّلان نموذجًا لحالات كثيرة لأطفال يعانون نقصًا ملحوظًا في الوزن، مقارنة بالأوزان الطبيعيّة لأقرانهم في المرحلة العمريّة والجنس. لا تعير الأمهات غالبًا اهتمامًا بنحافة أطفالهن، خصوصًا إذا كان نشاط الطفل طبيعيًا، ولا يدركن أنّ النحافة قد تكون مؤشرا لمشكلات صحيّة. فالآثار الجانبيّة للنحافة لا تقلّ خطرًا عن تلك المرتبطة بالبدانة، إذ إنّ طور النمو في مرحلة الطفولة يتسارع بشكل ملحوظ، ما يتطلّب الحفاظ على التغذية السّليمة التي تؤثّر بدورها على الصّحة الجسديّة والنفسيّة للأطفال. 

فمتى ينبغي على الأم أن تشكّك في إصابة طفلها بمرض النحافة، وأنّه يحتاج إلى متابعة صحيّة من الأطباء المتخصصين؟

مؤشرات تنذر بإصابة ابنك بالنحافة

تتعدّد العوامل المُسبّبة لنحافة الأطفال، فمنها المتوقّع مثل الولادة المبكّرة للطفل (الخديج)، وأخرى غير متوقعة مثل سوء التغذية أو اضطرابات هضمية تؤثر في عملية الامتصاص، ما يتسبّب باختلالات في النمو. ويقول طبيب الأطفال الدكتور هاني نصحي: "الطفل الذي يعاني النحافة تظهر عليها علامات، من بينها شحوب الوجه وجفاف الجلد البشرة والضعف العام والخمول وجفاف الشعر وتساقطه، وظهور بعض الهالات السوداء حول العينين، الشعور بالدوار والصداع، وعدم التركيز".

كما يوضّح "نصحي" أنّ نقص الوزن يمكن أن يشير إلى سوء التغذية، لا سيما إذا كان غذاء الطفل يفتقر إلى البروتين الذي نحصل عليه من اللّحوم. ويشير إلى أنّ الأطفال النباتيين أكثر عرضة لنقص الوزن بمقدار الضعف عن أقرانهم الذين يتناولون اللّحوم، مضيفا: "معظم الدّراسات الأوروبيّة الأخيرة كشفت أنّ غالبيّة النباتيين من الأطفال يعانون النحافة، مقارنة بأولئك الذين يتناولون اللّحوم".

وعن العوامل الأخرى المسبّبة لنحافة الأطفال، يقول الدكتور "نصحي": "أحيانًا، ترجع إصابة الطفل بالنحافة إلى عوامل وراثية، فعلينا مراجعة التحاليل والفحوص الطبيّة للطفل قبل بدء العلاج، وتحديد حمية غذائيّة متكاملة بكلّ العناصر ليستعيد الطفل كامل صحته وعافيته".

خطوات جيدة لاكتساب الوزن

عن الدور الذي يجب أن تؤديه الأم لتساعد طفلها في اكتساب الوزن الصّحي، تقول الدكتورة "ميغان بيش"، وهي كبيرة الباحثين وطبيبة الأطفال في مستشفى "سي إس موت" للأطفال في جامعة ميشيغان، إنّه: "قد يكون من المجهد للغاية أن يتعامل الآباء مع أطفال صعب إرضاؤهم لتناول الطعام، فعلى الآباء عرض بعض الأطعمة البسيطة بأشكال مغريه للأطفال عبر تنوّع الألوان في صحن الطعام".

وتنصح "بيش" الأهل بعدم جعل الأطفال يتناولون الطعام، وهم منشغلون بشيء آخر، مع الحرص على عدم الإفراط في تناول الوجبات الخفيفة أو استخدام عصائر الفاكهة ومساحيق البروتين لتشجيع زيادة الوزن. وتنصح "أكاديمية التغذية والنظم الغذائية" بإضافة زيت الزيتون أو الزيوت الصحية الأخرى، وزبدة الجوز، وتشدد على ضرورة أن يشمل غذاء الأطفال مصادر البروتين الجيدة، مثل البيض وحساء الفاصوليا والحمّص، مع إضافة شرائح الأفوكادو إلى البرغر والسلطات.

وتشير الأكاديمية إلى أنه "إذا كان طفلك يحصل على سعرات حرارية كافية من دون أن يكتسب الوزن المناسب، فاستمري في العمل مع طبيبك لاكتشاف أي ظروف أساسية أخرى مسبّبة لمرضه"، لافتة إلى أنّ بعض الأطفال يحتاج إلى وقت أكثر من غيره لاكتساب الوزن. فعلى الأبوين الصبر مع الالتزام بخطط الوجبات الأساسيّة والوجبات الخفيفة المدروسة بهدف تحقيق توازن صحي على مستوى وزن الطفل وطوله".

ولزيادة معدل وزن الأطفال، يقترح مركز السيطرة على الأمراض (CDC) الأميركي، إلى جانب الوجبات الصحية المتنوعة، إضافة الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان الخالية من الدهون والقليلة الدسم والأطعمة البروتينية والزيوت، مع ضرورة منع الأطفال من تناول الحلوى والمياه الغازية وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكّر، التي تتسبب بسدّ شهيه الأطفال، ما يؤدي في النهاية إلى نقص في الوزن.

المصدر : نرمين حجاج/ الجزيرة + مواقع إلكترونية
 

مواضيع مرتبطة

أسترازينيكا تعترف لأول مرة بآثار جانبية نادرة للقاحها ضد كورونا

في الأشهر التي تلت طرح اللقاح، حدد العلماء الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة له.

دراسة: شرب الأطفال المياه الغازية يسبب زيادة الوزن في العشرينيات

كشفت الدراسة أن هناك صلة بين مشروبات الأطفال والخيارات الغذائية المختلفة.

تحذير من محلٍّ صناعي خطر جدًّا يُستخدم في المشروبات الغازية والحلويات

تسبّب انهيار حاجز الأمعاء وتحول البكتيريا إلى سلوك أكثر ضررًا، بما في ذلك زيادة غزو خلايا الأمعاء السليمة وموتها..