قد أنشأنا GPT-4، أحدث معلم في جهود OpenAI في توسيع نطاق التعلّم العميق. GPT-4 هو نموذج كبير متعدّد الوسائط

يمكن التحقّق من صحّة المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي قريبًا؛ إذ وجدت دراسة جديدة أن أحدث إصدار من برنامج ChatGPT من OpenAI يظهر تفكيرًا يشبه به الإنسان. 
طُلب من GPT-4، المستخدم لتشغيل ميزة Bing Chat من مايكروسوفت، "تكديس كتاب وتسع بيضات وجهاز كمبيوتر محمول وزجاجة ومسمار بطريقة مستقرّة". فقام النّظام بترتيب العناصر حتى لا ينكسر البيض، مع توضيح كيفيّة وضع كلّ منها على الأخرى - بدءًا من الكتاب وانتهاء بالمسمار. 

كما علّق، أيضًا، على ترتيب العناصر، حتى لا ينكسر البيض - وهو أمر لا يفهمه سوى البشر تمامًا. وأجاب GPT-4 : ضع الكتاب، بشكل مسطّح، على سطح مستوس، مثل طاولة أو أرضيّة، فسيعمل الكتاب كقاعدة للمكدَّس ويوفر دعمًا كبيرًا وقويّا. رتب 9 بيضات في مربع 3 × 3 فوق الكتاب، مع ترك مسافة بينها. وسيشكّل البيض طبقة ثانية، ويوزّع الوزن بالتساوي. تأكّد من عدم تكسّر البيض، وتعامل معه برفق لتجنب إسقاطه'".

هذه التفاصيل صدمت الفريق بمنطقه الشّبيه بمنطق البشر. وهذا يمكن لشخص ما في العالم المادي فهمه فقط. لكن التعليمات لم تتوقف عند هذا الحدّ، بل أضاف GPT-4 تعليمات فيها تفاصيل مهمّة لا يدركها إلا البشر. فيمكن لـ GPT-4 قبول المدخلات في شكل صور بالإضافة إلى نصوص، ولكنّها ما تزال تُخرج إجاباتها في شكل نص، ما يعني أنّ النصّ يقدّم أوصافًا تفصيليّة للصور.

وقال OpenAI في منشور مدونة: "لقد أنشأنا GPT-4، أحدث معلم في جهود OpenAI في توسيع نطاق التعلّم العميق. GPT-4 هو نموذج كبير متعدّد الوسائط - يقبل مدخلات الصّور والنّص، وتنبعث منه مخرجات نصيّة- يعرض، على الرغم من كونه أقل قدرة من البشر في العديد من سيناريوهات العالم الحقيقي، أداء على مستوى الإنسان في مختلف المعايير المهنيّة والأكاديميّة".

يوفّر الإصدار الجديد العديد من الإمكانات المتقدّمة، بما في ذلك القدرة على اجتياز الاختبارات القانونيّة، وفهم الصور واستيعاب المطالبات التي يصل طولها إلى 25000 كلمة.
أظهر المستخدمون إنشاء Pong and Snake في Javascript في أقل من 60 ثانية، وكتابة قصص لا نهاية لها لوقت النوم للأطفال، وإنشاء "دعاوى قضائية بنقرة واحدة" للتعامل مع المتصلين الآليين، وحتى إنشاء صفحات ويب من الملاحظات المكتوبة بخط اليد.

ولإثبات الفرق بين التعلّم الحقيقي والحفظ؛ طلب الفريق من GPT-4 "رسم وحيد القرن في TikZ" ثلاث مرات على مدار شهر واحد. وتظهر النتائج، وفقا للدراسة، "تطورًا واضحًا في مدى تعقيد رسومات GPT-4".

قد تغذي أبحاث مايكروسوفت نيران المخاوف من أنّ الذكاء الاصطناعي يتقدّم بسرعة لا يمكن للبشر السيطرة عليه، وهو شيء يسمّى التفرّد، ويُتوقع بحلول العام 2045.

المصدر: ديلي ميل