"هاكر محترف" يطرح أكبر مخاوفه حول الإنترنت المظلم!

كشف أحد قراصنة الإنترنت المخضرمين عمّا هو موجود حقًا على شبكة الإنترنت المظلمة، حيث ينتشر المتسلّلون والقتلة وتجار المخدّرات. وأوضح المصدر، والذي تحدّث من دون الكشف عن هويّته، كيف يستخدم المتسلّلون برامج الفدية لسرقة البيانات مقابل دفعات كبيرة أو "لرؤية العالم يحترق"، وأوضح أنّ أي نظام متصل بالويب معرض لخطر الهجوم.
وقال الرجل، وهو يرتدي قناعًا لإخفاء هويته: "لقد شاهدت كيف تشفّر المستشفيات، ويبقى أمام النّاس خيار: هل أدفع لفك تشفير البيانات أم أخاطر بحياتي؟".

يُعرّف الإنترنت المظلم بأنّه مكان لا يمكن تعقب النشاط فيه. وقد وجد تقرير حديث أنّ المحتوى الأكثر رواجًا هو المواد الإباحيّة للأطفال، تليها البنادق والمخّدرات. وفي حين أنّ المخترق لم يتطرّق إلى تلك الأنشطة غير القانونيّة، إلّا أنّه قلق "بشأن التأثيرات الكبيرة [التي ستحدثها برامج الفدية] على الأسواق الماليّة أو التأثيرات المحتملة على أشياء مثل مرافق إنتاج الكهرباء".

وقال "فيليب إنغرام"، العقيد المتقاعد في المخابرات العسكريّة في المملكة المتحدة، العام الماضي: "يُستخدم الإنترنت المظلم، بشكل متزايد، من المجرمين الخطرين والمنظّمين لمجموعة متنوعة من الأغراض. إنّهم يبحثون عن نقاط الضعف لدى الأطفال عند إعدادهم أشياء مثل إدارة المخدّرات على طول خطوط المقاطعات، للاستغلال في عصابات الاستغلال الجنسي للأطفال أو التجنيد من الجماعات الإرهابيّة والمتطرفة". كما توفّر بعض الأنظمة الأساسيّة فرصًا للوصول إلى الإنترنت المظلم، بما في ذلك i2p وFreeNet وTor.

ويُعدّ Tor - اختصار لـ The Onion Router - مصفوفة ضخمة من مواقع الويب المشفرة التي تتيح للمستخدمين تصفح الإنترنت يوميًا بإخفاء كامل للهويّة. ويُستخدم طبقات عديدة من الأمان والتشفير لجعل المستخدمين مجهولين على الإنترنت.

كما قدّرت إحدى الدراسات أنّ هناك نحو 2.6 مليون مستخدم Tor يوميًا. وكتب باحثون، من الجامعة الوطنيّة الأستراليّة في The Conversation: "وجدت الدراسة نفسها، من خلال التقاط بيانات واحدة أنّ نحو 80٪ من حركة المرور كانت موجّهة إلى الخدمات التي عرضت موادًا إباحيّة غير قانونيّة و/أو صور إساءة و/أو مواد اعتداء جنسي على الأطفال". 

إذ أُجريت مقابلة مع المخترق، بواسطة Vice، في العام 2021، ولكن ظهر الفيديو مؤخرًا مرّة أخرى كتذكير بوجود عالم مظلم من الأشخاص الذين هدفهم الوحيد هو إحداث فوضى باستخدام الإنترنت. فقد بدأ الرجل مسيرته في القرصنة بقبعة سوداء، وهي نوع من مجرمي الإنترنت الذين لا يلتزمون بالقوانين وينفّذون هجمات لأغراضهم الخاصة.

منذ ذلك الحين؛ فتح صفحة جديدة، وأصبح بقبعة بيضاء، حيث يستخدم مهاراته من أجل الخير، ويتعقّب المجرمين عبر الإنترنت، ويبحث عن نقاط الضعف في الأنظمة لإصلاحها وليس استغلالها. وقال في بداية المقابلة: "إذا كنت أرغب في الوصول إلى شركة آمنة، فلن أذهب لكسر الباب. سأستهدف الأشخاص الذين أعرفهم، ممن لديهم قدرة للوصول، والذين أعرفهم يجلبون أجهزة شخصيّة إلى مبنى أو يقومون بأشياء مجاورة للأشياء الحساسة، وبعد ذلك سأعمل في طريقي"

كتب "جوزيف بوب" أوّل هجوم ببرنامج الفدية، في العام 1989، استخدم لاستهداف صناعة الرعاية الصحيّة. والهجوم، المسمى "الإيدز طروادة"  (AIDS Trojan)، نفّذه "بوب"، عندما وزّع 20 ألف قرص مصاب للحضور في مؤتمر منظّمة الصّحة العالميّة حول الإيدز. وسمّيت الأقراص باسم "معلومات الإيدز - أقراص تمهيدية".

عندما نُزّل القرص المرن في جهاز الحاسوب، ظهرت صورة كبيرة على الشّاشة تقرأ البرنامج من شأنها التأثير سلبًا على تطبيقات البرامج الأخرى. وستكون مدينًا بالتعويض والأضرار المحتملة لشركة PC Cyborg Corporation  وسيتوقف جهاز الحاسوب الصغير الخاص بك عن العمل بشكل طبيعي.

سيقوم البرنامج بحساب عدد المرات التي جرى فيها تمهيد الحاسوب، وبمجرد وصوله إلى 90، فإنّه سيخفي الدّلائل، ويشفّر أو يقفل أسماء الملفات على محرك الأقراص C.
ولاستعادة الوصول، كان على المستخدمين إرسال 189 دولارًا إلى PC Cyborg Corporation في صندوق بريد في بنما. فتطوّرت برامج الفدية منذ ذلك الحين حتى وصل الأمر إلى عدم احتياج المتسلّل إلى مغادرة منزله، حيث يمكنه القيام بكلّ شيء على الإنترنت المظلم.

وقال الهاكر لـ:  Vice: "في الأيام الخوالي، لكي يتسبب بلد ما في اضطراب بلد كبير مثل الولايات المتحدة، ستحتاج إلى استثمارات بقيمة ملايين وملايين الدولارات للقيام بشيء ما. اليوم، تحتاج فقط إلى بضعة آلاف من الدولارات وجهاز كمبيوتر محمول واثنين من المتسلّلين الأذكياء لكتابة بعض التعليمات البرمجيّة وإرسال شيء ما".

يُعدّ "كيفن ميتنيك" المخترق الأكثر شهرة في العالم لهجومه على 40 شركة كبرى، بما في ذلك IBM وNokia وMotorola، في العام 1995. وكان قد سرق رموز الحاسوب التي يقدّر البعض تكلفتها بنحو 330 مليون دولار، وقضى خمس سنوات في السجن.
عند إطلاق سراحه، في العام 2000، قال "ميتنيك" إنّه: "تمّ إصلاحه"، ويعيش الآن تحت معايير القبعة البيضاء كمتسلّل أخلاقي للأمن. كما ادّعى الرجل الذي كان يتحدث مع Vice أنّه يقوم بهذا النّوع من العمل. وقال: "ذات مرة؛ كنت أرى نفسي قبعة سوداء وتغيّرت إلى قبعة بيضاء. أصحاب القبعات البيضاء يميلون إلى أن يكونوا قراصنة ملتزمين بقواعد أخلاقيّة، ويحاولون القيام بأشياء لتحسين الصالح العام وملتزمون بالقانون". لكن مغامراته السابقة وضعته في وسط السلوكيات المخادعة للشبكة المظلمة.

 


المصدر: ديلي ميل

 

مواضيع مرتبطة

ما العمل عند سرقة الهوية على الإنترنت؟

قد تكلّفك سرقة بيانات هويتك مدخراتك المالية كلها.. فكيف تنتبه لذلك؟

تحذيرات من مواقع إلكترونية تُستخدم لاختراق حسابات "تليغرام"

أكثر من 300 موقع إلكتروني مشبوه يُستخدم لاختراق حسابات المستخدمين على "تليغرام..

أبرم اتفاقًا مع نتفليكس قبل عشر سنوات.. الفايسبوك يبيع دردشات المستخدمين!

وفقًا لوثائق المحكمة، حصلت نتفليكس على حق قراءة الرسائل الخاصة عبر اتفاقية تدعى Inbox API.